18 ديسمبر، 2024 9:09 م

ماذا لو كان الرئيس بشار الأسد من أهل السنة ؟

ماذا لو كان الرئيس بشار الأسد من أهل السنة ؟

 في أغلب الأحيان نجد أن الزمن هو الكفيل الوحيد بكشف توجهات مجموعة من الناس حتى وإن كان خطابهم موحدا لعقود وعهود خلت فنرى أن الزمن يكشف عن خفايا النفوس بطريقة لا تقبل النقاش ( أدلة وبراهين ) وهذا ما تبين جليا في دفاع شيعة العراق خصوصا وشيعة العالم الإسلامي عموما عن مجرم القرن الجديد (بشار الأسد ) فالدفاع عن الأسد من قبل شيعة العالم دفاعا مستميتا حتى لو قضى على نصف الشعب السوري فهناك من يعتبر الأسد بطلا مقاتلا صنديدا مدافعا عن الحق ضد الباطل ( القاعدة ) بينما في حالات أخرى نجد أن غير الأسد هو مجرم لا يستحق الحياة وقاتل وطاغية وهذا ما يمكن أن نستشفه عن رأي شيعة العالم بملك البحرين وغيره من القادة عندما يكون أحدهم ليس من شيعة العالم حتى لو لم يرتكب عشر ما أرتكبه الأسد من جرائم ، فالأسد هو العادل والمظلوم وغيره هو الظالم .
    هنا نريد أن نقلب المعادلة ولو فكريا لنوضح ونرى كيف هو رأي شيعة العالم بالأسد الجديد افتراضيا عندما يكون الأسد من أهل السنة وإليكم توقعات الآراء بهذا الأسد ( السني ).
   سيكون الأسد الجديد مجرم العصر ، قاتل ذابح الأطفال ، مغتصب النساء والرجال ، هتلر الإسلام ، هولاكو العرب وما إلى ذلك من نعوت جاهزة بحق الأسد الجديد نسمعها من كل لسان ( شيعي ) مثقف جاهل سياسي إسلامي علماني ليبرالي ربة منزل طفل مدرسة ، الجميل بشيعة العالم الإسلامي إنهم يتعاملون مع الخطاب حسب صدى أصوات رجال الدين والساسة الشيعة ولا يتعاملون مع الخطاب حسب المفهوم الإنساني أو المفهوم العقلي لأنهم وبصريح العبارة قد وضعوا العقل رهن الوصاية الحوزويه حتى وإن أعلن أحدهم بعكس ما نقول .
    من خلال هذا الفكرة نرى أن لا عداء لشيعة العالم مع (صدام) كشخص ولا عداء لشيعة العالم مع حزب (البعث) كفكرة ولا عداء لشيعة العالم مع (الظلم) كسلوك ولا عداء لشيعة العالم مع النظام (الدكتاتوري) كنظام بل المشكل هو عداء شيعة العالم مع كل نظام غير شيعي وهذا واضح وجلي من خلال الدعم الشيعي الكبير لبشار الأسد .
  لنقلب المعادلة مرة أخرى ونقول لو كان صدام من شيعة العراق وبشار الأسد من أهل السنة فكيف سيكون الخطاب حينها ، سيكون الخطاب أن صدام رجل دولة دافع عن حدود البلد ضد الإرهابيين وبشار الأسد قاتل ومجرم العصر لا يستحق الحياة لأنه يقتل الاطفال والنساء بدون مبرر .
     المحصلة المنطقية لهذه السطور أن شيعة العالم ليس لهم أي عداء مع صدام كشخص مطلقا ولا لهم عداء مع أسلوب صدام سابقا وليس لهم عداء مع فكرة الدكتاتورية مهما كانت قاسية كقساوة النظام السوري ( الآن) وليس لهم عداء مع الأنظمة التوتاليتارية مطلقا وليس لهم عداء مع فكرة الظلم بتاتا ولكن المشكلة تكمن في وجود قائد سني وقائد شيعي فالأول ظالم حتى لو كان الأم تريزا والثاني مظلوم حتى لو كان هتلر النازي ونحمد الله بكشفه لنا الخطوط العريضة للفكر السياسي الشيعي المظلوم دوما والباكي دهرا .
[email protected]