23 نوفمبر، 2024 10:11 ص
Search
Close this search box.

ماذا لو حدث العكس ؟

ماذا لو حدث العكس ؟

أسئلة كثيرة تدور في خواطرنا , وكلها تدور في فلك التأريخ القديم والحديث ولكنها مع الاسف تضعنا في خانة الطائفية ولكننا نجد انفسنا مضطرين لطرحها لغرض ان نضع الامور في نصابها , أن المسلمين قتلوا في حروب طائفية  اكثر من اي وباء فتاك ,وهذه يعترف بها شيوخ الدين انفسهم , وكأن الدين جاء من أجل قتل بعضهم البعض لا من اجل توحيد الامة , السؤال هل الدين مضر بالمجتمع هل يحمل فتنة وضغينة للبشرية هل جاء ينظم المجتمع ام جاء من اجل تشتيته وضياعه ؟ وهو الدين الذي يحمل اسم نابع من السلام الا وهو الاسلام
التأريخ يخبرنا أن بني امية وبني العباس لم يرحموا شيعة الامام علي , وقتلوا وذبحوا الائمة وطاردوهم وشتتوا شملهم , وأبعدوا عنهم السلطة رغم ادراكهم ان ال البيت اكثر منهم علما وتقوى  ,  ان شعية الامام علي قد ورثوا هذا العلم وتناقلوه عبر الاجيال وحافظوا عليه وضحوا من اجله , ائمة الشيعة وخصوصا الذين يتصدرون المذهب  ,  يقتلون من قبل الحكام اما علماء السنة فلم نسمع ان احد منهم قتل على الرغم من ان الائمة السنة الاربعة تعلموا وتفقهوا على يد الامام جعفر الصادق عليه السلام , فأن لعلماء السنة بحبوحة امن واضحة في حين ان علماء الشيعة يقتلون ويمنعون من مزاولة شعائرهم الدينية , من كل هذا يكون لدينا تصور واضح لماذا الشيعة الان متمسكين بالسلطة
لو تخيلنا ان الوضع بعد الاحتلال كالاتي : السنة هم يحكمون العراق وبيدهم السلطة والمال , هل كانوا سيسمحون للشيعة المشاركة بالحكم وهل سيسمحون لهم بمزاولة شعائرهم وهل سيسمحون للشيعة بتعطيل عمل الحكومة والبرلمان لانهم يريدون عدم تهميشهم ويريدون ان يتساووا مع السنة في تواجدهم في الامن والمخابرات وقيادة الجيش واتخاذ القرارات المهمة , وهل سيسمحون لهم باقامة التظاهرات دون المساس بهم ؟؟؟
تجربة الشيعة مع الحكام تقول لا انهم لن يسمحوا لنا وانهم لايضيعوا اية فرصة للقضاء على المذهب الشيعي وهذا المفهموم اخذوه  من تجارب مريرة سابقة , وكذلك التأريخ يقول ان السنة لم ولن يرحموا الشيعة , لان بعض فرق السنة تحلل قتل الشيعي 
وهكذا نستطيع ان نقول  ان الصراع على  السلطة في العراق لن ينتهي طالما  الوازع هو طائفي , هذا هي الحقيقة , ان كلا الطائفتين رغم انهمها يتبعون سيرة الرسول محمد (ص) الا انهم مختلفون بالتطبيق , ودائما ما يمثلهما رجال طائفين لحد العظم ليس حبهم بالدين وانما حبهم للسلطة والتمسك بكرسي الخلافة او كرسي الحكم , رجال الحكم اليوم وان انتموا الى الطائفة الشيعية هم لايمثلون الطائفة ولقد اساءوا للمذهب كثيرا , وكذلك رجال الطائفة السنية أساءوا لطائفتهم , والحقيقة ان كل طائفة لن تنصف الطائفة الاخرى بحكم الكراهية التأريخية بينهما , وماحقيقة الصراع الدائر بينهما الا صراع على السلطة صراع على الحكم وليس على شيء اخر وهذا نابع من الهاجس التأريخي خوفا من تكرار الظلم والاضطهاد , حتى لو حدث العكس وتسلمت الطائفة السنية الحكم  فأن رجال الطائفة السنية لن يكونوا افضل من رجال الطائفة الشيعية فيما لو استلموا السلطة , لانهم على ضوء خلفيتهم الثقافية لن يكونوا افضل من الشيعة على الرغم ان الطائفة الشيعية اكثر تسامح واقل طائفية بحكم ان المظلوم يعرف معنى المظلومية عكس السنة الذين لم يعرفوا ما معني المظلومية لانهم لم يعيشوها طيلة الفترة الطويلة الماضية , لذلك نشاهد ان الشيعة دعوا السنة لغرض المشاركة في الحكم ولكن خوفا منهم جعلوا هنالك ضوابط تحدد طموحهم السلطوي      

لذلك نقول ان تشكيل احزاب تضم كل الطوائف والقوميات يمكن من خلالها تشكيل حكومة تكنوقراط هو الحل الامثل للشعب العراقي  مع ضمان الحرية لكل الطوائف والقوميات بممارسة طقوسها الدينية كما تشاء دون المساس بامن الوطن وبدون التجاوز على الطوائف الاخرى , لدينا احزاب تأريخية تضم كل الطوائف ومن كل الاعراق وهم الضامن الحقيقي لكل طائفة , اعطوها الفرصة لقيادة الشعب   

أحدث المقالات

أحدث المقالات