بعد التداعيات الخطيرة التي شهدتها محافظة الانبار وموجة النزوح الجماعية التي زادت من مخاوف القيادات السنية من سيطرة داعش على المحافظة بصورة كاملة خاصة بعد تخاذل الكثير من قيادات الجيش والشرطة وانسحابها من الجبهات فضلا عن ترك العشائر تقاتل دون تسليح او دعم عسكري من قبل الحكومة المركزية والتي تتحمل بدورها المسؤولية التامة عما يحدث في الانبار ، فضلا عن ضبابية موقف قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية من العمليات الجارية في الانبار.
هذا كله ادى الى تحرك سريع من قبل رئيس البرلمان وممثلي السنة في الحكومة لا يجاد حلول سريعة لهذا الكارثة التي تحل بالأنبار.
خاصة وان خطر الارهاب لا يهدد الانبار وحدها بل يمتد الى دور الجوار وخاصة الاردن.
لذا جاءت زيارة القيادات السنية الثلاث د.سليم الجبوري رئيس البرلمان واسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي و د.صالح المطلك نائب رئيس الوزراء الى الاردن مفاجئة وعاجلة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، لكنها قد اثارت الكثير من التساؤلات حول اهدافها وتوقيتاتها في الوقت الذي تستمر الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي داعش في الانبار.
وقد ذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله استقبل في عمان القيادات السنية الثلاث وبحث معهم التطورات الراهنة في المنطقة وبشكل خاص مستجدات الاوضاع على الساحة العراقية وجهود الحكومة العراقية في محاربة التنظيمات الارهابية.
وقد شهدت الزيارة مباحثات مهمة مع العاهل الاردني وبعض القيادات العشائرية العراقية، وجاءت هذه الزيارة لتقريب وجهات النظر ومعرفة المخاوف الاردنية من موجة نزوح عراقية جديدة وتسلل عناصر من تنظيم داعش الى الاراضي الاردنية بعد اشتداد المعارك في الانبار.
وقد أكد الملك عبد الله من قلق الاردن من اضعاف المشاركة السنية في العملية السياسية وضعف الدعم الحكومي لتسليح العشائر للوقوف بوجه هذا التنظيم الارهابي.
يذكر ان الاردن قد طالب في وقت سابق بتمكين العشائر السنية عسكريا من اجل التصدي للعناصر الارهابية واستئصال جذورها من الانبار.
ولم يرشح الكثير عن هذا الاجتماع ولا الهدف من زيارة القادة الثلاث لكن وبحسب بيان من مكتب الملك اكد فيها “على ضرورة تضافر جميع الجهود لمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش ودعم وجهود اغاثة النازحين واعادة المناطق المحررة”.
فيما أكد الجبوري للملك عبد الله بن العراق يتطلع الى دور أكبر للأشقاء العرب في دعمه ومساندته امنيا واغاثيا.
واضاف الجبوري للملك ان الشعب العراقي موحد بجميع اطيافه ومكوناته وانه عازم على تجاوز جميع التحديات.
تأتي هذه الزيارة لتحشيد الدول السنية للوقوف مع سنة العراق للقضاء على داعش والتخلص منها.