ثلاثةُ اخبارٍ تواءمت وتناغمت سلباً خلال ال 48 ساعة الماضية ممّا تشدّ الأعصاب , وكأنّها اغتصابٌ سياسيٌ – عسكريٌ مسبق او يستبق حدوثه .!
اوّلها ” وليس آخرها ” هو ما مرّ عليها الرأي العام كمرورِ كرام , او بنصف اهتمام , والمتعلّق بتحذير الولايات المتحدة لمواطنيها بعدم السفر الى العراق , والى شمال شرق سوريا .! < بالرغم أنّ لا أحد يسافر الى شمال الشرق السوري , حيث انها منطقة ميليشيات متعددة الجنسيات , وبعضها الأكراد المدعومين امريكياً , وسواها من ممّا عكس ذلك , وحيث أنّ الأمريكان برروا ذلك تحسّباً بعملية اجتياح عسكرية – تركية مفترضة , وانّ حكومة او جيش اردوغان لايمكن ان تقوم بهكذا عملية عسكرية دونما ضوء اخضر امريكي , لكنما يترآى أنّ التحذير الأمريكي يتعلّق بالشأن العراقي بما هو اكثر , حيث العراق المتمثّل بحكومة السوداني – المالكي والمحسوب على ايران هو المعني اكثر من سواه , لاسيّما أنّ العراق يمرّ في مرحلةٍ شديدة الهشاشة وهو لايزال في مرحلة تقليب وتبديل اوراقه الداخلية , وكأنّ لا دَور له على كلتا الساحتين الأقليمية والدولية , بل لا من دورٍ فعليٍ وملموس على الساحة الداخلية , وهو ما فتئَ في اولى خطواته ليحبو على الصعيد الجماهيري .!
الى ذلك , وبإلتصاقٍ دونما تماسّ .! حيث وفق مصادرٍ إخباريةٍ سريعة الإنتشار في السوشيال ميديا وسواها أفادت أنّ الجنرال الأيراني قاآني ” في زيارته الى بغداد منذ يومين ” قد ابلغ القادة العراقيين بأنّ القوات الأيرانية < سواءً من الجيش او الحرس الثوري > ستقوم بهجومٍ او بعمليةٍ بريّة في شمال العراق او في كردستان ضد المواقع التي تتواجد فيها ثكنات ومعسكرات الأكراد الإيرانيين المعارضين والمناوئين , اذا لم يكن حضورٌ فاعل للجيش العراقي في تلكم المناطق شبه الحدودية < وهذا غير مسموح به من قيادة الأقليم ! > او تجريد ونزع اسلحة تلكُنّ القوى الكردية – الإيرانية .! او حتى ترحيلها من مناطقها < وهذه ممكناتٌ مستحيلة واستحالاتٌ ممكنة > .!
أمّا ثالثة الأثافي .! , وإذ سادت واجتاحت الشارع العراقي منذ نحوِ سنةٍ اخبار وتسريباتٌ ومعلوماتٌ أنّ بريطانيا هي التي تمسك بالملفّ العراقي , بدلاً من الأمريكان , وهو خبرٌ له اعتباراته ومقوماته الموضوعية , لكنّ المفاجئ في الأمر أنّ بريطانيا اعلنت يوم امس أنها سحبت يدها من الشأن العراقي .! وإنّ الأمر متروكٌ للعراقيين < وكأنّها مساواةٌ بين الشعب العراقي ومَن يحكمون ويتحكّمون من قوى الأسلام السياسي المرتبطين بطهران والمرشد الأعلى والحرس الثوري والى ما ذلك , او أنّ الإنكليز بلغوا مرحلة اليأس البائس في خوض غمار المستنقع العراقي , ولعلّ الأمر ابعد من ذلك بما ستفرزه الأيام والأسابيع المقبلة .!