العقبة الوحيدة التي تحول دون تنفيذ المخططات الصهيونية بالكامل والمستندة على المخابرات الأنكلوأمريكية في المنطقة بالعموم والعراق بالخصوص هو وجود حاجز المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف والمتمثلة بالمرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (أعلى الله مقامه) .
بالرغم من تبني المخابرات الغربية تلك المخططات وتجنيد الكم الهائل من الشخوص المعارضة لحكومات بلدانهم تارة أو ممن هيأت لهم بوابات لحكم بلدانهم ، والتنظيمات التي تتوالد مع الأحداث والسياسيين على إختلاف مشاربهم الفكرية والعقائدية والقومية والعسكريين وأصحاب رؤوس الأموال والأحزاب المتعددة التي تهدف إلى تسويق أسماء على السطح وتسعى إلى تلميع صورتهم أمام الرأي العام ، إلا أن كل هذا التجنيد وما يرافقه من تحركات دقيقة ومدروسة وممنهجة من قبل عناصر الموساد الإسرائيلي والمرتزقة والخونة وما يساندهم من دعم مالي علني أو سري لشراء الذمم ودعم إعلامي مدفوع يسعى إلى خلط الأوراق وتشتيت الأفكار وتحريف الوقائع ، تكون النتائج النهائية عكسية في أغلب الأحيان أو لاتتناسب النتائج مع المخططات والقدرات والإمكانيات والتوقعات .
قد يسعفها الحظ هنا وهناك وتنجح في إرباك الوضع حيناً إلا أنها تصطدم بحاجز المرجعية في نهاية المطاف التي تعيد المسار نحو وجهته الصحيحة فتسقط جميع المراهنات وبالتالي تعمد هذه المنظومة المخابراتية على التجديد وتبني المخططات البديلة بذات الوجوه أو بوجوه مغايرة في المظهر لكنها على ذات الشاكلة لتبدأ العمل من منافذ أخرى علها تستطيع أن تتجاوز ذلك الحاجز المرجعي المنظور لديها بتمعن وإتقان والعالمة بمكامن شخصيته وقوته ومداده بالرغم من غيابه في منظور الأغلبية التي تعيش بين جنبيه ومن حواليه .
وجود سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دامت بركاته) على الساحة الإقليمية وبالذات في قلب العراق يجعله العين الثاقبة التي تحدد مكامن الخطر المحدق بالبلاد والمنطقة والفنار الذي يرشد الضالين والناقوس الذي ينذر المضلين والظل الذي يلاحق الفاسدين والمفسدين والصوت الهادر الذي يقض مضاجع المتآمرين .
على مدى السنين المنصرمة من عمر العراق والعراقيين كم من محنة ومحنة كادت أن تؤدي بالبلد إلى أتون حروب أهلية لا تبقي ولا تذر لولا صوت المرجعية وشخص الإمام المفدى ، وكم من منزلق هيأت له القوى الغاشمة والمتآمرين معها لسقوط العراق في وحل التنظيمات الإرهابية لتنسف كل الحضارة والقيم والمقدسات لولا الصوت الإستباقي للمرجعية لتحتوي المؤامرة وتقتلعها من الجذور ، وكم من نداء ونداء سارعت إليه المرجعية لتنذر الجميع الراع والرعية على حد سواء وكل منهم يتحمل عواقب عمله إن لم يستجب وينصاع إلى تلك النداءات المتكررة ويعود الى رشده في تحمل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه إن كان مسؤولاً فيتسلح بالوطنية والشجاعة والإخلاص والأمانة لمن إئتمنه ، وإن كان من الرعية عليه أن يتوخى الدقة ولا يقع في المحذور وعليه أن يحسن الإختيار وإلا ستترتب عليه النتائج الوخيمة إن حصلت وحينها كل يتحمل وزر عمله وإختياره .
في ظل الظروف الراهنة وتداعيات الأوضاع داخل العراق وتراتبية المؤامرة فيه وعليه ومن حوله ومايحيط بدول المنطقة من أزمات مفتعلة في أغلبها لتمرير الرؤية الإسرائيلية لمستقبل المنطقة تبقى سيدي ومولاي أنت الشاخص الأول والأخير والمنقذ الوحيد بلا بديل . سنة الحياة تقتضي الإيمان بها والركون إليها اليوم أنت الخيمة التي يستظل بها كل عراقي مستضعف وكل ضمير حي في المنطقة وكل نفس إنسانية رشيدة في العالم وأنت المنقذ حين تختلط الأوراق وتعشو الرؤية ويشتد الوطيس ، بعد عمر مديد إن أفل نجمك يامولاي وعرجت إلى رب الأرباب في مقعد صدق عند مليك مقتدر كيف ستؤول إليه الأمور وكيف سنبصر النور إن ساد الظلام …….