23 ديسمبر، 2024 2:27 م

ماذا لو كانت البصرة (سنية)..؟!

ماذا لو كانت البصرة (سنية)..؟!

لا أعرف سر العداء الذي يتملك (المالكي) تجاه البصرة؛ غير إن الذي أعرفه (إستعداده للتضحية بكل شيء, في سبيل حرمانها من أبسط حقوقها)..!
معادلة (البترو دولار), تمثل الحد الأدنى من الطموح بخلق الفرص المتساوية بين الجميع؛ إذ ليس من المنطقي أن تتعرض البصرة, بإرضها ومياهها وسماؤها, إلى التلوث والآثار السلبية الناجمة عن عمليات إستخراج النفط وتعطى ذات الحصة التي تستلمها صلاح الدين أو غيرها من المحافظات!..
لخلق التوازن, جاء مشروع (البترو دولار) ثم رُفع إلى خمسةِ دولارات, بغية التخلص من مشاكل إنحسار الأراضي السكنية والزراعية, والتلوثات الحاصلة جراء إستثمار مصدر الثروة الوحيد في العراق, والذي تنتج البصرة 85% من إجماليّه..!
لم ينكر المالكي دور البصرة الإقتصادي الرائد, وفضلها بتغطية نفقات الداخل وحتى بعض دول المنطقة, ولن ينسى أهل الفيحاء سعي السيد الرئيس لفرض الدولارت الخمسة, ذلك السعي الذي تكلل بكلمته -المشروطة بفوز حزبه على ما يبدو- أمام بعض جمهور المحافظة أثناء حملته الترويجية في الأنتخابات المحلية السابقة.. كان هناك شهود, منهم وزير النقل, محافظ البصرة السابق ورئيس مجلسها الحالي, نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة التي مصدرها البصرة, وآخرون..
جميعهم مارس دور الخيانة, وأختار كتم الشهادة برغم إسلاميتهم؛ صمتوا عن الإعتراض على منح قتلة الشعب ورؤوسهم تتسافل تحت أحذية الأجساد الغازية من أقزام التكفير الوهابي الذي تعد الأردن أحدى أعمدته المهمة..!
أبناء الأردن يتوافدون لقتل العراقيين, وأبناء البصرة يذهبون لقتال (داعش) وحماية حدود العراق ومحافظاته.. أبناء الأردن في سجون الخمس نجوم, ثم يطلق سراحهم بصفقة, وأبناء البصرة يعودون بعد أنّ تلفهم أعلام الوطن الحمراء!.. تبرع رئيس الوزراء للأردن بمئةِ الف برميل نفط مجاناً في النصف الأول من ولايته الثانية, وفي النصف الثاني يقدم النفط بإسعار رمزية للملكة (الداعشية), وللصفقة عنوان: (البترو إرهاب).. كلما تمادت السلطات الأردنية والشعب الأردني بضرب مشاعر العراقيين, يزداد البترو, وبزيادته ينخفض سعر الإرهاب العابر, فيكون عبوره دون شروط؛ أيكون الإرهاب جزء من ديمومة السلطة..؟!
والبصرة لم تزل يجوّعها جبنها, وهل نقول لماذا؟.. قد تنفع البصريون؛ بيد إنها لا ترفع الشعور بالحيف والغبن والإستخفاف الذي يمارسه كبير سحرة المنطقة الخضراء.. يبقى سؤال بنكهة طائفية تلوكه أفواه الجميع, سأقوله بكل عنجهية الطائفيين: ماذا لو أنتمى أهل البصرة لمذهب (داعش)؛ أيقدر المالكي أن يسلب دولارتهم الخمس..؟!