18 نوفمبر، 2024 12:28 ص
Search
Close this search box.

ماذا لو خرج الحكيم من التحالف الوطني؟

ماذا لو خرج الحكيم من التحالف الوطني؟

المشهد السياسي في العراق، لا يسر صديقاً، ولا يغيض عدواً، فاطراف العملية تخوض صراعا، وتوترا حادا، فيما بينها، ان كان في البيت الشيعي، او السني، او الكردي.التحالف الوطني، برزت صراعاته وانقساماته الى العلن بعد الخفاء، المالكي وانصاره النواب المعتصمون من جهة، والصدريون مع العبادي وظرفهم المغلق من جهة اخرى، العامري والجعفري والشهرستاني لسحب الثقة من العبادي من جانب، والسيد الحكيم وتلويحه بالخروج وتشكيل تحالف جديد عابر للطائفية، من جانب آخر، وكذا حال السنة والأكراد في الأنقسام الداخلي.
سنقف وقفة قصيرة على تصريح الحكيم، حول التحالف الجديد.آل الحكيم، هم محط ثقة وإطمئنان لكل الفرقاء السياسيين، لما عرفوا بالتزاماتهم الاخلاقية والسياسية، في زمن أصبح السياسي فيه كالثعلب الماكر، فشهيد المحراب كان يؤثر على نفسه، من اجل المصلحة العامة، فعندما جمع اطراف المعارضة العراقية في الخارج، لتوحيدهم في جهة واحدة، بأسم المجلس الأعلى، شرط عليه احد هذه الاطراف الدخول، لكن رئاسة المجلس تكون له، فقبل الحكيم بذلك.
هكذا كان أخيه السيد عبد العزيز”رحمه الله”، متبع اثره، وسار على هذا المنهج الأيثاري، ابنه عمار، فكانوا هم قطب الرحى، وحلقة الوصل في العملية السياسية، وللخلافات بين الفرقاء، حتى سميّت سياستهم بأم الولد.
خروج سيد عمار من التحالف الوطني، والدخول في تحالف آخر، سيزيد من اتساع عمق الفجوة في البيت الشيعي، الذي طالما حافظا عليه آل الحكيم، ويترك وراءه خلافاً وتوتراً متشنجاً، قد يتسبب في حرب شيعية- شيعية، خاصة اذا كان للجهات المتناحرة أذرعة عسكرية، فصراع الفكر والارادة، يجر الى صراع القوة!
على السيد عمار الحكيم، ان يحسب الف حساب لخطواته المستقبلية، ولو مع فرض الاحتمالات، فمع  وقوع الاحتمالات التي أشرت اليها، ستوجه كل الاتهامات ضد سيد عمار، وأولًها اتهامه في تمزيق البيت الشيعي، والمتسبب في الحرب بين الشيعة ان وقعت!
الدولة العراقية، شبه منهارة، والسلطة التفيذية والتشريعية معطلة، والوضع عصيب وحرج، واتخاذ المواقف والقرارات في هكذا ظرف، والقائد مهما كانت له خبرة ومعرفة، فهو يحتاج الى تأني ومشاورة، والمجلس الاعلى فيه من الرجال، من أهل الحكمة والحنكة والدراية ما يكفي، أمثال:(الشيخ الصغير-السيد القبانچي- السيد عادل- الشيخ معلة)وغيرهما، وما خاب من استخار، ولا خسر من استشار.
قد أكون جريئاً، حينما أطرح رأي في قبال قيادة المجلس الاعلى، ورأيي: إما ان يبقى السيد عمار في التحالف الوطني، ليحفظ الدولة العراقية، ويحمي البيت الشيعي من التفسخ، ويصبر على هذا المضض”صبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى”، واما الخروج والاعتزال من العملية السياسية في الوقت الراهن، ويلقي بحبلها على غاربها، ويادار ما دخلك شر!

أحدث المقالات