18 ديسمبر، 2024 7:47 م

ماذا لو كانت هذه النهاية؟

ماذا لو كانت هذه النهاية؟

نحن نشهد حالة من ذبول، تصيب كرتنا الأرضية فحالة العطش العالمية التي ضربت العالم والتي أدت الى جفاف بحيرات وأنهر كانت متدفقة منذ قرون، يجعلنا نستدرك أن الأمر لم يعد موجة جفاف عادية، او ارتفاع بدرجات الحرارة ادت الى تبخر مياه تلك المسطحات، بل هي مرحلة جديدة تواجه البشرية عليهم الاستعداد لها، وتغيير بوصلة أهتمامهم لقضايا تعد مصيرية وتعد تهديداً واضحاً للوجود الانساني، اكثر من تلويح البعضباستخدام السلاح النووي!

لان الارض لن تنتظر جنون البشر لأنهاء العرض، هي من ستبادر بذلك
اذ تشير التضاريس الحديثة للأرض اننا امام عصراً من التغيير يكاد يكون الأكثر ضراوة، من كل العصور الجيولوجية السابقة التي شهدتها ارضنا، من العصر الجليدي، مروراً بالعصر الحجري وصولاً لعصرنا الحالي، والذي يبدو ان الحضارة الانسانية ستقف عاجزة عن صد عواصف هذا التغيير، مثلما خذلتنا الحضارة بالتصدي لكورونا.
ان الخطر المحدق الذي ينتظر الارض يجعل باقي التهديدات لا قيمة لها، اجزم لن يكون للسلاح النووي هيبة امام التصحر وانحسار الاراضي الصالحة للزراعة، ولن يكون للنفط أهمية امام انعدام الاراضي الخصبة، بل سيشكل عبئ على البيئة، في عالم يبحث عن مصادر الطاقة النظيفة، وسيعود الدولار كقطعة من الورق لن يعطي لحامله الامان الاقتصادي، سيعود عهد المقايضة!
 ستكون البشرية وجه لوجه امام مجاعة عالمية، ،كذلك سيكون هناك تهديد اخر بسبب ارتفاع منسوب المياه في العالم، بسب ذوبان ثلوج القطبين، الذي سيؤدي الى غمر الكثير من المدن الساحلية وتقليص اليابسة وحشر البشرية في بضع كيلو مترات!
سيكون الوضع اشبه بوضع عشرة اشخاص في صندوق صغير، لن يصمدوا في تحمل بعضهم، ولو كانوا اصدقاء مقربين، ستضيق علينا بلا شك!
ان مايدور وما يجري من تغييرات جغرافية ومناخية، كبيرة ومصيرية، تسخف حجم خلافاتنا وتهديداتنا ومناوشتنا وتكسر عنجهيتنا نحن البشر، وتجعلنا أشبه بنملتين تتصارعان على سطح حبة السكر، وهن لا يعلمن ان تلك الحبة وما عليها من معارك طاحنة وصراعات ووعود لبعضهن بتدمير الأخرى في طريقها لفهم حيوان اكبر!
هكذا هو الكون كبير جدا، لكن ليس الى ما لا نهاية، ويبدو ان النهاية قريبة، ان الامر لم يقتصر على التغيير البيئي الذي يعيشه الانسان، بل رافقه تغيير في سلوكيتنا جميعاً، وفي علاقاتنا الانسانية، اذ اصبحت اكثر هشاشة من الواقع المناخي، ولم تعد تصمد بل تتساقط على الدوام مثل اوراق الخريف، كأن العلاقة الانسانية اصبحت تخضع لمدة صلاحية محددة، وتصبح بعدها عديمة الفائدة والوجود!
لأننا في تحديث مستمر لمنظومة علاقاتنا، ولم يستمر معنا الا من صدق!
هذا الانزواء والعزلة الذي يعيشه الانسان رغم كل وسائل التواصل، جعلت منه انسان يستريح بالوحدة، ويستثقل الاجتماع مع الاخرين، ويستسهل القاءات الافتراضية المزيفة، لذلك فان التواصل الشبكي يغنيه عن مواجه العالم على الطبيعة او تجنبه على الاقل.
 ان الشعور (بالنهاية) الوشيكة يجب ان يجعلنا اكثر قرباً من بعضنا، وليس العكس، يجب على الانسان ان يتزود من احبابه قدر ما يستطيع، ويصنع ذكريات جميله معهم، كم من مشاعر جميلة لم نجرؤ على البوح بها على امل الاعتراف المؤجل، كم من المتخاصمين يكابرون ولا يمد احدهم يد الصلح للاخر، ان الفكرة (النهاية ) بقدر ما تحمل من خوف من المجهول، بقدر ما تدفعنا الى ترتيب الاولويات والاسراع في تعويض ما مضى، فليس هناك اسوء من ان تغادر الحياة ولم تجازف لتجربة كل العابها!
رغم ان الانسان اجتماعي بطبعه، كما يقول ابن خلدون، الا انه ليس اجتماعي على طول الخط كما يبدو، بل قد يسعى لانقراض نفسه بنفسه، كما يحدث ويعمل عليه دول العالم الغربي بتشجيع (زواج المثلية) وهو طور ومنحى اخر تنحاه الانسانية لكن نحو الاسفل،
ويعد حلاً تطرحه بعض السياسيات الشيطانية، للكثافة السكانية العالمية بحجة ان موارد الارض لن تكفي الجميع، فعلى الرجل ان يتزوج الرجل، حتى يضمنون انهم لن يستطيعوا ان ينجبوا فرداً جديد ينافسهم على الخبز!
يبدو اننا وصلنا متأخرين ولن نشهد الا النهاية، فهل هذه نهاية الارض والجنس البشري حقا؟ ام هنالك مخرج طوارئ اخر؟