23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

ماذا لو كانت ايران تدعم الاستفتاء؟!

ماذا لو كانت ايران تدعم الاستفتاء؟!

من الواضح أن أي موقف عربي بجامعته وشعوبه لا يعير أهمية أن لم يك بعضه داعم علني او مُبطن لإستفتاء كوردستان، وكذا الحال لعرب المناطق الغربية والمحاذية للإقليم، وبعضهم يؤيد ويتمنى نتائجة وأن كانت وخيمة وأيسرها تقسيم العراق دون حروب، وصراع عربي كوردي بمسمى شيعي كوردي، وأيران واحدة من أشد الدول الرافضة، فماذا يكون موقف العرب لو كانت تؤيده؟!
تباينت المواقف الدولية، وظاهرها رافض للإستفتاء، وهذا لا يعني أن أبطنت معاكسه، عدا ايران التي أقنعت تركيا للوقوف معها بالضد منه.
في قضايا كثيرة تخص الشأن العراق، تسارع العرب السنة وتباكى قادتهم، على وهم وأفتعال، مهددين بالتدويل، بل ذهبوا بشكل سياسي وشخصيات عامة ومشايخ، منفردين وجماعات، للشكوى من ( التهميش)، والخوف من التغير الديموغرافي للمحافظات حسب اقوالهم، ولا ننسى قصة الثلاجة، وجوع الفلوجة قبل تحريرها من داعش، والبكاء على النازحين وإفتراضات لا تنم عن الواقع.
تلك الإدعاءات تنسب الى أجندات ايرانية، سواء كان التصرف شخصياً او حكومياً حسب السياقات المتفق عليها قانونياً، وعلى شبر أرض او إحتياطات محافظة لحماية حدودها، كما في النخيب مع كربلاء او إجراء احترازي لإعتقال مجرم او إتهام لسياسي متورط بالإرهاب، وينسب الى أجندات إيرانية حتى عمل الجيش والشرطة، وأما الحشد الشعبي فعقدة أكبر بحثوا عن نقاط خلافها وزلاتها، وأتهمها العرب جامعة وسياسين ومنابر ومثقفين.
رُفضت كل الإجراءات التي تحافظ على وحدة العراق بذريعة التدخل الإيراني، وساد الصراخ الإعلامي، بفرضيات عززت إنقسام المجتمع، والسماح لتغلغل الإرهاب او تبرير فعله، ولكن هذه الأصوات سكتت عن إستنجاد العراق بالمنظومة الدولية ومشاركة أكثر من 60 دولة، إلاّ إيران وضعت أمام وجودها علامات الإستفهام.
إن الإرهاب لم يتوقف جماحه على إعتاب بغداد، بعد إحتلال الأراضي العربية السنية، إلاّ بفتوى المرجعية الدينية وتطوع الملايين للحشد الشعبي، ومناصرة عدة دول على رأسها ايران؛ لتمد العراق بالسلاح والخبراء، ثم جاءت بقية الدول، وكل يدعي محاربة الإرهاب والمحافظة على وحدة العراق، وللإستفتاء نتائج لا تقل أهمية عن الإرهاب، وربما تؤدي الى تقسيمه او الحرب الإهلية.
لو كانت ايران مؤيدة للإستفتاء، لإختلف موقف العرب السنة في العراق، ولما وقفوا على التل متفرجين، ينتظرون مَنْ ينتصر فيكونون معه.
موقف خجول للجامعة العربية بل هو إنعكاس لموقف سنة العراق في غرب البلاد، ورغم أن الأراضي المتنازع عليها عربية سنية، إلاّ أن شيعة العراق الأكثر حماساً لمنع الإستفتاء وايران من أكثر الدول تحركاً وحزماً، وبقراءة بسيطة؛ يبدو أن الجامعة العربية وعربها في العراق لا يعنيهم شأن تقسيم العراق، أن لم يكن تصرفهم على اساس طائفي ناكر لجميل تضحيات القوات الأمنية والحشد، ولو كان الكورد شيعة؛ لتسابقوا الى الإعلام وتدويل القضية، ولقالوا أنها أجندة إيرانية لتقسيم العراق، لا نريد التحدث بلغتهم الطائفية، ولكننا نفتقدهم من الظهور الإعلامي والصراخ، وربما لأن الأجندات اسرائلية؟!