9 أبريل، 2024 5:53 ص
Search
Close this search box.

ماذا لو عاد حزب البعث .. عبر صناديق الاقتراع !؟ ج3 

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم نكشف سراً أو نأتي بشيء جديد , ذلك لأن عمليات التخطيط وحبك المؤامرات لإدخال العراق في نفق الحروب ومتاهات الصراعات الداخلية والخارجية كانت قائمة على قدم وساق منذ سقوط الدولة العثمانية , ومنذ اللحظة الأولى لقيام الدولة العراقية عام 1921, وقد توجت خطط الاستهداف المباشر وغير المباشر , بادخاله في نزاعات وحروب عديدة ومتنوعة داخلياً وخارجياً , بددت ثرواته وأبادت وشردت خيرة أبناء شعبه على مدى أكثر من ثمانية عقود , لكن العراق ظل متماسكاً وموحداً جغرافياً ووطنياً , ولهذا عندما باءت جميع المحاولات بالفشل الذريع , تم فرض حصار قاسي عليه لم يشهد له التاريخ مثيل , بعد أن أدخلته وأوقعته القوى الاستعمارية الشريرة في فخ الكويت القاتل عام 1990 , الذي تسبب بكل هذه الكوارث والمآسي التي لا تعد ولا تحصى , وعلى رأسها تجويع وتركيع أبناء شعبه , ومن ثم احتلاله ومحاولة تقسيمه إلى دويلات منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا , بعد أن سلطوا عليه شلة وعصابة إجرامية مارقة من الخونة والجواسيس والعملاء وشذاذ الآفاق بالتعون والتناغم مع جارة السوء إيران الشر . 
من هنا يجب أن نكون منصفين في التقييم والطرح , وأن لا نداهن أو نجامل أحد كما عهدتمونا , حتى لو زعل عليّنا البعض !, لأن الوطن والشعب ومستقبل الأجيال لا يمكن أبداً وبأي حال من الأحول أن تُخّتزل أو تُهمش أو تُقترن باسم هذا الزعيم , أو ذاك القائد , أو هذا الحزب أو تلك القومية و المذهب .. فالكل إلى زوال … ما عدى الوطن والشعب , فبالرغم من حجم المؤامرة والاستهداف للعراق , لكن يبقى النظام الوطني السابق بما له وما عليه يتحمل كامل المسؤولية والوزر الأكبر لما آلت إليه الأمور , ويجب أن يعترف بأخطائه ويتحمل تبعاتها , كما اعترف ويعترف به ضمناً أغلب قادة ورموز حزب البعث الذي حكم العراق على مدى ثلاثة عقود ونصف , وعلى رأسهم السيد نائب رئيس الجمهورية عزة إبراهيم الدوري , عندما وصف دخول الكويت بالخطأ الاستراتيجي , وكذلك آخر وزير خارجية للعراق الدكتور ناجي صبري , وهذا شيء جيد جداً .. بل يبعث على الأمل والاطمئنان في حال عودة حزب البعث العربي الاشتراكي , الذي نأمل ونطمح أن يعود من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة وتحت اشراف ورقابة دولية وعربية , ولترشح معه جميع أحزاب اللملوم التي جاء بها الاحتلال البغيض وعلى رأسهم حزب الدعوة العميل , وعندها سنرى من يفوز ….!!!
 إن فترة وحقبة ما بعد حكم حزب البعث الذي نحن بصدد تقيمه ووضع بعض النقاط على الحروف , وكشف وتشخيص بعض الانتهازيين والوصوليين والخونة والعملاء في صفوفه أيضاً , وكذلك معرفة سر بعض الأخطاء والهفوات التي ارتكبها خلال هذه الفترة , لكن في نفس الوقت يجب أن نكون منصفين في ذكر حسناته وانجازاته العظيمة في شتى المجالات التي لا يسع المجال لسردها , والتي يشهد لها العدو قبل الصديق , وبات يبكي ويحن إليها معظم أبناء الشعب العراقي الذين خدعهم دعاة المظلومية , والمبشرين بعصر الديمقراطية الأمريكية … التي أثبتت جدارتها ونجاحها فقط في مجال النهب والسرقة والتدمير والقتل وزرع الخوف والرعب , والتخلف وانعدام أبسط مقومات الحياة, والتي أشرنا إلى بعضها في الجزء الأول والثاني !.
إلا أننا وبما لا يقبل الشك نعتبر هذه الفترة رغم فداحة خسارتها وشدة وطأتها على كاهل هذا الشعب المنكوب , لكن ” رب ضارة نافعة ” .. وتحديداً فترة ما قبل احتلال العراق بسنوات معدودة , وما تبعها على مدى ثلاثة عشر عاماً , كونهما كانتا أشبه بـ ” الغربال ” … الذي غربل مختلف طبقات ومكونات أبناء المجتمع العراقي بكل طوائفهم وقومياتهم ودياناتهم ومللهم ونحلهم ومناطقهم , وأن هذه الحقبة كما أشرنا بغض النظر عن قساوتها ومآسيها وخرابها ودمارها , وأنهار الدماء وشلالاتها التي توصف بنهر العراق الثالث !, وملايين الأرواح التي زهقت بدون أي ذنب , لكن لها فوائدها على المنظور والمستقبل البعيد لا محالة , فهي .. كشفت لنا زيف وأكاذيب وشعارات ومهاترات البعض وعرتهم وفضحتهم وهم للأسف كثر , سواء أن كانوا في فترة ما قبل الاحتلال , أو من جاءوا بعده !, ولا نستثني منهم أحد … بمن فيهم من كان جزء من النظام الوطني السابق . ثم انقلب عليه وخان الأمانة وتسبب في تمديد الحصار الذي كاد أن يرفع عام 1995 , على سبيل المثال الخائن العميل المقبور والمجلل بالعار والشنار إلى يوم القيامة ” حسين كامل ” صهر وأبن عم الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله , وبعض القادة والضباط العسكريين .. كـ ” وفيق السامرائي ” و, وتوفيق الياسري , و سعد العبيدي . ونجيب الصالحي … وعزيز الياسري … ألخ , وبعض السفراء الذي لا يتجاوز عددهم الثلاثة أشخاص , لازلت أتذكر أسم أحدهم  وهو ” ماجد السامرائي ” . والذي اتضح لي ولغيري بإن البعض منهم تم تجنيدهم قبل الاحتلال عندما هربوا من العراق بعد صفحة الغدر والخيانة عام 1991 , والبعض الآخر منهم كانوا عملاء مزدوجين يعملون في الدولة العراقية وفي نفس الوقت تعاونوا مع أجهزة أمن ومخابرات وأنظمة الدول الأجنبية التي كانت تخطط وتستعد لغزو واحتلال العراق .
لطالما كنا ومازلنا وسنبقى إلى ما شاء الله نعيد ونذّكر بأن العمالة والخسة والخيانة  ليس لها .. دين أو مذهب أو قومية , بل هي صفة ملازمة لبعض الناس عديمي الضمير والأصل والانتماء لتراب هذا الوطن , وقيم وأخلاق العرب والمسلمين والعراقيين , للأسف أثبت التاريخ البعيد والقريب بأن الخيانة تحملها هذه الشراذم الدخيلة في جيناتهم الوراثية , من هنا ومن خلال تجربتنا الطويلة خارج الوطن , لابد من قول الحقيقة وكشف زيف وتخرصات البعض وتحذير الناس المغرر بهم , وتحذير الأجيال اللاحقة منهم ومن أبنائهم وحتى أحفادهم , بل يجب على المؤرخين العراقيين وأصحاب الشأن والمدونات , أن يعدوا قواميس خاصة بأسماء وألقاب وصفات ومناطق هؤلاء الخونة والجواسيس الذين تسببوا في احداث أكبر جريمة عرفها تاريخ الإنسانية , ولهذا أقولها اليوم وبكل مرارة , إن من أغرب الناس والشخصيات العراقية التي صادفتها خلال وجودي خارج العراق كما أسلفت, هم من دعاة الوطنية ومن بعض البعثيين ومن الذين كانوا يرفعون التقارير الكاذبة , ومنهم من كانوا يتواجدون بشكل شبه يومي في أغلب سفارات العراق قبل الاحتلال .وللحديث والقصة تكملة في الجزء الرابع بعون الله …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب