22 نوفمبر، 2024 10:55 م
Search
Close this search box.

ماذا لو نهضت صباحا ووجدت نفسي بلا ذاكرة؟

ماذا لو نهضت صباحا ووجدت نفسي بلا ذاكرة؟

هل سأشرب الشاي كما العادة؟ هل سأجد ملابسي وأعرف أين هي حذائي بالضبط؟
للذاكرة علاقة حميمة مع الزمان والمكان، مع الحدث نفسه، الحدث الذي نصنعه، الحدث الذي يصنعنا، الحدث الذي سيجعلني أعرف من أنا وماذا أريد،
هل سأعرف ما أريد اصلا؟
هل سيختفي الألم والحزن اللذان يسببهما التفكير بالماضي؟
هل سأفكر اصلا أم ساصبح كمبيوترا بلا ذاكرة،
عندما لا اتذكر حينها سوف لن احتاج أن أنسى فالذاكرة هي ليست عودة للماضي بقدر ماهي المستقبل نفسه لأنها تعطي الهوية التي اعرف بها نفسي،
هل ستكون هناك نوستالجيا بنفس القدر الذي يصبح الخوف من المستقبل هو الهاجس الرئيسي الذي سيحرك عواطفي نحو ما أريد؟
النوستالجيا ليست العودة للماضي من خلال حفريات في الذاكرة التي تصير عدما بضربة فأس على الرأس ربما، النوستالجيا هي إعادة ترتيب الماضي بالشكل الذي يخدم المستقبل،
النوستالجيا لها وظيفة كبيرة وهي أن تمنحنا القوة للمضي إلى الأمام، تعطينا الإرادة والاحساس بالمعنى، بغض النظر عن كمية المشاعر التي سنذرفها على اطلال الماضي،
دون ماض لانوستالجيا هناك، ولامستقبل ولا هوية،
الذاكرة تصبح قاتلة أيضا، إنها تشدك إلى الماضي، إنها تلك السلاسل التي تجعل منك عبدا مطيعا،
ففي الوقت الذي تعطيك فيه الأمان، فإنها تسلب منك الحرية، الأمان شيء تعودنا عليه وكذلك سلب الحرية، أن تفقد جزء من حريتك سيصبح جزء من هويتك التي تعرف بها نفسك، من أنت ومن تكون،
ماذا لو نهضت صباحا وتوقفت عن التذكر بقرار شخصي؟
هل استطيع أن أتوقف عن التذكر؟ هل أستطيع أن أكون عاجزا أن اكون فضوليا، هل أستطيع أن اكون غير آمن لكن بحرية، هل سأكون حرا؟
المسافة بين أن أكون حرا أوعبدا هي نفس المسافة التي أكون بها متذكرا، أو فاقدا للذاكرة،
هل أستطيع أن افقد ذاكرتي فعلا؟

أحدث المقالات