لماذا يحب الشيعة نوري المالكي؟ الجواب لأنه غير طائفي و لماذا يكره السنة نوري المالكي؟ الجواب لأنه ظلم السنة و همشهم و المحايد الذي يراقب الأمور بموضوعية و مهنية يدرك جيداً أن المالكي يقف في الأزمة الحاصلة جنباً إلى جنب مع الإرهاب و إخفاقاته الأمنية و الإدارية أودت بالعراق جميعه إلى الخراب و الدمار أما العاطفة فستدفع بعض المراقبين إلى إيجاد المبررات له و مسح الغبار عن سجله المتسخ و معروف سبب الدفاع و هوية المدافعين و انتمائهم (شيعة).
و في الجانب الثاني تدفع العاطفة البعض الأخر إلى الغلو في طرح السلبيات و الخروقات المرتكبة من المالكي و تضخيم الأحداث و تحليل مبالغ في تفسير خطواته بطريقة سينمائية دراماتيكية تفوق الخيال و معروف أيضاً انتماء هذا الجانب و ميوله (سنة) و قد يعجب المراقب بثورية هذا الجانب و عدم سكوته عن الخطأ و شذوذه عن القطيع التابع للحاكم و المصفق له أينما حل لكن بمجرد نظرة فاحصة يستوعب تشابه هذا الجانب بالأول فلماذا يحب السنة صدام حسين؟ الجواب لأنه غير طائفي (كما يجيب الشيعي عن سؤال نوري المالكي) و لماذا يكره الشيعة صدام حسين؟ الجواب لأنه ظلم الشيعة و همشهم (كما يجيب السني عن نوري المالكي).
و العاقل عندما يبحث في تاريخ هذين الصعلوكين يجد تشابهاً في الظلم و القسوة و الفساد و استغلال النفوذ كل منهما على طريقته الخاصة و يعلم مدى بشاعة أفعالهما فيحكم عليهما معاً كمجرمين لا يختلفان عن بعض فلماذا يحب السنة صدام حسين بينما يتهجمون على تملق أنصار المالكي أو العكس؟ ببساطة لأن المالكي ليس سنياً و صدام ليس شيعياً.