22 ديسمبر، 2024 2:12 م

ماذا لو لم يبعث محمد بن عبدالله

ماذا لو لم يبعث محمد بن عبدالله

1)) الحقبة المحمدية

أستهلال :

هذا مقال فنتازي من مخيال الكاتب ، فليس الموروث الأسلامي له أساطير فقط ، فللأخرين لهم مخيال أيضا ، فرواية :     ” الأسراء والمعراج ” هي أحدى ضروب مخيال الأسطوري للفقهاء والمحدثين ، وأنقل من موقع أسلام ويب ، لمحة عنها ( الإسراء : هو إذهاب الله نبيه من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بإيلياء ـ مدينة القدس ـ في جزء من الليل ، ثم رجوعه من ليلته .. والمعراج : هو إصعاده من بيت المقدس إلى السموات السبع ، وما فوق السبع ، حيث فرضت الصلوات الخمس ، ثم رجوعه إلى بيت المقدس في جزء من الليل .. ) والمخيال الكارثي ، هو ركوب محمد ( دابَّةٍ أبيضَ دون البغلِ وفوقَ الحمارِ : البُراقُ ، فانطلقتُ مع جبريلَ حتى أتينا السماءَ الدنيا .. ) ، أي أن محمدا ركب دابة مع جبريل ، يتجولان بين السماوات وصولا لله . هذا المقال يبحث بتصور خيالي ، ما أفاضت بها القريحة الخيالية للكاتب عن كيفية وقوع الأحداث والأوضاع والوقائع و .. ، في حال لم يبعث محمدا رسولا ! .    

الموضوع / الحقبة المحمدية :

من الحقبة المحمدية ، سأسرد نموذجا ، ممثلا بواقعة قتل أسرى بني قريضة ، وما سيترتب عنها ، وملخصها ( استسلم يهود بني قريظة ، ونزلوا على حكم رسول الله ، فوكل الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ أحد رؤساء الأوس ، فأمر سعد بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا ، ثم قال : ” إني أحكم أن تُقتل مقاتلتُهم وتُسبَى ذريتُهم وأموالهم ” ، فقال رسول الله : ” حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ” !! / نقل من موقع قصة الأسلام ) .    هذه الواقعة غيرت من الواقع القبلي لليهود – بوجود محمد ! ، الذي حارب وهجر كل اليهود ، وقتل أسراهم ..                                                                                     وسأعرض فيما يلي ، تواجد قوى قبلية أخرى ، وهي القبائل المسيحية ، ومن ثم سأعرج على زعيم قبلي ، قوي و طامح في السلطة والقيادة ، وهو أبوسفيان حرب . وسأرسم فنتازيا كيف سيكون الحكم في الجزيرة – بغياب محمد .                                                          1 . ففي حالة غياب محمد عن الوضع القبلي ، وعدم تصفية يهود بني قريضة ، من قبل محمد – وبخبث سعد بن معاذ ، فكيف سيكون وضع اليهود بالعموم ! الذي يضم أضافة لبني قريضة ، بني النضير وبني قنيقاع .. اليهود لولا محمد لكانوا قوة كبيرة ، خاصة أذا أتحدوا مع بعضهم البعض ، لأن لهم عقيدة وتاريخ ، أضافة لسيطرتهم على التجارة والمال والذهب .                                                                                                     2 . قوة اليهود لولا بعثة محمد ، ممكن أن تسيطر على المدينة وأن تحكمها أيضا ، وسأسرد نبذة عنهم { (( قال ابن القيم :- كان يهود المدينة ثلاث طوائف : بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة .. غَزَا رسول الله ” بَنِي قَيْنُقَاعَ ” ، وَكَانُوا مِنْ يَهُودِ الْمَدِينَةِ ، وَكَانُوا 700 مُقَاتِلٍ ، وَكَانُوا صَاغَةً وَتُجَّارًا / زاد المعاد((3/ 170 .)) ، أما (( ” بنو قريظة ” فقال الحافظ ابن حجر :- اخْتَلَفَ فِي عدتهمْ : فَعِنْدَ ابن إِسْحَاقَ أَنَّهُمْ كَانُوا 600 ، وَعِنْدَ ابن عَائِذٍ مِنْ مُرْسَلِ قَتَادَةَ كَانُوا 700 . وقال السُّهَيْلِيُّ الْمُكْثِرُ يَقُولُ إِنَّهُمْ مَا بَيْنَ 800 – 900 ، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيّ وابن حِبَّانَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَنَّهُمْ كَانُوا 400 مُقَاتِلٍ )) ، أما (( ” بنو النضير ” : فكانوا بالمئات أيضا ، قال ابن سعد : – حملوا النساء والصبيان وتحملوا عَلَى 600 بعير ” انتهى من ” الطبقات الكبرى ” (2/ 44) )) / نقل بأختصار من موقع الأسلام سؤال وجواب } .          3 . مع قوة اليهود وبغياب محمد ، هناك قوى أخرى ، وهي القبائل المسيحية ، مثل بني تغلب وبني كلب وبني بكر بن وائل وبني مضر وبني ربيعة ، وأنقل لمحة عن وضعهم . { يعود تاريخ المسيحية في الحجاز وبعض الأجزاء التي تشكل اليوم المملكة السعودية ( مثل نجران ) إلى القرن الثالث حيث كان يًدين سكان بعض هذه المناطق المسيحية حتى القرن السابع مع ظهور الإسلام . كان هناك أيضاً بعض القبائل العربيَّة التي كانت تُدين بالمسيحية مثل بني تغلب وبني كلب ، والذين كانوا على مذهب المونوفيزية، واعتنقوا المسيحية منذ القرن السادس للميلاد ، كما وقد أثبت مسيحية قبيلة بني بكر بن وائل وبني مضر .. وكذلك بني إياد بعد وفاة  محمد خيّرت القبائل في شبه الجزيرة العربية بين الإسلام أو الهجرة ، فأسلمت بعضها وهاجر بعضها .. / نقل من موقع wikiwand } . وهذا يعني أن القبائل المسيحية أيضا هجرت.                                                                   4 . ومن الرجال الذين كان لهمريادة في قريش ، هو أبو سفيان بن حرب / وهو من المؤلفة قلوبهم – ومن الذين كان أسلامه ظاهريا ( صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، رأس قريش وقائدهم يوم أحد ويوم الخندق وله هنات وأمور صعبة ، لكن تداركه الله بالإسلام يوم الفتح فأسلم شبه مكره خائف . ثم بعد أيام صلح إسلامه ، وكان من دهاة العرب ومن أهل الرأي والشرف فيهم ، فشهد حنينا ، وأعطاه صهره رسول الله من الغنائم مائة من الإبل ، وأربعين أوقية من الدراهم يتألفه بذلك ، ففرغ عن عبادة ” هبل ” ، ومال إلى الإسلام .. / نقل من موقع أسلام ويب ) .                        5 . لو تصورنا وضع الحكم بعد وفاة محمد ، والكل يتهافت لخلافته ، وهو لم يقبر بعد ، نفس المشهد ، سيتكرر في الوضع السياسي القبلي / في حالة غياب محمد عن المشهد ، وذلك لأن القبائل ، ممكن أن تنشد الى رئيس يشد أزرها ، ويوحدها من أجل مجابهتها لأخطار قبائل الأمصار الأخرى .. فلا بد من أجتماع في مكان معين ، ألا هو ” سقيفة بني ساعدة ” .       6 . التالي مشهد أفتراضي : – ” سقيفة بني ساعدة ” ، من سيحضر هذا اللقاء القبلي ، تحت هذه السقيفة ، والذي سيحدد مرحلة ما بعد الأتحاد القبلي لمواجهة الأخطار المحتملة ، من المؤكد سيحضر ممثلين عن القبائل اليهودية / بني نضير وبني قريضة وبني قنيقاع .. و ممثلين عن القبائل المسيحية / بني تغلب وبني كلب و بني بكر بن وائل وبني مضر وبني ربيعة وكذلك بني إياد .. وقبيلة قريش / التي ينتسب أليها أبو سفيان بن حرب ، وممكن أن يحضر ممثلين عن قبائل أخرى ، ولكن من المؤكد أن أبو سفيان سيبايع رئيسا لهذه القبائل ، وذلك لحجم ومركز وقوة قبيلته ( كان عدد جميع قبائل قريش في زمن النبي نحو أربعين ألف نسمة .. وكان عدد بطون قريش نحو عشرين قبيلة ، أشهرها : بنو هاشم بن عبد مناف ، وبنو أمية بن عبد شمس ، وبنو عبد الدار بن قصي ، وبنو مخزوم بن يقظة بن مرة .. / نقل من موقع المجيب ) .

