بعد العملية الخيانية التي سقطت بها الموصل بدون أي قتال أو مقاومة بل دخول المجاميع المجرمة الى أوكارها وما رافق هذه العملية الإجرامية من تغطية أعلامية هزت المعنويات وكادت أن تعمل الكوارث على أرض العراق لولا فتوى المرجعية بالجهاد التي أوقفت الزحف الإرهابي وأسقطت المخطط الخياني بل كشفت كل أوراقه للعالم ، بعد هذا الموقف البطولي للمرجعية والتي عودتنا عليه في مختلف الحقب الزمنية وخروج الشارع العراقي ملبياً لفتوى الجهاد والدفاع عن أرض المقدسات علينا أن نوفر ثلاث عوامل تكمل فتوى المرجعية وتقودنا للنصر وأستقرار العراق :
أولاً : قيادة قوية وجريئة تقدم المصلحة العليا للبلد وتعمل وفق الدستور وتطبق القوانين بحذافيرها ولا تضيع أوقاتها وتستنزف قواها بالإتفاقيات والإجتماعات التي يراد منها إختراق الدستور والتعدي عليه من خلال أعطاء من ليس له الحق أكثر مما يستحق ، والضرب بيد من حديد كل من يريد تدمير العملية السياسية وإرجاع العراق الى عهد الدكتاتورية وحكم الأقلية ، والوقوف علناً ضد الدول الداعمة للإرهاب والطلب من الأمم المتحدة من أجل تقديمها الى المحاكم الدولية لمقاضاتها والإقتصاص منها .
ثانياً : وحدة الكلمة والموقف ، لقد أكد الله سبحانه وتعالى على الوحدة ورفض التبعثر والتشتت إذ قال سبحانه وتعالى ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ، يتطلب منا في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها العراق التوحد ورص الصفوف وتناسي كل أمر مختلف عليه في هذه الفترة حتى تنجلي هذه الغمة التي تريد تدمير كل شيء على أرض العراق ، بهذا التوحد بالكلمة والموقف نهزم كل الإرهاب ومن يسانده في الداخل والخارج ، أما إذا بقينا مشتتين ومتفرقين فأننا سوف نهزم ونقتل جميعاً لأن داعش لا يفرق مجموعة سياسية عن الأخرى وأن أختلفت مواقفها في حل هذه المشكلة لأن العنوان الذي يقاتله هو التشيع لا غير لهذا يجب أن نحترم ونقدر هذا العنوان ونطبق قول الإمام علي عليه السلام (عدو عدوي صديقي) وداعش والقاعدة ومن ساندهم أعداء الجميع من تيار صدري ومجلس أعلى وحزب الدعوة وجميع التنظيمات الوطنية التي تحب العراق ، والظرف الذي نعيشه اليوم ليس وقتاً للحصول على المكاسب والمصالح بل وقت محنة وبلاء عظيم يذهب ضحيته العشرات يومياً بل الجميع يواجه الموت يومياً ، لهذا يجب أن نواجه هذا التحدي القذر بأجساد متفرقة ولكن تمتلك رأساً واحدأً ذا فكرة واحدة وكلمة واحدة وهي مواجهة الإرهاب بكل ما نملك في هذا الظرف الصعب .
ثالثاً : التسليح الجيد : لقد أثبتت التجارب على أن الجيش العراقي متمكن في القتال وقد دعمت فتوى المرجعية هذا الجيش من الناحية المعنوية والمادية ، نعم أرتفاع المعنويات مهم جداً والعدد الكبير عامل يعتمد عليه في عمل الإنتصارات في أشرس المعارك ولكن كل هذا يحتاج الى سلاح قوي وهذا المثلث في غاية الأهمية من أجل خلق الإنتصارات (المعنويات – العدة – العدد) وقد أكد الحكيم العليم على هذه النقطة عندما قال سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) ، لهذا يجب أن يتم التأكيد على نقطة تسليح الجيش العراقي بأحدث الأسلحة حتى يواجه أعتى وأقذر إرهاب في العالم ، لأن بدون السلاح الحديث الجيد سيصبح العراق لقمة سائغة لكل طامع في خيراته وثرواته وشعبه وأرضه ، لهذا يجب أن تدعم هذه النقطة من جميع المتصدين وأن يقاتلوا من أجل تنفيذها والعمل من أجل أستيراد السلاح الجيد الذي يحمي الوطن والمواطن من المجرمين القتلة وكذلك الدول التي تمتلك أطماع في العراق .
هذه النقاط الثلاث تدعم فتوى المرجعية وتتكامل معها وتضمن إستقرار العراق سياسياً وأقتصادياً وتجلب الأمن والسلام لشعبه ، وبفقدان أحداهما ستستمر المعانات وتدفع التضحيات الجسام التي قل نظيرها في العالم فهذه الدماء العراقية تسيل في الشوارع والأودية والهضاب والصحاري وهذه رؤوس الشباب يتباها بها المجرمون في كل منطقة ، فهل هذه المناظر لا تدفع المسؤولين والمتصدين على التفكر ولو للحظة بالعواقب الدنيوية والآخروية ؟؟؟؟؟ لهذه الجرائم التي تهتك بالعراقيين ويتركوا الآنا والمصالح الشخصية والحزبية ويشدوا أيدي بعضهم بعضا لكي يخرجوا من هذا المآزق الذي يمر فيه العراق وشعبه .