10 أبريل، 2024 11:26 ص
Search
Close this search box.

ماذا لو عاد حزب البعث .. ج2

Facebook
Twitter
LinkedIn

عودا على بدء .. في الجزء الثاني سوف أسلط الضوء على بعض أغرب الشخصيات العراقية التي تعرفت عليها وصادفتها في حياتي خارج العراق , وهم من البعثيين والاسلاميين والشيوعيين وغيرهم , وعلى رأس هؤلاء …. منهم من كان يعمل لصالح النظام السابق ثم انتقلب عليه كما أشرت في الجزء الأول بمجرد انتهاء المصلحة وتحول إلى معارض عتيد !؟ , ومنهم من كان عميل مزدوج وجاسوس يتجسس بكل خسة ووضاعة على أبناء جلدته وزملائه في الجامعات , وعلى سفارات بلاده في بعض الدول وخاصة .. تلك التي ساهمت وشاركت الولايات المتحدة الأمريكية في غزو واحتلال وتدمير العراق عام 2003 , ومنهم من درس واستلم رواتب خيالية من الدولة العراقية , لكن ولائه المطلق كان لإيران تحديداً , وسنأتي لاحقاً على قصة أغرب من الخيال على أحدهم بالأسم واللقب والمنطقة التي ينحدر منها .الغريب في الأمر هو أن الأجهزة الأمنية العراقية ( المخابرات ) وأغلب المسؤولين العراقيين في الخارج ( السفارات والقنصليات ) , كانوا يعرفون ويتابعون المعارضين والعملاء والخونة والجواسيس , لكنهم كانوا يغضون الطرف عنهم … !!!, لا أعرف لماذا ؟, ربما لإستدراجهم وكشف خيوط اتصالاتهم في الداخل … الله والراسخون في علم الأجهزة الأمنية والمخابراتية  أعلم مني أنا العبد الفقير , لكنهم في المقابل كانوا يضيّقون الخناق على البعض من العراقيين ويحاربونهم ويغلقون ملفاتهم الدراسية لمجرد الشبهة والشك والريبة وبسبب التقارير المغرضة ولصق الأكاذيب والتلفيقات بهم من قبل بعض العراقيين المتطوعين فقط للخباثة وشق الصفوف وإيذاء الغير , وكان كاتب هذه السطور أحد ضحاياهم , لكن للإنصاف وللأمانة التاريخية كان بعض البعثيين الوطنيين يدافعون عن هذه الشريحة من العراقيين , وسأذكر وسأفصح عن أسماء البعض من هؤلاء الأخوة البعثيين الشرفاء . وكان هؤلاء الشراذم  بالمناسبة يقدمون خدماتهم لجميع الاطراف بمن فيهم الأجهزة الأمنية في أغلب الدول الأوربية مجاناً !؟, وللتاريخ أيضاً أقولها الآن … عندما تقدمت للحصول على الإقامة الدائمية في بلد الدراسة , ساوموني بأن أعمل مع أجهزتهم الأمنية مقابل الحصول على الإقامة .. وعندما سألتهم لماذا هذا الطلب الغريب !,؟ أجابوني بأنه شيء عادي أن تتعاون معنا في الجانب الأمني خدمة للبلد الذي يسمح لك بالإقامة على أراضيه ؟؟؟, إلى غيرها من كيل الإشادة والمديح بأنك  شخص محبوب ومقبول اجتماعياً ولديك علاقات واسعة هنا وهناك , فأجبتهم وهل هذا هو الشرط الأساسي للحصول على الإقامة في بلدكم فقالوا لا …  ولكن جميل أن تتعاون معنا !, فأجبت الضابط المحقق الذي استدعاني مدير جوازت تلك المدينة التي درست فيها وكان رجل عسكري برتبة عقيد وطلب مني الذهاب مع هذا الضابط  ذات الشكل المخيف .. فأجبته بعد أن فاجئني بهذه المفاجأة الغير سارة  وبدون مجاملة أشكركم على حسن الضيافة … بالرغم من إني درست  في بلدكم على نفقتي الخاصة وعانيت ما عانيت بسبب غلق ملفي الدراسي مبكراً , حتى أن الجامعة أعفتني عن أجور دراسة لعام ونصف , كي استطيع نيل شهادة الماجستير , وأنتم تعرفون بذلك ربما , فأجابني بدون تردد نحن نعرف عنكم ما لا يخطر على بالكم …!؟, يا سلام قلت في نفسي … ولهذا نريدك أن تتعاون معنا !, تشكرت منه وعندما نهضت من مكاني  وأردت الخروج من مكتبه وكان في أحد الهوتيلات وهذا مازاد من غرابتي طبعاً .. سألني ماذا ستفعل … أجبته أرض الله واسعة وسأتوجه إلى  أي بلد لا يضع مثل شروطكم , صافحني قبل أن أخرج , وبعد فترة أقل من أربعة عشر يوماً اتصلوا بي من دائرة الجوازات وطلبوا مني الحظور لإستلام الإقامة الدائمية … بعد عدة سنوات من تلك الواقعة التي حصلت معي  , كنت واقفاً أمام مكتبي قبل بداية الدوام , وإذا بالرجل الضابط العسكري أي مدير الجوازات يمر من أمامي , وعندما شاهدني سلم عليَّ سلاماً  حاراً وغير طبيعي وكان قد احيل على التقاعد  حينها , وسألني هل لي أن أدخل عندك إلى المكتب فأجبته على الرحب والسعة تفضل .. وكانت المفاجاًة .. وضع يده على كتفي وقال يا فلان أنا أحترمك جداً ولا أنسى ذلك اليوم الذي طلبوا مني أن أستدعيك كي تذهب مع ضابط المخابرات … هل تتذكر ؟ فقلت له كيف لا هكذا أمور ومراحل في حياة الإنسان لا تنسى بسهولة فهذا تاريخ , وعلمت أنك لم توافق ولم تستجيب لطلبهم !, وهنا أود أن أقول لك بكل أمانة بأنك من الأشخاص النادرين الذين لم يوافقوا على مثل هذا الطلب !, ودعني بحرارة وخرج من المكتب قبل أن يراه أحد … هكذا فهمت الأمر …وأمور أخرى … بأن كان هنالك الكثير من رضخوا واستجابوا لمثل هكذا مساومات على حساب الكرامة والشرف والوطن  للأسف وهم كثر … وهذا ما أثبتته سنوات ما قبل وبعد الاحتلال وحتى يومنا هذا . يتبع قريباً الجزء الثالت بالأسماء …. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب