22 نوفمبر، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

ماذا قدّم مقتدى من مغريات الى القائمين على رأس الحزب الشيوعي

ماذا قدّم مقتدى من مغريات الى القائمين على رأس الحزب الشيوعي

التأريخ يُعيد نفسه … شئنا أم أبينا ، إن الذين يدافعون اليوم عن التحالف الشيوعي المقتدائي ، من الاخوة الشيوعيين ، هم أنفسهم من وقف في سبعينيات القرن الماضي ، ليدافع (بقوة و حماس منقطع النظير) عن مشروع التحالف الشيوعي البعثي آنذاك في خيمة الجبهة الوطنية القومية التقدمية.
إن التحالف مع مقتدى يجعلك لا تقترب من المحاصصة ، بل ستعيش قي وسطها و بين أزلامها ، ان كل التحالفات التي ذُكرت في الازمان السابقة ، قد يكون لها بعض الجوانب الايجابية ، و على الاقل ان التاريخ لم يبخس حق الكثير منهم في بعض مواقفه الوطنية ، أما ان تتحالف مع رعديد لايفقه ما يقول و لايستقر على رأي و أفعاله تنم عن الصبيانية ، و أقصد به مقتدى ، الذي إبتدأ حقبة 2003 بقتل أحد خصومه من العوائل الدينية بدم بارد ، بعدها شكّل حكومة داخل حكومة و اعتبر عاصمتها النجف و عيّن لفيفا من الوزراء ، و أكثر من هذا شكّل مجاميع من الصيّاع و القتلة و البلطجية أطلق عليهم إسم جيش المهدي ، و أرتكبوا جرائم يندى لها جبين الانسانية ، ثم تفرق أتباعه فرقا و شيعا و فصائل مأجورة إنطلقت من كنفه و من تحت أمرته ، و شكّلت مليشيات متعددة منها العصائب ، يأتي مَن يأتي ليجعل الصورة مشرقة ، و لا يدري بأنه في دفاعه عن هذه الخطوة اللامسؤولة بالتحالف مع مقتدى هي بخس لحق الحزب الشيوعي و شرعنة لفساده ، و كأن الحزب وصل الى مرحلة العجز و لحظة الاحتظار ، و لايمكن ان ينهض إلاّ بمدّ العون له من قبل أحد المخلوقات الغريبة ، التي أقل ماتوصف بانها متمردة ، و لايركن اليها في أي قرار ، إن مقتدى لا يمكن لأحد الوثوق به إطلاقا ، و التحربة خير شاهد ، و قال عقلاء القوم في مأثورهم إسأل مجرب و لا تسأل حكيم ، و لا أعتقد أن الصيغ الدكتاتورية للمتسلطين على الحزب الشيوعي ، و التي وصل اليها الحزب اليوم ، قد حصل مثيلات لها سابقا ، و لو عملنا إستفتاءا بين جمهور الحزب الشيوعي الاحرار ، و ليس المكبلين بأصفاد مصالحهم الشخصية ، على هذه الخطوة لرفضتها نسبة كبيرة من جموعهم ، و هذا دليل على ان إرادة الحزب أضحت مرتهنة بيد مجموعة لتتحكم به.
نحن نعرف أن مقتدى بتحالفاته السابقة مع المالكي و غير المالكي ضمن التحالف الشيعي ، كان سببا رئيسيا فيما وصلنا اليه ، و قد أصبحت الدولة العراقية بزعامة التحالف الشيعي و بمباركة السستاني ، في أسوأ حالات الانهيار و التردي ، حينما انشغلت بالصفقات و الاختلاسات و تركت حدود العراق مشرعة ، حتى استبيحت من قبل الارهاب بكل أشكاله ، بعد ان تركوا الجيش مغلوبا على أمره بدلا من قيامه بدوره الحقيقي بالذود عن حياض الوطن ، و بعد ان تلاعبوا بتدريبه و تسليحه من خلال صفقات الاسلحة الفاسدة و المشبوهة ، و مع ذلك تجدهم اليوم يعتبرون أنفسهم أصحاب فضل في الدفاع عن حرمات الناس من النساء و الاطفال و الشيوخ و المواطنين العاديين ، و نسوا ان مقتدى و عصاباته و المتحالفين معه ، كانوا يلعبون بخيرات و ثروات العراقيين خلال الاعوام المنصرمة ، و سيستمرون على نحو ما هم عليه ، الى ان يشاء الله مادام الجهل و النفاق و التملق غالب في أوساطنا ، هل سأل أحدنا نفسه مرة واحدة حينما يفيق من أحلامه الوردية ، من أين أتى مقتدى و غيره بالارصدة و الجكسارات و الفضائيات و تسليح المليشيات و الطائرة الخاصة و البذخ و الترف ، ان من مهازل الدهر ان يعتبرون المواطنين البسطاء هم (الظالمون) المتجاوزين على القانون و الخارقين للدستور ، و ان العصابات التي تلاقفت الحكم و انتفعت بالامتيازات المطلقة و أهملت البلاد و العباد ، خلال السنوات الماضية هم (المظلومين).
و الأغرب من هذا ، أن يأتي اليوم بعض الشيوعيين ، و هم يتفاخرون بتحالفهم الجديد مع مقتدى ، فجعلوا من أنقسهم ببغاءات يرددون ما يُملى عليهم ، دون ان يتحرروا من التزمت المقيت و الانغلاق الفكري.

أحدث المقالات