23 نوفمبر، 2024 4:01 ص
Search
Close this search box.

ماذا لو ؟

بعد تسع سنوات ونصف السنة , على رفع الطبقة السياسية الحاكمة او المتحكمة بحياتنا , من طبقة (معارض) لنظام صدام حسين الى طبقة تسلمت السلطة في ظروف الاحتلال الأجنبي , الذي مثل أسوء احتلال يتعرض له بلد مستقل في الألفية الثالثة للميلاد , التي شطبت على آخر مظاهر الاستعمار والإحتلال, يحق لنا كشعب محتل التطلع الى انهاء آثار احتلال قاومه بالسلاح والكلمة الحرة ..لم يسفر كل ذلك عن الوصول الى مبتغى رؤيتنا العراق بلدا قويا  مستقلا عن مظاهر ومضامين النفوذ الأميركي او الإيراني او التركي أو السعودي , مما جعل الشعب العراقي يصل الى نتيجة مفادها ان العراق يتجه الى مكروهات لم ولا ولن  يتمناها يوما ما تتمثل في:

1 : تشرذم الشعب الى اثنيات واديان وطوائف مذهبية , بل وتكتلية ضمن العرق او المذهب الواحد .

2 : إرتهان آراء ومواقف معظم السياسيين النافذين, الى سياسات ومواقف ومشاريع الدول الإقليمية المجاورة ,مما جعل كثير من السياسيين يفخرون بتلك الولاءات الثالمة لكرامة السياسي قبل كرامة العراق ..فهؤلاء جميعهم في الوصف ألاعتباري وحتى ألقانوني هم توابع وعملاء اذلّة لتلك الدول , وان تعددت التوصيفات والتبريرات, ينبغي ان يطالهم قانون السلامة الوطنية بجرائم  (التخابر) مع الدول الأجنبية , التي تصل عقوبته القصوى الإعدام . الى

3 : تولي كثير من الشخصيات الحاملة لجنسيات اجنبية , من شتى بقاع الأرض مسئوليات نيابية ووزارية واستشارية وإدارات عامة , ومع (فايروس)الفساد الإداري والمالي الذي صارت عليه  كثير من اجهزة الدولة وإدارات المجتمع , اصبحت جوازات السفر الأجنبية عاملا جوهريا في هروب المسئولين الفاسدين والمفسدين , بحماية وثائق سفرهم من دون ان يطالهم القانون .

4 :  ضياع بوصلة الرقابة والمسائلة القضائية القانونية , في ظل حماية الكتل السياسية, لمن دفعت بهم الى السلطة , من دون مقومات مهنية او اخلاقية, تؤمن حصول الشعب على اداء يتناسب ومهام بناء البلاد.

5 :  الهدر الخرافي الهائل في ثروات البلاد, من خلال عمليات التجريب ,واعتماد شركات وهميّة او هيكليّة  تتوسل الإحتيال , بعد استلامها مليارات الدولارات ,هي من نسغ نزيف اموال وثروة العراق الضائعة, اذ تقدر مؤسسات الرقابة والدراسات الإقتصادية الدولية هدر العراق , تريولان دولار من دون تحقيق نتائج ملموسة ,على صعيد البنى التحتية والخدمات وتوفير كفاية العراقيين .

6 :  المصير الغامض الذي قادت اليه السياسة الخارجية , التي لم تظهر لنا صديقا من مجموع هذه الدول المحيطة , باستثناء علاقات قلقة مع سوريا فرضتها الإصطفافات الإقليمية التي ليست  للعراق اية مصلحة فيها.. بينما بقي العراق قيد اارتهان قيود البند السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يعيق علاقات العراق الدولية , ويكرس العلاقة المتشنجة مع الكويت , من دون حلول او تصويب ,حيث استمر ت الاخيرة في استنزاف ثروة الشعب العراقي , عبر التعويضات المبالغ بها , واستثمار حقول الرميلة وتوابعها النفطية ,  والتسليم بواقع رسم الحدود المتحقق في ظروف شاذة , تتمثل بالحرب على العراق عام 1991 , التي جعلت الكويت تستولي على اراض عراقية , استقطعت نصف (ام قصر و سفوان الغربية)  بأساليب احتيالية عجزت الحكومات عن افشالها !

7 : عمل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق منذ عام 2003 , من دون مناهج او استراتيجيات اقتصادية او برامج للتنمية الوطنية , اذ جرى اعتماد ميزانيات خرافية بلغت آخرها 120 مليار دولار , في مقابل ميزانية دولة مثل الأردن , اعلنت منذ ايام انها تسخر كل مواردها ومساعدات الدول الغربية المانحة  , من اجل الوصول الى ميزانية تبلغ 20 مليار دولار ..فأين هذا من ذاك !

8 :  استلمت هذه الطبقة السياسية عراقا موحدا لجهة (الببلوغرافيا) الوطنية , لتصل به الى واقع  آخر , اطلّت من خلاله  النزعات العرقية والطائفية والمذهبية , حيث اسهمت سياساتها وتصرفاتها في الوصول الى هذا الواقع المنبأ بتشرذم العراق , استجابة لإستراتيجية المحتل التي لاتخلو من أصابع العدو الإسرائيلي , وبعد ان استعرت الصراعات المذهبية , تحولت اليوم الى صراعات بين ابناء المذهب الواحد  , وفي ذلك ايضا احدى مظاهر الطامة الكبرى التي تنتظر العراق .

9 :  بعد استفحال النزعة القومية الشوفينية الكردية , للاستحواذ على ما يفوق حقوق الشعب الكردي القانونية التاريخية ,  الى الامتداد (الشوفيني) لمفاصل لم تكن الحركة الكردية لتطالب بها على عهد الملا مصطفى البارزاني (مراجعة مقابلتي الملا البارزاني في سبعينات القرن الماضي ضمن كتاب – اوراقي ..في الصحافة والحياة  تحت الطبع).. وذلك بفعل استغلال قادة الحزبين الكرديين الرئيسيين , ظروف ما بعد الاحتلال والتناقضات, بين عناصر الطبقة السياسية حديثة العهد بالإدارة السياسية ,التي سهل انبطاحها ازاء (التنمر الكردي) ممارسة التجاوز على حقوق الأقليات العرقية والدينية ,في (مناطق نينوى وسهلها مرورا بكركوك والموصل وديالى ) , لتعجز حقيقة عن تحجيم ذلك الإمتدا د المثقل بأخطاء وخطايا وارتكابات بحق الشعب العراقي , من اهمها عدم اطلاع الشعب المستغفل على بنود الاتفاقات السرية الحقيقية الموقعة من قبل المالكي والبرزاني التي يشهرها الأخير في معرض صراعه مع حليف الأمس وعدو اليوم . في وقت يحاول المالكي التحلل من قيود صعبة , فرضتها اتفاقيات لا نعرف عن نصوصها شيئا.

10 :  مجانبة الحكومات المتعاقبة على العراق, جميع متبنياتها السطحية وغير الحقيقية للمبادئ والقيم الوطنية والدينية والمذهبية, التي صدّعت بها رؤوسنا , مما جعل المرجعية المذهبية الشيعية , تحظر مقابلتها لكافة السياسيين العراقيين , وبذلك سقطت ورقة ( التكليف المرجع) لهذه الطبقة , بعد فشلها في ادارة الموارد والسياسات المفترضة لبناء العراق , وبذلك فقدت هذه الطبقة الفاشلة (غطائها الشرعي) الذي كانت تتشدق به  , من اجل خداع الحماهير الشعبية المعدمة , للحصول على اصواتها عبر عديد المخادعات ,التي لم تحل مشكلة من مشاكل العراق العصيّة على المعالجة !

ابز ما وصلنا اليه اليوم , بعد تسع حوليات ونصف , ضياع الحقائق بين (شتّان وبتّان) حيث لا يعرف الشعب العراقي اليوم ( منو أخوها ومنو ابن عمها) ؟ خاصة بعد رأت الإدارة الأمريكية عبثية التعامل مع هؤلاء السياسيين المتخلفين عن اهداف بناء العراق , واللآهين بصراعاتهم على السلطة والمال العام

الى متى تستمر الأمور على حالها (من دون ضوء في آخر النفق) ؟ .. ترى هل ننتظر انقلابا عسكريا أمريكيا يضع هذه الطبقة السياسية في سفينة (مثقوبة) تحدر بهم حيث مرافيء الدنيا ؟ ..أم نتداعى لإنتخابات مبكرة أو متأخرة , تنقل ذات (الجراثيم الفاتكة ) بالشعب العراقي الى سدة السلطة ثانية لنؤمن (ان هذا موتنا الأبدي) ؟ ام تتحقق معجزة تكمن في خروج الجماهير المستغفلة المستكينة , الرازحة بقيود فقرها وبطالتها وغيبيات ثقافتها الشعبية التقليدية , وانقيادها لعمة سوداء او بيضاء او عقال او شروال ؟ من دون رأي مستقل واع لا يتأثر بغيبيات او نبؤات لا تستقيم مع واقع معاش .

ماذا لو حلمنا باستعارة اعصار (تسونامي) يقتلع هؤلاء العاجزين فاقدي الأهلية لحكم الشعب العراقي ..هل يلومنا احدا على حلمنا هذا ؟ والله انها لحيرة !

………………………………………………………

ورود الكلام ..

بعد ان كانت تطربنا كلمة رقيقة , من انثى لها من الخفر, ما يجعلها مثل (خوخة) ناعسة, تعطر حواليها بعطرها الأخاذ , صرنا نشتم الحبيبة في اغانينا , ونتوعدها بالويل والثبور  و(طيحان الحظ) لو ظفرنا بها ..وبعد أن  كنا ( نتبخر ) ب(اللآدا الروسية) و(البولسكي) البولونية , صرنا نتطلع الى افخم ماركات السيارات ..وبعد ان كنا نتناول (التكة) و (لفشافيش) على (عربانات) بغداد , بعد سهرات (غير بريئة) ,صرنا( نسوع) في مطاعم هي من مستحضرات (الف ليلة وليلة) ..كل ذلك امر مشروع ..ولكن علينا ان  نتذكر الماضي من اجل اكساء واشباع وتلبية حاجة فقير !

أحدث المقالات

أحدث المقالات