23 ديسمبر، 2024 7:05 ص

ماذا لو فَعَلها .. مرشّح الرئاسة الأمريكي .!!!

ماذا لو فَعَلها .. مرشّح الرئاسة الأمريكي .!!!

في تصريحٍ  فريدٍ لمْ تسبقه سابقه , أعلنَ وكشفَ أحد ابرز المترشحين لرئاسة امريكا السيد ” دونالد ترامب ” أنّه في حالة فوزه المرتقبه في الأنتخابات الرئاسية المقبله , فأنّ خطّتهُ ” المرسومة مسبقاً ” للقضاء على تنظيم داعش هي حرمانها من مصادرها التمويلية وهذا الحرمان لا يتمّ < إلاّ عبر تفجير حقول النفط في العراق > .!!
 التصريح الآنف الذكر كان مفاجئاً وغريباً وله ما له من دلالات , كما أنّ حديثه هذا استغربته مراسلة  CNNالتي اجرت المقابلة معه .! فعادت لتسأله مرّةً اخرى بقولها : < وماذا لو لمْ توافق الحكومة العراقية على تفجير حقولها النفطية .؟ > , لكنّ الرّد كان ناريّا ايضاً وقال : < وَمن يبالي لهذه الحكومة الفاسدة المفتقدة للإحترام , بل لا توجد في العراق حكومة , وإنّ ايران ستحتل العراق .. إنّ المسؤولين والسياسيين في العراق إمّا يتعاملون مع داعش او انّهم دمى ايرانية > ! هكذا كانت اجوبة مرشّح الرئاسة الأمريكي .
وهنا اذا ما تركنا جانباً انطباعات ووجهة نظر المرشّح ” دونالد ترامب ” تجاه الحكومة العراقية , وعدنا الى المقطع الأول من حديثه المتعلّق بتفجير حقول النفط العراقية ” وبرغم أنّ هذا التصريح يفتقد للموضوعية ” , لكنّ هنالك بضعةُ نقاطٍ لابدّ من التوقّفِ عندها : –
·      لماذا تحديدا اللجوء الى تفجير حقول النفط العراقية , ودونما استثناءٍ حتى للحقول التي تستخدمها حكومة الأقليم والبعيدة عن ساحة العمليات مع الدواعش .؟ , هل هي خطّة مسبقة للتلاعب بأسعار النفط في المنطقة , وجعلُ دولة تستفيد من ذلك ودولة اخرى تخسر .!
·      هل هي خطّة معدّة مسبقاً لتأتي شركات امريكية متخصصة بأطفاء حرائق النفط الكبرى وتفرض ما تفرض من اموال .! وستجري على اثرها إطالة وتمديد فترة الإطفاء . مثلاً !
·      على الرغم من صعوبة تقبّل ما طرحه هذا المرشّح من كلتا الناحيتين النفسية والفكرية , فهل يمكن لمن يرشّح نفسه لرئاسة امريكا أن يتحدّث عبثاً ودونما مشاورة مستشاريه والمشرفين على حملته الأنتخابية .! وخصوصاً أنّ الصحافة الأمريكية تصفه من كبار رجال الأقتصاد .
·      ربما ايضا توجد رسائل ” مبطّنة ” في تصريح المرشح الرئاسي ومن الصعب فكّ رموزها في الظرف الحالي .!
   ولو تركنا جانباً كلّ هذه النقاط واحتمالاتها الضعيفة والمتوسطة او اكثر من ذلك , ثمّ لو أخذنا بكلّ جديّة مسألة النيّة والتوجّه الفعلي لتفجير حقول النفط العراقية , حسب المرشّح الجديد ” الذي لا ينطق عن الهوى ” , فما معنى ذلك .! هل نعود الى أيام الحصار .؟ بل اصعب من الحصار, حيث كان النفط موجودا  انّما ممنوعٌ من التصدير ” بأستثناءِ فتافيت التهريب .! ” , وكم ستبلغ رواتب الموظفين بعد ذلك .؟ ومن اين ستأكل الناس , وكذلك كيف ستسير السيارات من دون وقود .! هل ستنبعث ” عربات الخيل , وركوب الحصان ” الى الحياة من جديد .!
قضيّةُ تجريد العراقيين من نفطهم ” افتراضا مسبقا ” يجرُّ ومن دون حروف الجّر ووسائل الجرّ الأخرى ! الى إعادة إحياء سوابقٍ اجتماعيةٍ واقتصادية كبرى حدثت في فترة الحصار , وانها اذا ما حدثت ” لا سمح اللله ” فستغدو مجسّمة الحجم وبحجمٍ مضخّم .! , وهل ستعود عصابات التسليب ” الموجودة حالياً ” بكمٍّ و نوعٍ اكبر , وبأسلحةٍ متطوّرة اكثر, وبأعدادٍ غفيرةٍ اكثر.! , كما وإستنتاجاً منطقياً يستندُ الى < سيكولوجيا الجوع > كم ستندفع من القلّة او الكُثرة الى ممارسة الحرام والإجرام البريء .! لأجل تأمين لقمة العيش وخصوصاً لإطعام الأطفال وتأمين متطلباتهم الحياتية بأيّ ثمن .! والى ذلك ايضا واذا ما حصل ذلك , فلا مدافئ نفطيّة في شتاء تفجير الحقول والآبار ولا الشتاء الذي يعقبه او يعقب الذي يعقبه ! ولا قناني غاز الطبخ ” فالغاز من مشتقّات النفط ” , كما أنّ باعة النفط الذين يجوبون الأحياء السكنية سيرفعون راية البطالةِ خفّاقةً في سماء العراق , ولعلّ الأهم من هذا أنّ كلتيهما المولّدات الكهربائية ” المناطقية والمنزلية ” ستُقدّمُ استقالتها او يجري إقالتها من وظيفتها , وستقعد من دون تقاعد .! واظنُّ أنّ اسعار الشموع سترتفع الى الأعلى وستباع بالعملة الصعبة وربما بالسوق السوداء او حتى في سوق ” مريدي ” .!
   لانرسمُ هنا لوحةً سورياليةً تتشابك فيها خيوط التشاؤم والكآبة , فَ ” دونالد ترامب ” هذا , كان تصريحه مدوّياً , ولمْ نسمع في ” الإعلام ” ردودَ فعلٍ اعتراضيةٍ من الكونغرس او مجلس الشيوخ ولا من ايٍّ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عليه .! , وهكذا لمْ يبقَ سوى القول ” إنّ يوم الأنتخابات الأمريكية لناظرهِ قريب ! “
وهل تتحدد مصائر الشعوب بِ ” ترامب ” او مرادفاته !
[email protected]