أضاءة :                                                                                                                                    أولا : من كل السرد أعلاه ، التساؤل ، هل هناك من أمان قبلي ! ، وأستقرار مجتمعي ، في ترتيب الأوضاع بين القبائل ، خاصة أذا توحدت القبائل تحت رئيس أو أمير معين – في غياب دعوة محمد : الأجابة نعم . وذلك لأن الغزو بين القبائل سينتهي ، فلا جهاد ، ولا عداوات بين الأسرة الواحدة .. وسيترتب على هذا أيضا ، ألغاء أفعال كانت سائدة زمن محمد ، منها ” السبي ، النهب .. ” ، وستلغى الجزية أيضا ، التي كانت مفروضةفي زمن محمد ” قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة “، الجزية : التي هي من أفرازات أحتلال الأمصار ، تحت حجة نشر الدعوة الأسلامية .      ثانيا : أذن أذا لم يبعث محمد ، ستبقى القبائل على دينها أو معتقدها / سماوية كانت أو وثنية ، ويصبح حديث محمد – زمن بعثه غير فاعل ” عَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ .. مُتفقٌ عليه ” . وسيكون هناك حرية في الأعتقاد ، وليس كحرية المعتقد في عهد الأسلام ، الذي كان مجرد نصوص ، لم تطبقلَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ .. / 256 سورة البقرة ” .

خاتمة :                                                                                                                                     الحكم والسلطة للأوطان لا يقام على تكريس عقيدة واحدة ، ولا يؤسس على ألغاء الأخر .. فالصورة الفنتازية أعلاه تحجب ما قيل عن “ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ” ، وبذات الوقت تسمح بفسيفساء مذهبي عقائدي أثني .. ، بعيدا عن أقصاء المكونات الأخرى ” عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ) أخرجه مسلم (1767)/ نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ” .. نقطة أخر السطر .