24 مايو، 2024 12:32 م
Search
Close this search box.

ماذا كانت تحمل حقيبة اوباما ..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

انتهت الزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي باراك اوباما إلى المنطقة العربية وتحديدا المملكة العربية السعودية ،في جو من التفاؤل السعودي والعربي ،حيث كان من المقرر أن يلتقي اوباما بالقادة الخليجيين في جلسة عمل أمريكية –عربية ،إلا أن عمق الخلافات الخليجية مع دولة قطر حالت دون تحقيق هذا اللقاء الهام ،ومع هذا فقد حققت زيارة اوباما إلى المنطقة العربية أهدافها السياسية والعسكرية ،وكان من ابرز المواضيع المطروحة على جدول الزيارة هي المحاور التالية ،ويأتي في مقدمتها قضية الاتفاقية الأمريكية –الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني التي كانت تقلق الجانب السعودي وتزعجه ،لأنها كانت ومازالت تهدف إلى دعم الدور الإيراني في المنطقة على حساب العرب والدول الخليجية ،بعد انا نفضح المشروع الإيراني في التمدد ألصفوي ومشروع التشيع ألصفوي المسمى بالهلال الشيعي ،في المنطقة والتي بدأت ملامحه تظهر في تدخلات إيران وحزب الله في القتال في سورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها ،وإدخال المنطقة في الحرب الطائفية الأهلية وإثارتها الحروب الأهلية الطائفية في هذه الدول ودعمها وتمويلها وتسليحها لميليشيات موالية وتابعة لحرسها الثوري ،إضافة إلى ملف الأزمة والثورة السورية والتنسيق في دعم الثورة بالأسلحة الحديثة الدفاعية المتطورة ومنها صواريخ (ستينغر) ،وهذا الملف أوضح عنه اوباما بتصريحه الواضح حول سبب عدم التدخل العسكري الامريكي في سوريا حيث قال بان أمريكا تعرف حجم تداعيات الضربة ولذلك فهي تعرف حدودها  في إشارة مباشرة إلى خطورة قيام حرب عالمية ثالثة لا تستطيع إدارة اوباما مواجهتها عسكريا ، وأعطى اوباما تطمينات لدول الخليج العربي من الاتفاق الأمني مع إيران حول برنامجها النووي العسكري الذي أكد بأنه ليس على حساب امن دول الخليج العربي ،موضحا ومؤكدا في الوقت نفسه،أهمية العلاقة الاستيراتيجية مع السعودية وضرورة ترسيخ وتجذير هذه العلاقة للثقل السياسي والاقتصادي والديني الذي تمتاز به المملكة العربية السعودية  في المستويين العربي والعالمي وحتى الإقليمي ،لذلك كان ملفا إيران وسوريا أهم ما تضمنته الزيارة ،وكيفية التعامل معهما دون التفريط بالعلاقة بين واشنطن والرياض،ومع هذا أرسل اوباما رسائل قوية الى حكام طهران وسوريا  ،فقد انتقد الدور الإيراني السلبي لدعم الإرهاب في سوريا والعراق من خلال الميليشيات التابعة لها هناك ،وشدد على ضرورة دعم المعارضة السورية والجيش الحر بأسلحة دفاعية أكثر تطورا لمواجهة الجيش النظامي السوري والتنظيمات المتطرفة مثل داعش وغيرها ،كما اتفق مع العاهل السعودي على أهمية أن الدور السعودي في مواجهة ما يسمى بالإرهاب الدولي وتجفيف منابعه في المنطقة ،وكانت المملكة العربية السعودية قد سبقت زيارة اوباما بقرارات حازمة تجرم من يشارك من أبناء السعودية في الحرب هناك وتعتبره نوعا من الإرهاب ،وفي الملف العراقي الذي كان حاضرا، بقوة بعد تصريحات نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ،والذي اتهم فيها السعودية وقطر بدعم وتمويل الإرهاب والإرهابيين (كما يدعي ) في العراق، ومحاولة إشعال الحرب الأهلية فيه (متناسيا عن عمد دور الميليشيات الإيرانية الطائفية وفيلق القدس والحرس الثوري في العراق )،حيث ناقش الرئيس اوباما الملف العراقي المتفجر حربا أهلية بين الحكومة ومحافظات منتفضة ضد حكومة المالكي ،داعيا في تصريحات له حكومة المالكي الخضوع لمطالب المتظاهرين والمحافظات المنتفضة وعدم تهميش أية فئة في الشعب العراقي منتقدا دور وسياسة نوري المالكي  السلبي وعدم انفتاحه على دول الخليج وتبعيته لإيران ،إن ما حملته حقيبة اوباما للمنطقة لم يكن جديا ولا مفاجئا لنا أبدا ،فالدور السلبي لإدارة اوباما في المنطقة واضح ومشخص منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة ،والتي كنا نأمل منها أن يصحح ما اقترفه سلفه الرئيس بوش من خطأ تأريخي في شن حرب عدوانية على العراق بحجج واهية وخادعة ودون موافقة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ،ولم يفعل اوباما تنفيذ وعده قبل الانتخابات ،ليأتي اليوم إلى المنطقة العربية لتأكيد حقيقة أمريكية أن الإدارة الأمريكية قد فقدت نفوذها في المنطقة وفقدت احترامها من اقرب حلفائها وهي السعودية ،فالزيارة كانت بروتوكولية بامتياز هب لتلميع الوجه القبيح لأمريكا في المنطقة بعد أن خذلت حلفاءها في كيفية التعامل مع الأزمة السورية ومواجهة نظام بشار الأسد وإسقاطه ودعم المعارضة السورية بالسلاح الدفاعي ،إذن لا جديد في زيارة اوباما ،ولا أمل فيها ،الزيارة حققت هدفا واحدا فقط هو إعطاء رسالة واضحة لإيران هو أن أمريكا ما زالت تمتلك مفاتيح الخليج  ،ومازال القرار الامريكي  نافذا فيه ، اوباما فقط خفف حدة التوتر بين إدارته والمملكة ،وطمأن دول الخليج العربي من عدم تخلي إدارته عنها بالرغم من اتفاقه الأمني مع إيران ، هذا ما كانت تحمله حقيبة اوباما للمنطقة …حقيقة الحقيبة كانت فارغة إلا من مفاتيح صدئة لم تعد تفتح مغاليق الأزمات في المنطقة هذا كل ما حملته حقيبة اوباما ………

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب