9 أبريل، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

ماذا لو كانت الدول العربية بلا أحزاب سياسية؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق مثال على ذلك

ما أن يأتي ذكر السياسة ألا وتذكر معها الأحزاب السياسية على أختلاف مسمياتها وتوجهاتها ، بأعتبار أنه لا يمكن أن تكون هناك سياسة بدون وجود أحزاب تقود وتمارس تلك السياسة! ، حتى صار يقينا لدى عموم الناس بأن سياسة الدولة لا يمكنها أن تسير وتنجح ألا بوجود أحزاب سياسية! ، والسؤال هو، هل تتعثر سياسة الدولة فعلا ولا تسيرألا بوجود الأحزاب السياسية؟ وهل وجود الأحزاب مسألة ضرورية لقيام ونجاح الدولة وسياستها؟ ، وهل شعوب المنطقة العربية كتب وفرض عليها أن تقودها أحزاب سياسية؟ ويجب أن يكون رئيسها وقائدها زعيما أو أمينا لحزب ما ؟ 0 من خلال التجارب السياسية والأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية على مدى قرابة القرن من الزمان! ، لم يثبت أن الأحزاب السياسية التي عرفناها وسمعنا عنها في الدول العربية على أختلاف أسمائها ومسمياتها وأفكارها وعقائدها وأيديولوجيتها ، هي أحزاب وطنية حقا كما كانت ترى نفسها وتصف نفسها بذلك! وأذا كانت هي فعلا أحزاب وطنية كما تدعي وتقول في أدبياتها وكتاباتها ، وما ترفع من شعارات وأهداف وبأنها تعمل من أجل الوطن والشعب ، فلماذا أذا تأخرت المنطقة العربية؟ وأصابها ما أصابها من مشاكل وصراعات وتمزق وكثرة فيها الخلافات والثورات والأنقلابات؟ ولطالما كانت مطالب الجماهير الثائرة على مر تاريخ الشعوب العربية منذ بداية القرن الماضي ولحد الآن هو التمتع بالديمقراطية والحرية! ، وهنا نسأل : هل أحزاب المنطقة العربية التي عرفناها وسمعنا عنها تؤمن بالديمقراطية حقا كما كانت تدعي وتقول بأعتبار أن الديمقراطية الحقيقية والصادقة هي أساس وضمان للأستقرار السياسي في أي بلد وحجر الأساس لتقدمه وأزدهاره ؟ وهل أن هذه الأحزاب لديها الأستعداد أن تسمع وتصغي للنقد والرأي الآخرالذي يخالفها من خصومها السياسييين؟ 0 لنأخذ العراق مثال، كأحد الدول العريقة في المنطقة وما سنقوله عن العراق وما ينطبق عليه ينطبق على بقية الدول العربية الى حد كبير! 0 أن العراق أبتلى بوجود الأحزاب السياسية ، منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد الآن!؟ ، ومع الأسف لم يكن وجود هذه الأحزاب عامل تقدم وأزدهارللوطن وثقافة ووعي للشعب ، بقدر ما كان سبب في خلق المشاكل والأزمات والصراعات داخليا وكذلك مع محيطه الخارجي؟ 0 ومن الطبيعي سيكون الحزب الشيوعي وحزب البعث وحزب الدعوة والحزبين الكرديين كأبرز الأحزاب التي عملت على الساحة العراقية منذ ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي حاضرة في ذلك ، وما كانت لها من صولات وجولات ومواقف في كل الأحداث التي مرت على العراق عبر قرابة القرن من الزمان! ، وما تركته من بصمات واضحة على تلك الأحداث! ، بغض النظر أن كان تلك البصمات أيجابية أم سلبية؟ 0 وحقيقة ومن خلال كل الذي جرى ويجري بالعراق في ظل وجود هذه الأحزاب السياسية رغم التفاوت في تاريخ تأسيسها وأختلاف توجهاتها الفكرية والعقائدية ، فأن العراق لم يجن من كل هذه الأحزاب ،غير الصراعات والأختلافات والتصفيات وأقصاء الآخر وألغائه حتى فيما بينهم وتصفية الخصوم السياسيين بعضهم لبعض ، وهذه كلها تتناقض تماما مع كل الشعارات والأهداف التي ترفعها وتنادي بها والتي يفترض هي أول من يؤمن بها !؟ ، والسؤال الملح هو: هل تؤمن هذه الأحزاب أصلا بالديمقراطية والحرية التي تصدع بها رؤوسنا ؟ ، أن الثابت واليقين والمجرب لدى غالبية العراقيين ، هو أن هذه الأحزاب بعيدة كل البعد عن موضوع الديمقراطية والحرية! ، وما الكلام عنها في الأجتماعات والندوات والتصريحات هو للأستهلاك وللأعلام فقط لا غير! ، وهذا لم يعد أمرا غريبا ، بل هو أمرا يعرفه القاصي والداني! ، بل أن الحقيقة الواضحة والتي تدمغ كل الأحزاب التي عملت على الساحة العراقية هو أن القاسم المشترك بينها واللغة السياسية التي تتعامل بها هو الأنتقام والأقتتال والأغتيال والتصفيات وتغييب الآخر وألغاءه وأقصائه قسريا ومحاولة السيطرة والأستحواذ بالكامل على مقدرات البلاد ؟ ، فهذه الأحزاب لم تحقق للشعب العراقي بكل مكوناته وملله ونحله أية رفاهية وراحة وأستقرار ، بقدر ما جلبت له المصائب والويلات!، ولم تحقق له أي شيء يذكر من الوعود التي كانت تنادي بها والشعارات التي رفعتها ، وحتى الأحزاب الأسلامية التي برزت بشكل واضح من بعد سقوط النظام السابق ووقوع العراق تحت سلطة الأحتلال الأمريكي والبريطاني البغيض لم تختلف عنها بشيء! ، بل زادت عليها بأنها شوهت الدين وأعطت عنه أنطباعا سيئا؟ 0 ولتوضيح ذلك نقول : ماذا تحقق من شعار الحزب الشيوعي ( وطن حر وشعب سعيد) بعد نضال قرابة 89 عام! (تاريخ تأسيس الحزب الشيوعي هو 1934) ، فالوطن أصبح محتلا ومستعمرا ليس من أمريكا فحسب بل من كل الدول المجاورة والمحيطة بالعراق! والشعب يعيش البؤس والشقاء والحرمان من أبسط حقوقه الأجتماعية والأنسانية ، ولازال يجهل طريق السعادة! ، وماذا تحقق من شعار حزب البعث وأهدافه منذ تأسيسه عام 1947 ولحين سقوط النظام في 2003 ( وحدة وحرية وأشتراكية / وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) ، فالوطن ممزق ومقموع ، وبلا أية حرية ، والأشتراكية صارت نكتة يضحك عليها الصغار والكبار!، أما الأمة العربية فهي خائبة ممزقة هي الأخرى تقاتل بعضها بعض ، وأصبحت رسالتها وهمها وهدفها هو كيفية كسب ود ورضا أسرائيل عنها ، وكيفية النضال من أجل التطبيع معها؟! ، ونفس الشيء يمكن أن نقوله عن حزب الدعوة الذي كانت صدمته كبيرة على الشعب العراقي فبعد 23 سنة من أستلامه الحكم أصبح العراق من أسوء دول العالم في كل شيء ويوصف بأنه الدولة الفاشلة الأولى بالعالم؟! ، أما الأحزاب الكردية فهي تعيش نفس صراعاتها المريرة التي عاشتها ولا تزال تعيشها منذ عقود بين عائلتي البرزاني والطلباني من أجل السلطة والمال والجاه؟! 0 لقد تبين وبيقين تام أن المباديء والشعارات والأهداف التي تنادي بها هذه الأحزاب وتتكلم فيها هي موجودة فقط في كتاباتها وأدبياتها وليس في عقول قادتها؟! والحقيقة المرة والمضحكة أن قادة هذه الأحزاب لا يؤمنون الأ بالدكتاتورية! ، ويبدوا أن جرثومة الدكتاتورية متوطنة ومستوطنة في العقل العربي عموما والكردي أيضا! ، صغيرهم وكبيرهم زعيمهم والأنسان البسيط فيهم! من حيث يعلمون أو لا يعلمون! ، فالهم كل الهم لدى الزعامات العربية والكردية ، هو كيفية البقاء على رأس السلطة بأي ثمن كان! ، وليذهب الوطن والمواطن الى الجحيم؟ 0 وصار يقينا لدى عموم الشعب العربي والعراقي تحديدا أن الأحزاب السياسية هي سبب مصائبنا ودمارنا وفرقتنا وتخلفنا! 0 وبات المواطن العربي يسأل نفسه: هل يمكن أن تعيش الدول والشعوب بلا أحزاب ولا دوخة راس ويمكن لها أن تتقدم وتنجح؟ ، فكان الجواب نعم! ، وهذه دول الخليج كمثال حقيقي وواضح فقد أستطاعت ان تعيش بشكل مستقر وتؤمن لشعوبها رغيف الخبز والحياة الحرة الكريمة بلا أحزاب ولا تيارات سياسية ، وأصبحت هذه الدول الحلم الذي يراود كل مواطن عربي وعراقي أن نعيش ونحيا مثلهم! ، ودولة الأمارات ودولة قطر خير مثال على ذلك حيث أصبحت قبلة العالم كله وليس قبلة الشعوب العربية فقط! 0 لقد ثبت بالدليل وبشكل لا يقبل الخطأ ! ، أن الدول العربية التي لا تقودها أحزاب بل تقودها حكومات وطنية هي أكثر ملائمة ونجاحا للشعوب! ، وأن سبب تأخر الدول العربية ومصائبها وويلاتها وأنتكاساتها مثل (العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا والسودان وتونس وحتى مصر والجزائر) ، وفشلها ومشاكلها وحروبها هو بسبب وجود الأحزاب السياسية وقادتها الدكتاتوريين؟ 0 ويظهر لنا سؤال آخر يحيرنا! هو، لماذا تنجح الأحزاب السياسية في الدول الغربية المتقدمة ولا تنجح في الدول العربية؟، ولماذا لم نسمع أن الأحزاب في تلك الدول عندما تستلم السلطة لا تعمل على محاربة خصومها السياسيين بالقتل والنفي والأعتقال والأغتيال؟ وطالما يكون شعارها هو (العدل أساس الملك) ، ولم نسمع عنها أن شعوبها طالبتها يوما بالحرية والديمقراطية وأقامة العدل؟ ، ولماذا تؤمن تلك الأحزاب بالتداول السلمي للسلطة وحسب ما تفرزه نتائج الانتخابات وبشكل صادق ونزيه؟ ولماذا يكون صراع تلك الأحزاب من أجل تقديم الأفضل للشعب والوطن؟ وبالتالي نسأل : هل العيب فينا نحن الشعوب العربية؟ أم في زعاماتنا وقادة أحزابنا؟ أم في أحزابنا نفسها؟ 0 ولا بد أن نذكر هنا بأن الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم هو الوحيد من رؤوساء العهد الجمهوري ، بل وحتى من زعامات وقادة العهد الملكي الذي لم ينتمي الى أي حزب! ، وقد وضمت وزارته الأولى التي شكلها بعد سقوط النظام الملكي على وزراء شيوعيين وبعثيين وأكراد ومن بقية الأحزاب الأخرى الموجودة في العهد الملكي! 0 فهل يأتي اليوم الذي يشهد فيه العراقيين حكومة بلا أحزاب يقودها رئيس حكومة لا ينتمي الى أي حزب كان ، (علماني ، ليبرالي ، يساري ، أو ديني) ، ويعمل مع حكومته بروح وطنية صادقة من أجل بناء الوطن وأعادة أزدهاره ولحمة شعبه بعيدا عن الأحزاب السياسية وشعاراتها الكاذبة؟ 0 أخيرا نقول : بأنني أعتقد جازما أنه لو تم أجراء أستفتاء شعبي نزيه وواضح ( لمعرفة رغبة الشعب في أن تقوده حكومات بأحزاب على أختلاف توجهاتها وأفكارها ، أم بدون أحزاب؟) ، لجاءت نتائج الأستفتاء صادمة لكل هذه الأحزاب التي عرفناها على مر التاريخ السياسي الحديث للعراق! ولعرفت كم هي مرفوضة ومكروهة وغير مرغوبة بها من قبل الشعب بعد كل الذي جرى ويجري في العراق من ورائها وبسببها! 0 ولله الأمر من قبل ومن بعد 0

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب