5 نوفمبر، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

ماذا قدم الحزب الشيوعي العراقي للوطن والشعب؟

ماذا قدم الحزب الشيوعي العراقي للوطن والشعب؟

عقد الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره العاشر يوم الخميس الموافق 1/12/2016 على قاعة سينما سميرة أميس،والذي تم فيه انتخاب قيادة جديدة حيث تزعم الحزب الرفيق (رائد فهمي).
المؤتمر عقد وسط ظروف أستثنائية خطيرة يمربها العراق من الناحية السياسية والأفتصادية والعسكرية والأمنية والأجتماعية. فمن الناحية السياسية لازالت الأحزاب السياسية تعيش حالة من عدم الثقة والصراع المستمر منذ سقط النظام السابق ولحد الان
صراع من أجل مصالحها الحزبية والفئوية والشخصية بعيدا من أي مصلحة للشعب الذي لم يجن من ذلك الصراع سوى المزيد من الموت والخوف و الجوع والتخلف والفقر والفوضى والضياع والتشرد.
ومن الطبيعي أن تلقي هذه الصراعات السياسية وعدم الأستقرار بظلالها على الوضع الأقتصادي المتهالك حيث لم يشهد العراق منذ تأسيسه ولحد الان وضعا أقتصاديا مزريا كارثيا مثلما يشهده الان رغم عدم توقف العراق عن أنتاجه النفطي وزيادة صادراته بذلك! كما لم يمر العراق بضائقة مالية منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 كما يمر بها الان! .
ولأن الحكومة فشلت في أدارة الملف الأقتصادي مثلما فشلت في أدارة الملف الأمني! وعندما وجدت نفسها عارية وعاجزة تماما! عن تأمين لقمة العيش ورغيف الخبز للشعب أضطرت لفرض المزيد من الضرائب على المواطنين وزيادة نسبة الأستقطاعات من رواتب الموظفين وحتى رواتب المتقاعدين لم تسلم من ذلك الأستقطاع! وفوق كل ذلك ألتجأت الى صندوق النقد الدولي! من أجل الأستقراض لتمشية أمور الدولة ومؤسساتها المنخورة بالفساد.!.
أما من الناحية العسكرية فرغم الأنتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العراقي ومعه الحشد الشعبي والعشائري ضد عصابات داعش الأجرامية الأ أن المعركة لا زالت طويلة من أجل أعادة كامل التراب العراقي من رجس عصابات داعش الأجرامية، وهذا سيكلف العراق المزيد من الدماء والمال والجهد.
أما الوضع الأمني بالعراق فمؤشره غير مستقر فلازالت المفخخات تحصد أرواح العراقيين بين الحين والآخر ولازال المواطن العراقي لا يثق بقادته الأمنيين وبالتالي لازال هو يشعر بالخوف وبالغربة في وطنه!!.
ومن الطبيعي أن كل هذه الأوضاع ضربت بقسوة على واقع الحياة الأجتماعية فأعداد ( الأرامل والأيتام والمطلقات والعوانس) يزداد يوميا ووصلت الى أرقام مرعبة!!، ولا يخفى على أحد بأن هذه الفئات المجتمعية هي أشبه بالقنابل الموقوتة! التي يمكن أن تحطم البنيان الأجتماعي والأخلاقي لاي بلد أذا لم توضع لها الحلول.
نعود لصلب الموضوع بالقول وسط كل هذه الظروف العصيبة جاء أنعقاد المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي. والسؤال هنا: ماذا قدم الحزب الشيوعي للعراق وشعبه منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن وظهوره العلني على مسرح الأحداث السياسية ومشاركته في الحكم ؟
وما الذي لمسه الشارع العراقي من مؤتمره (التاسع والثامن) الذين عقدا في بغداد بعد سقوط النظام السابق؟ والأهم ماذا قدم للطبقة العاملة تحديدا والتي هي محور نضاله الفكري والذي كرس كل تاريخه النضالي على مدى أكثر من ثمانين عام من أجلها والتي سحقت تماما تحت أقدام الفاسدين وتحت أقدام الأحزاب الأسلامية؟
وما هي الرؤى والطروحات الجديدة والفكرية التي لمسها الشارع العراقي منه في ظل الظروف الأستثنائية التي يمر بها العراق من بعد سقوط النظام السابق؟هذا أن كان الشارع العراقي الجديد! والكثيرمن المواطنين من الأجيال الجديدة يعرفون أن هناك حزب شيوعي عراقي موجود على الساحة السياسية؟
الجواب: لم يلمس المواطن أي شيء من الحزب الشيوعي طيلة ظهوره العلني من بعد سقوط النظام السابق، وحتى بعد مشاركته في الحكم؟ والمفاجأة الأكبر والتي أصابت الكثير من العراقيين بالدهشة وخاصة من الطبقة المثقفة،
هو أن هذا الحزب رغم تاريخه النضالي الكبير والطويل والمشرف ورغم كل التضحيات التي قدمها في مسيرته النضالية من أجل الوطن والشعب، رغم كل هذا، ألا أنه بالكاد حصل على مقعدين فقط في الدورة البرلمانية الأولى؟!، ولم يكن يحصل على تلك المقعدين لولا نزوله مشتركا مع قائمة الدكتور أياد علاوي القوية حينها؟!
