16 أبريل، 2024 3:45 ص
Search
Close this search box.

ماذا نريد ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

باتت قضية المصالحة الوطنية في العراق من اصعب الملفات السياسية الشائكة , لان مساراتها لم تتقدم خطوة واحدة باتجاه المطلوب تحقيقه , فهي اي المصالحة غائبة عن الواقع او مجرد شعارات وافكار مرمية في ادراج السياسيين , رغم انها احتلت الاولوية في تصريحات اللاهثين وراء هذا الحلم المؤجل .
ولم تكن ردود افعال القوى السياسية تجاه المصالحة تتناسب مع حجم التوتر الذي يعتري جسد العملية السياسية برمتها , بل ان الحقائق تشير ومن خلال نظرة بسيطة الى ان المشهد سيكون اكثر تعقيدا مادامت الموروثات القديمة تضع نفسها عائقا امام متطلبات المرحلة الموسومة بتداخل الاشكالات وتشابك الافكار والرؤى .
وعلى مايبدو فان المزاج التصالحي لم ينضج بالشكل المطلوب , الامر الذي يبقي صورة التوتر الصامت شاخصة امام الجميع , مادامت همة النهوض بهذه المسؤولية   ولو بحدها الادنى يحكمها التوجس والخوف من الاخر .
لعل حقيقة المصالحة الوطنية تكمن في ردم حفر الخلافات بين النخب الوطنية وصب الماء على بؤر النيران المستعرة , ومحاولة نزع فتيل مفجرات النزاع واللجوء الى المكاشفة والابتعاد عن الذرائع التي تدفع السياسيين الى الهروب تحت يافطة الذرائعية المعروفة .
ولست مغاليا اذا قلت ان الجفاء السياسي بين القوى الوطنية خلف اصطفافات وتكتلات رفعت من جذوة التناحر الى مديات غير مسبوقة تجثم بداياتها تحت رماد المناكفات الممتدة الى سنوات ليست قليلة , وبالتالي مواصلة الابحار في قارب ( الزعل ) المستديم الذي ربما ينتقل الى مراحل اشد قسوة والما .
ومادام الوضع الجديد قد نصب السيد اياد علاوي نائبا لرئيس الجمهورية لشؤون المصالحة الوطنية , فهذا في مغزاه يعني ان هناك اهتماما كبيرا بهذه القضية القديمة الجديدة , وان عملية تحريك المياه الراكدة المحيطة بهذه المسألة اصبحت من الاولويات في النشاط الرسمي .
من هنا نقترح مايلي :
1-  الاسراع في عقد مؤتمر المصالحة الوطنية على ان لايكون منبرا للخطابات وتجريح الاخرين , انما لوضع خطة عملية ملزمة للجميع .
2-  اشراك القوى السياسية كافة دون استثناء , بما في ذلك المقيمون خارج البلاد بغض النظر عن انتماءاتهم ومعتقداتهم واطيافهم , اضافة الى منظمة الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمات حقوق الانسان .
3-  حضور ممثلين عن دول الجوار , لانها تمتلك دورا كبيرا في التأثير على الواقع العراقي .
نأمل ان يكون المؤتمر ايذانا ببدء مرحلة جديدة لنبذ الخلافات ومواجهة التحديات الكبيرة التي تحيق بشعبنا وعراقنا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب