18 ديسمبر، 2024 7:51 م

ماذا لو أن رأس الحشد هو المطلوب أولاً وليس إيران

ماذا لو أن رأس الحشد هو المطلوب أولاً وليس إيران

من يقارن الرئيس دونالد أبن فريد الترمبي أو بالمختصر الرئيس ترامب بالشخصية الأسطورية عنتر أبن شداد العبسي لوجد الكثير من أوجه الشبه بينهما رغم إختلاف لون البشرة والنشأة وتردد وإنتهازية الأول وغلظته وثبات وجرأة الثاني وشاعريته, فمن هذه الصفات المشتركة اللسان الطليق وإستعراض القوة وغزو الآخرين ونهبهم وضرب الضعيف لترهيب القوي.من دروس الماضي القريب نستشف بأن الولايات المتحد ة لاتخوض حرباً أمام خصماً قوي يعادلها بالقوة بل أنها لن تدخلها إلا إذا ما تأكدت من أن نسبة النصر فيها أكيدة ورأينا ذلك في الحرب مع اليابان والحرب الكورية ولكن منذ الحرب على فيتنام والتي هزمت فيها أمريكا أصبحت لاتغامر إلا إذا كانت نسبة النجاح تتجاوز التسعون بالمائة وهذا يعني أن يكون الخصم صغير الجرم ضعيف التسلح وتم التطبيق في أمريكا الجنوبية في بنما وجزيرة غرناطة وفي أفريقيا في الصومال وأستمرت سياسة الأحتراز وعدم خوض حروب مواجهة متكافئة وحقيقية أكثر فأكثر وتجلت في حرب الخليج الأولى مع العراق حيث تم ضربه بوابل من الصواريخ والقنابل ,ثمانية وثمانون ألف طن, بما فيها المحظورة جوا وبرا وبحرا لمدة ثلاثة وأربعين يوما على أهداف ومنشآت مدنية وعسكرية أي أكثر من مجموع قصف الحلفاء لألمانيا سنة 1943 وتم بها تقويض بنى العراق الحيوية والتحتية من مياه وكهرباء ومواصلات وجسور,وأدى الى مقتل مايزيد عن مائة ألف عراقي.. ومن بعد تم حرق ودفن الجيش العراقي المنسحب داخل الحدود العراقية غدرا مباشرة بعد إتفاق وقف اطلاق النار ,وكل ذلك من أجل ربح الحرب دون نزال وتأمين الجيش الأمريكي القابع في الكويت والسعودية والذي قارب تعداده هو وخمسة وثلاثين من حلفائه المليون جندي ,ومع ذلك لم يغامروا بإجتياح العراق براُ.على الرغم من أن الحصار الأقتصادي للدول كان من وسائل أمريكا لفرض اجندتها على حكومات الدول المناوئة لكن الجبن واللؤم الأمريكي بدأ يأخذ بعداُ آخر بفرض الحصار على الشعوب مباشرة وتجويعها للرضوخ للشروط الأمريكية وتحريضها لتثور ضد حكوماتها خصوصا في زيادة تفعيله أي الحصار بتدويله وشموليته وعمقه مباشرة بعيد حرب الكويت ليضرب العملة المحلية ويحرم العراق من تصدير نفطه ويمنعه من إستيراد ضرورياته بحجة أنها مزدوجة الأستخدام
بالعودة لقضية الساعة وما يقال عن أن الحرب على أيران أصبحت وشيكة وأن أمريكا تحشد لهذه الغاية…فأولاً هذه الحشود لاتكفي لغزو سوريا المنهكة, لو حيدنا روسيا جانبا, ثانياُ هل أمريكا مستعدة لمجابهة دولة بجهوزية إيران ؟هل يمكن أن تغامر بتعريض قواعدها وحلفائها لخطر وجودي ثم هل حقا هو ترامب من يريد أن يتخلص من البعبع الذي يبتز به حلفائه في الخليج؟أم يريد تحجيمها وشل ضغوطها المتواصلة بالضد من السياسة الأمريكية فقط في الوقت الحاظر تمهيدا لطرح صفقة القرن قريباُ,إذ يبدو لنا أنه من المستحيل شن حرباُ قد تستمر لسنوات وقد تكون شاملة لكل المنطقة وبنفس الوقت مواصلة تطبيق ترتيبات صفقة القرن المرفوضة أصلاُ من الفلسطينيين والأردنيين.ماهو الهدف إذن من هذه الضغوط العسكرية الأمريكية؟ والجواب أنها جعجعة تندرج في الحقيقة ضمن الوصول لهدف رئيسي هو إنجاح ما سمي بصفقة القرن والتي سيتم طرحها بعد رمضان ولهذا السبب هنالك تصعيد وعجالة متواترة وصولا لهذا الموعد أي الأستمرار بسياسة ترهيب الخصوم لتحيدهم ريثما تتم الصفقة.من الواضح إذن أن لا أيران ولا أمريكا يريدان الدخول في حرب مفتوحة ومباشرة والتي بالأمكان تأجيلها لما بعد الصفقة وما سيتمخض عنها لو نجحت بعزل أيران.لكن بالمقابل هنالك في المنطقة أصدقاء وحلفاء لأيران ويستطيعون إيذاء ترامب في قواعد تواجد جنوده في المنطقة وخصوصا في العراق.الحشد الشعبي في هذه المرحلة من المجابهة مع أيران هو الخطر المميت الذي قد يداهم قواعد أمريكا في العراق.ولكن سؤالاُ ما قد يطرح نفسه ,لماذا لاينسحب الجيش الأمريكي من العراق فيسحب البساط من تحت الأيرانيين والحشد ويفوت عليهم الفرصة؟والجواب يكمن في خطط سياسة ترامب في العراق,فترامب يريد أو يحلم بالبقاء في العراق كقوة إحتلال ناعمة أو صديقة على طريقة التواجد الأمريكي في اليابان أو كوريا الجنوبية وليس لديه أي إعتبار لرأي العراقيين فهو يرى أن أمريكا إحتلت البلاد وضحت بدماء جنودها وأموالها ولابد لها أن تكافئ وذلك بتقرير سياسة البلاد والهيمنة على إقتصادها بأن تصبح الولايات المتحدة الشريك االأول ولها اليد الطولى في برامج التسليح وإعادة البناء والسيطرة على آبار البترول بوضع قواعد عسكريىة بجوارها وبالتعاون مع حركات إنفصالية لضمان الدفع بالبرميل اذا تعثر الدفع بالدولار.أن التواجد الروسي والأيراني في سوريا وفشل أمريكاوإنسحابها منها عزز فكرة البقاء في العراق بتشجيع من قوى إنفصالية عراقية وأيضاُ من إسرائيل وجعله قاعدة للتحرك العسكري المستقبلي ضد إيران ولدعم الأنشطة المعادية للنظام الأيراني.بالمقابل فإن أصوات قادة الحشد الشعبي واغلبية القوى والنشاطات السياسية الوطنية لاتنفك تطالب ليل نهار بخروج الأمريكان وتتوعدهم بالويل والثبور تعيق وتحبط مخططات ترامب .نحن لانبالغ أبدا لوقلنا بأن الحشد يمثل الخطر الوجودي الأول بالنسبة لترامب وليس إيران وكل يوم يمضي يصبح فيه أقوى من سابقه فهل سيغامر ترامب بضربه إستباقيا بحجة ما ؟على طريقة عنتر أبن شداد أضرب الضعيف تفزع القوي فيهرب ولكن ,هل الحشد هو حقاُ بالضعف الذي يتصوره ترامب؟وهل سيتحمل جنوده ردة فعل حشدا تجاوز عديده المائة وخمسون ألف مقاتل ويمتلكون أسلحة متطورة ولهم خبرة قتالية وحاضنة يفتقر لها الجيش الأمريكي؟وماهي الخطة باء لترامب في حال فشله هل سيحرض الأنفصالين على الأنفصال ليبقى لصيقا بهم في العراق ؟ أم سينسحب وتنتصر إرادة العراقيين