وهذا أن دل على شيء فبقدر ما هو يعني مدى تخلف الشارع العراقي وسيطرة الأحزاب الأسلامية عليه فكريا وعاطفيا! فأنه أيضا يوضح مدى القصور العملي
للحزب وكذلك مدى قصوره الفكري في كيفية منافسته للأحزاب الأسلامية وأستقطابه للشباب بأعتبارهم الطليعة النضالية لكل حزب. فليس الشارع العراقي هو شارع المتنبي فقط! الذي يمثل تواجد الطبقة المثقفة وبالتالي يمثل قوة الحزب وركيزته الجماهيرية والأساسية.
لقد وجهت أنتقادات كثيرة للحزب حينها من قبل أنصاره ومؤيديه عن كيفية قبوله المشاركة في حكومة جاءت بها ونصبتها أمريكا من بعد سقوط النظام السابق وأحتلال العراق من قبل أمريكا؟ حيث أعتبر الكثيرون أن هذه المشاركة والسكوت والقبول تعتبرأنقلابا جذريا لجوهر الحزب فكريا وأيديولوجيا! مهما حاول البعض أختلاق الأعذار له!!.
ثم نسئل ما الذي تغير في أمريكا حتى يقبل الشيوعيون المشاركة في الحكومة في ظل وجودهم وأحتلالهم العراق؟ أليست أمريكا كانت ولازالت عدوة الشعوب؟ وما جرى للعراق من دمار وخراب من بعد سقوط النظام السابق ولحد الآن تقف وراءه أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب،
وكذلك ما تمر به المنطقة العربية من فوضى وأضطرابات تقف وراءه أمريكا المستمرة في سياستها لتدمير المنطقة ونهب ثرواتها وتجويع شعوبها؟ أذا كيف سمح الحزب الشيوعي لنفسه المشاركة في الحكم؟
هل هي مجاملة للأحزاب الأسلامية بأعتبارهم رفاق النضال أيام المعارضة؟ أم هي لتذوق طعم السلطة والحكم ولو بمقعد واحد أو مقعدين بالبرلمان أو ولو بوزارة واحدة؟! ثم كيف يسمح الحزب لنفسه المشاركة في حكومة تقوم على أساس المحاصصة الطائفية والسياسية؟
ومع كل هذا سنختلق الأعذار للحزب!ونقول بأن أمر مشاركته في الحكومة والبرلمان مسألة ضرورية لأثبات وجوده على الساحة السياسية وطرح افكاره التي تخدم الوطن والشعب!
وهنا سنعيد نفس السؤال!: ما الذي قدمه الحزب للجماهير العراقية وللطبقة الكادحة والشغيلة تحديدا طيلة فترة (13) عام؟ وما هو تميزه عن باقي الأحزاب السياسية، بأعتباره عميد الأحزاب السياسية في العراق؟
ألم يعلم بالفساد والفاسدين ألم يؤشر ذلك ويطرحه في أجتماعاته الحزبية؟ ألم يرى الفاسدين من بقية الأحزاب السياسية كيف عاثوا في العراق فسادا ونهبا منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن؟
وأن كان علم ورأى ذلك ما الذي فعله؟ ولماذا هذا السكوت المريب؟ ولماذا أكتفى بالحديث عن الفساد الذي حطم العراق في صحيفته الرسمية(طريق الشعب) حاله كحال بقية الصحف التي تتناول موضوع الفساد كأمر صار مسلم به ومعروفا لدى عموم العراقيين ولكن بلا حلول؟
وهل تميز الحزب الشيوعي عن بقية الأحزاب السياسية في معالجته لأزمات العراق ومشاكله وخاصة في موضوع الفساد والفاسدين، بتسمية الأسماء بمسمياتها وكشفه للفاسدين بأسمائهم وأنتمائاتهم الحزبية، بجرأته المعهودة عبر تاريخه النضالي لأن مصلحة الوطن والشعب فوق أية اعتبارات ومجاملات ولا تقبل الأعذار؟
وهل صادف مرة أن خرج الحزب الشيوعي بمظاهرة واحدة! ليندد بالفساد والفاسدين؟ وينادي بمظلومية الطبقة الكادحة وبحقوق العراقيين المهدورة التي سرقها سياسيوا الصدفة والأقدار،
وليدلني أحد عن مظاهرة مئوية وليست مليونية!! قام بها الحزب الشيوعي طيلة(13) عام نادى بها بحقوق الشعب المنهوبة؟ والسؤال هو: لماذا لم يقم بذلك؟ أهو الخوف؟ وممن؟ ام هي مجاملة الأحزاب السياسية المتنفذة؟ حتى لو كانت على حساب مصلحة الوطن والشعب وعلى حساب الأفكار والمباديء؟
وأين حقوق العمال والشغيلة؟ وكم من 1/ أيار( عيد العمال) مضى وفات، والعمال والشغيلة والفقراء والمستضعفين يسحقون يوميا تحت أقدام الرأسماليين والبرجوازيين الجدد من قادة ومسؤولي الأحزاب السياسية الذين نهبوا المال العام؟!
المفارقة العجيبة في هذا الأمر! هو أن الحزب الشيوعي كان يقود التظاهرات ويتقدم صفوفها مطالبا بحقوق الشعب أبان الأنظمة السابقة التي حكمت العراق (الملكية منها و الجمهورية) المعروفة بدكتاتوريتها وأنفرادها بالسلطة!،
في حين أن الأجواء السياسية بالعراق من بعد سقوط النظام السابق أتسمت بالديمقراطية وبوجود مساحة جيدة من الحرية للتعبير عن الرأي! أذا لماذا لم يقم بمظاهرة واحدة اكرر واحدة فقط بشكل منفرد يؤكد حضوره على الساحة السياسية؟ لا أن يشارك ويقبل أن يكون تابعا لأحد التيارات السياسية الأسلامية في أحدى المظاهرات؟!!
المضحك المبكي في أمر الحزب الشيوعي هو أن الأنظمة السابقة التي حكمت العراق ملكية كانت أم جمهورية والتي كان يقود الحزب الشيوعي العراقي
المظاهرات ضدها ، لم تسرق وتنهب وتدمر العراق كما هو حال الحكومات التي قادت العراق من بعد السقوط والذي يشاركهم الحزب في الحكم؟؟ هل هذا هو الحزب الشيوعي؟
وهل هذا الحزب وهذه القيادات تمثل أمتدادا حقيقيا لذلك الحزب وقادته الأفذاذ ((الشهيد البطل مؤسس الحزب الرفيق /فهد/ وشهيد التاريخ السياسي للعراق الحديث الرفيق المناضل /سلام عادل/))؟
عفوا أيها الحزب العريق، أقولها بألم أني أشك في ذلك؟ حيث لم أجد تفسيرا لعدم قيام الحزب بأية مظاهرة لتوعية الجماهير من أجل العراق الذي يسير نحو التفكك والأنقسام غير أنه سكت ونافق سياسيا أصدقائه بالحكم من بقية الأحزاب السياسية!! أن لم يكن أصابه الخوف والجبن! أو أصيب بعدوى الأنتهازية التي كانت سببا كبيرا لتدمير العراق؟
أرى أن الحزب الشيوعي فشل فشلا ذريعا في عدم معرفته وقدرته على منافسة أحزاب الأسلام السياسي المسيطرة على الشارع العراقي والتي لحست عقول الكثير الكثير من الناس والشباب، ولم يستطع كسب الشباب الى صفوفه والسيطرة على الشارع العراقي،
حتى بعد أن سقطت كل أوراق التوت عن تلك الأحزاب السياسية وظهرت كل عوراتها! أمام الشعب وبأنها أستغلت الدين ورموز الأسلام من أجل مصالحها ومنافعها الحزبية والشخصية؟
أعود لأكرر ما ذكرته آنفا، لا أرى في الحزب الشيوعي الحالي مع جل أحترامي وتقديري لكل قياداته الحالية( والثورية السابقة) بأنه أمتداد لذلك الحزب العريق بنضاله ولتلك الأسماء الرنانة من قادة الحزب ومناضليه الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس بنضالهم وتضحياتهم والذين قدموا أرواحهم رخيصة وقربانا من أجل الوطن والشعب
بدأ من مؤسس الحزب الرفيق المناضل الشهيد يوسف سلمان يوسف(فهد) ومرورا بكل القيادات الأخرى التي جاءت بعده وأنتهاء بملحمة البطولة الأستشهادية للرفيق المناضل الشهيد حسين أحمد الرضي (سلام عادل) الذي أستشهد عام 1963 على يد البعثيين في قصر النهاية.
بعد كل هذا أقول: بأني لا أرى في القيادة الجديدة التي تم أنتخابها الرفيق(رائد فهمي) كزعيم جديد للحزب ولا الزعامة السابقة بقيادة الرفيق(حميد موسى) للحزب
أية أمتداد لتلك الأسماء الكبيرة والعظيمة التي قادة الحزب أبان فترة الخمسينات والستينات وحتى السبعينات من القرن الماضين لا في ثوريتها ولا في قوتها وصمودها ولا في تاريخها النضالي؟
أخيرا أقول: أن مشكلة الحزب الشيوعي والشيوعيين بأنهم لا زالوا يعيشون على أمجاد الماضي التليد الذين سطره رفاق الدرب من الرعيل الأول الذين هزوا ضمير العالم بصوتهم النضالي من أجل العراق وشعبه،
رغم معرفة الشيوعيون الجدد بأن العالم قد تغير وأن الحركة الشيوعية والأشتراكية بالعالم أصابها الكثير من التوقف والجمود والأنحسار بعد أنهيارالأتحاد السوفيتي السابق عام 1990!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات