في بادئ الامر كانت العلاقات العراقية التركية من جميع الجوانب في احسن مستوياتها حينما قام رئيس وزراء الجانبين بعدة زيارات متبادلة وما نتج عن هذه الزيارات من الاتفاقات الاستراتيجية وتوقيع مذكرات تفاهم حول المواضيع المتعلقة بتطوير الجانب العمراني والبنية التحية للعراق.
لكن الاحداث المشتعلة الدائرة في سوريا كانت نقطة تحول في مسار هذه العلاقات الى الاسوأ وذلك للاختلاف الكبير في وجهة نظر الطرفين حول الحلول الممكنة لمستقبل النظام السياسي السوري .
العلاقات العراقية_التركية لم تكون وليدة تغير النظام السياسي بعد 9/4/3013 وانما تمتد الى اعماق تاريخية منذ اعلان الجمهورية التركية ودولة العراق.
الزيارة الاخيرة والتي قام بها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الى أنقرة اعطات الاشارات ايجابية حيث قام باجراء عدة لقاءات مهمة مع اركان الدولة التركية وكان لها الدور الكبير في الحد من حدة التصريحات الصحفية من قبل مسؤولي كلا الطرفين في الاونة الاخيرة.
بعد خطوة النجيفي ومن اجل التمهيد للزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الامة التركية جميل جيجك الى بغداد وفي خطوة مفاجئة تنقلات وكالات الانباء الدولية والمحلية بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تلقى دعوة رسمية من الحكومة التركية للقيام بزيارة رسمية الى العاصمة أنقرة جاء ذلك بعد لقاءه بوفد من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الامة التركية الذي يقوم بزيارة الى العاصمة العراقية بغداد وبذلك في حال اذا لبى رئيس الوزراء العراقي هذه الدعوة وقام بزيارة تركيا فأنها بمثابة فتح صفحة جديدة في سجل العلاقات مع الجانب التركي.
وفي حال تحقيق الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الامة التركي الى بغداد فأن زيارة رئيس الوزراء ستكون أكيدة وهذا ما ستثبته الايام القليلة المقبلة.
في الحقيقة وكما قال احد المسؤولين العراقيين بأن تركيا هي الدولة الوحيدة لم تأتي منها الارهاب الى العراق رغم ان هذا التصريح قد جاء متأخرا بعض الشيء وكان ينبغي ان يكون هذا التصريح من قبل احد اركان الدولة العراقية وأن هذا التصريح لا يحتاج الى تحليل لانه يوجز الدور التركي في العراق.
تركيا تستفيد من العراق من خلال الوجود العديد من الشركات الاستثمارية العاملة في جميع انحاء البلاد ونعتقد بأن تركيا افضل نموذج نجاح من الممكن يستفيد منه العراق.