قبل العتب على أخونا الزاملي لتأخر نشر مقالتي السابقة ،اسئلكم هل استفزكم تايتل مقالتي هذه ،وكيف سيكون وقع مثل هذا الخبر على الكتل السياسية ، التي انفض اجتماعها يوم الأحد الماضي ،ببيان أنهم اختلفوا على كل شيء ، فقط اتفقوا على عقد لقائمتهم للتحضير للمؤتمر الوطني المزعوم عند عودة المام من المانيا ، عرفنا بعدها ، ان عملية جراحية تجرى له ،والأعمار بيد الله ، لكن بعمره و”ضخامته ” فان هامش الخطورة يكون عاليا .
البلدان التي توطدت فيها الديمقراطية والحكم الرشيد ،والتي سياساتها مؤسسية لا ترهن حاضرها ومستقبلها بيد إفراد ، فالفرد مهما علا منصبه زائل إما المؤسسة ابدية ،هذه الدول ،لا تريد تعريض مواطنيها لازمات او تتركهم تحت رحمة الكوارث ، لذلك تستند في سياساتها الداخلية والخارجية على علم يسمى إدارة الأزمات ، الجزء المحوري في هذا العلم ، استشراف المستقبل ، أي ماذا لوحدث هذا ، ماهو اسوء مايحدث .. وماهو احسن مايحدث … ولاجل ذلك فان خبرائهم يضعون سيناريو لكل نتيجة ، ويتم اتخاذ العمليات الاحترازية في حالة حدوثها … وهذا ماحدث في اخر كارثة بيئية في اليابان ، فبرغم الخسائر الهائلة المادية والبشرية ، الا ان الاجراءت التي اتخذت ،سيطرت سيطرة تامة على الموقف وخفضت الخسائر لادنى حدودها …!!!
نعود ، لسؤالنا ، ماذا لو توفي المام …!!!
السيناريو السلبي ، أن المؤتمر ” الكتلي ” المزعوم لن يعقد ، اقلها في الستة أشهر القادمة ،لآن المام شاهود العملية السياسية ، وسيبلغ الحزن عليه مداه لدى الكتل السياسية ،وستختلف وسائل تعبيرهم عن هذا الحزن ، حسب علاقاتهم بالكاكا الرئيس ،فمنهم من يقيم مآتم مستمرة لأربعين يوما ، ومنهم من يقدم للبرلمان مقترحا ، بتسمية المام بطلا وطنيا ، لكن مهما اختلفت أساليب تعبيرهم ،فالأزمة القادمة في سلسلة الأزمات من يكون الرئيس القادم …!!! ،لاسيما وان سلة الرئاسة قد تفتت بعد استقالة عادل عبد المهدي ، واتهام الهاشمي بالإرهاب ، والباقي فيها فقط الخزاعي “خلت له الرئاسة ” ، وسيطل علينا في الفضائيات ،كل المحللين السياسيين ، ليناقشوا مسألة واحدة ، هل يحق للخزاعي ، ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية ، وحتما سيكون البديل برهم صالح ، لكن العراقية ستحتج بان تسمية الطالباني كرئيس كان ضمن اتفاقيات اربيل وان هذه الاتفاقية قد ماتت، لا اعرف ، اذا كان انتخاب الرئيس الجديد سيحتاج لتصويت ثلثي مجلس النواب ، وبالتالي ، مع الصراعات بين الكتل وداخلها ،ستحتاج هذه الأزمة لسياسي ، لن يقل حنكة عن معاوية ، وأخشى إن يجر الشعر حتى يغدوا الجميع ” صلعان” … اخواني … لن تحل خاتمة الأزمات هذه الا بعودة دبابات العم سام … واترك لكم وضع سيناريوهات مابعد هذا الحدث .