18 ديسمبر، 2024 7:05 م

ماذا لو غلق “المتحف الثقافي”

ماذا لو غلق “المتحف الثقافي”

بدأت تنتاب القائمين على أدارة المتحف المتجول الثقافي المقام في شارع المتنبي في القشلة مخاوف نتيجة الظروف والتحديات الصعبة التي تزداد طرديا “مع ازدياد شهرته وتوسع برامجه وتقديمه الجديد والمتنوع وإعداد مشاريع تحتاج إلى أموال كبيرة لتغطية مصاريف الفنانين والنحاتين وتهيئة المستلزمات التي يحتاجونها خصوصا وان أدارة المتحف تتبنى سياسة احتواء المواهب وتقديم الدعم لهم وعرض منتجات كبار التشكيلين وظهرت جلية عندما اضطر الى عدم مزاولة نشاطاته في يوم الجمعة المصادف 1/ايار من عام2015 لأسباب فنية ,
,
المتحف الذي يمتلك رصيد جماهيري كبير وحضور ثقافي من خلال تواجده في جميع المعارض ,ومنفتح على جميع النشاطات الأخرى مثل الشعر والموسيقى وان كانت السمة الأعم هي الاهتمام بالآثار ونشر صور الاثار المسروقة والمهربة على مدى التاريخ الا انه وكما أسلفنا متنوع بناءا” على رغبة الشارع والاستماع الى الاراء وتقبل النقد والعمل على ترميم الخطأ برحابة صدر الأمر الذي أدى الى النجاح والشهرة ,والمتحف اليوم محطة مهمة لا يمكن تغافلها او القفز عليها وأثبتت الأيام صحة هذا الأمر ,فقد تساءل عدد كبير من رواد المتحف والزوار وخصوصا العراقيين المغتربين
والأجانب عن سبب عدم مزاولة المتحف المتجول الثقافي أعماله في يوم الجمعة الذي يعد يوم الذروة حيث تتوافد أعداد كبيرة بمختلف توجهاتهم ومستوياتهم الثقافية الى المتنبي لممارسة نشاطاتهم الأدبية والثقافية حتى ان البعض وصف هذا الشارع برئة بغداد الثقافية,
تحملنا عبئ الرد على الأسئلة إثناء تواجدنا أمام باب المتحف, أحزنتنا وأفرحتنا الأسئلة الكثير عن سبب الغلق ,وهذا جزء مما دار اليوم, أحزنني سؤال الأستاذ الدكتور احمد البصري المغترب العراقي حينما قال اصطحبت العائلة لزيارة المتحف بناء على الحضور الذي يحضا به عند الكثير من العراقيين المغتربين في الخارج وفي العراق وجمعت فكره عنه عبر الأفلام والصور التي شاهدتها هناك في من بعض الأصدقاء وانأ أسف لما شاهدت فلو كان جزء مما يقدمه المتحف في الخارج لحصل على دعم كبير,أرجو أن لا تتكرر فهذا المحفل يمثل سفير العراق الحضاري الى العالم ,اعتذرنا
وشرحنا له الأسباب واعتذرت عن تحمل عناء السفر وتجشمه لزيارة المتحف
وفرحت عندما قالت سيدة غلق المتحف بمثابة غياب الملح من المتنبي وشكرتها على هذا الوصف الذ خفف من وقع الحزن الذي رايته على وجوه الكثير,
تواجد الأعداد الكبيرة من الجمهور وسؤالهم عن سبب إغلاق أبواب الصرح الثقافي الكبير يدل على الوعي الثقافي لرواد المتحف وتمسكهم بثقافة الحضارة وما يقدمه المتحف من جديد في كل جمعة, وهنا أتوجه الى السادة أصحاب القرار بالسؤال, ماذا لوصل الأمر لا سامح الله وتوقف هذا الصرح الكبير الذي يمتلك رصيد جماهيري واسع في العراق وخارجه عن العطاء بسبب قلة الدعم او أسباب أخرى؟ ويخسر العراق سفيره الحضاري والفكري والثقافي ومن يعوض هذه الخسارة.