للطبيعة البشرية ميول وطبائع وغرائز تكون حاكمة في حال فقد القائد والمدير لها !
وقد يصدق مثال السفينة التي دخلت عباب البحر وواجهها أعصار ليهزها بعنف محاولا أغراقها والنزول بها للقاع المظلم !!!
نعم الأنسان الذي يغفل دائما عن عقله المدير والمراقب لكل الغرائز ومصادر الميول وما تشتهيه النفس التي بين الخالق العظيم أنها أمارة بالسوء ، وأي ضعف في مركز الأدارة سينتج لها المشاكل والويلات والندم والخسران !!!
ولأن الخالق عليم وعظيم ، يعلم ما في النفوس وما يحيط بها ، وأي قدرة لها على ذلك التـأثير الذي ينتابها حال مواجهة الخطايا والذنوب !!!
جعل الله لها بابا للرجوع وأظهار الندم والحسرة على التفريط في ألأستخدام السلبي لكل الملكات والرغائب التي منحها سبحانه لنكون متوازنين فيها ، وتصرف في الصراط الذي دل هو عليه لمعرفته بمصالح الخلق وما يؤمن لها الحياة النظيفة والأمنة !
فكم مرة خرقنا التعاليم وتجاوزنا الحدود ، لنعود ونلوذ بباب التوبة الممنوح للمخطئين والذي أرتكبوا الذنوب ، والذين تجاهروا بالمعاصي ؟؟؟ لنجد الأبواب الرحيمة مشرعة ومفتحة ، كلما وجد الندم الحقيقي والتوبة النصوح !
ذلك الباب الذي حث الخالق دخوله كلما ضعف العقل وتلوثت الروح وتنجست النفس بالخطايا !
التوبة باب الرجاء ، والعودة لساحته تبارك وتعالى !
كيف لو لم تكن موجودة ، ولا رواية أو اية تدل عليها ، حينئذ سيختل توازن الندم والحسرة عند أرتكاب الجرائر ، فلو لم تكن موجودة بهذا القدر المحفز عليها ، قد نكون من أول ذنب في ضياع ، وتدحرج في وادي ألا رجوع ، لأن الرجوع وقتها لأي شيء سيفيد وبابها مغلق (التوبة ) !!!
من هنا الحكمة قضيت وهي الخبيرة بالطبع البشري الواقع تحت تأثير أمور شتى ومغريات منها الدنيا ، والنفس ، والهوى ، والشيطان الرجيم الذي وقف بقوة بوجه العقل وحالات ندمه يوم يجد أن ما صدر منه حرام بحق المنعم وتعاليمه التي كان الألتزام والشكر هو الأولى !
وجه من أوجه وجودها بهذا الشكل المتكرر ، لأن الندم والذنب كلاهما أيضا متكرر ، فأن عدت عدنا ، وأن أدبرت أدبرنا ،،،
أللهم أنا نسألك التوبة النصوح بحق هذه الليالي القدسية والعظيمة ،،،