ادعى ابو فراس الحمداني الذي يعمل في اذاعة تملكها المخابرات الامريكية ان الدكتور علاوي في مقابلته الاخيرة مع قناة العربية ” يشكك بأداء الحشد الشعبي ويطالب المستشارين الايرانيين ان يعودوا الى بغداد ويقدموا الاستشارة من هناك “
يبدو ان الكاتب لم يجد ما يقوله سوى ابتكار القول ” ان الدكتور علاوي يشكك بأداء الحشد الشعبي” فيما الحقيقة انه كال المديح في مقابلته بالجيش العراقي والحشد الشعبي ورجال العشائر الذين يقاتلون داعش .اما ما يتعلق بالمستشارين الايرانيين وضرورة ان يكونوا في بغداد فنقول نعم وبصراحة تامة هذا ما قاله الدكتور علاوي حول المستشارين الاجانب فهؤلاء يجب ان يكونوا في مقرات القيادة وليس في سوح القتال التي هي من مهمات العراقيين فقط.
قال الدكتور اياد علاوي في تلك المقابلة ” ان ما قيل من قبل الايرانيين ، ومن قبل من قبل الامريكان بأننا حمينا العراق من دون الالتفات الى ان العراق دفع المئات من الشهداء بل الالوف في هذه المعارك ، عراقيون اشراف قادوا المعارك واشتركوا فيها ضد داعش وضحوا بأرواحهم من اجل العراق ، الا اننا نسمع الان كلام لا يرقى الى مستوى العلاقات الدولية والاحترام الدولي عندما يذكر الايراني اننا حمينا بغداد وحمينا اربيل كأنما البيشمركة والحشد الشعبي والجيش العراقي ليس لهم اية قيمة وبنفس الوقت نسمع من الولايات المتحدة كلام ان الطيران الامريكي هو الذي حمى هذه المناطق من داعش
هل هناك كلام اصرح واكثر وطنية من هذا الكلام ؟؟ نتساءل ونسأل الحمداني اين هي الفقرة التي شكك فيها الدكتور علاوي بالحشد ؟ ولماذا هذا التزوير ولمصلحة من تحاول ايهام الشعب العراقي والكذب عليه ؟
يعيب الكاتب بأن السيد نائب رئيس الجمهورية لم يزر جبهات القتال ويتابع العمليات من داخل مركز قيادة العمليات الى ذلك من تساؤلات ساذجة لاتعبر سوى عن عدم قدرة الكاتب على التفكير بعمق وعقلانية
ففي اوقات الحرب والسلم يفترض بكل مواطن ان يقوم بواجباته المنوطة به ذلك لأن التدخل في واجبات اخرى لايمتلك فيها الخبرة الكافية سيخلق حالة من الفوضى والارتباك تقود بالتالي الى الخسارة . ان السياسي في اوقات الحرب يجب ان يمارس السياسة التي تخدم اهداف الحرب ، لا ان يضع على اكتافه النجوم ويذهب الى سوح القتال . لقد لبس صدام حسين البدلة العسكرية وذهب الى جبهات القتال مع ايران مصدرا الكثير من الاوامر الخاطئة التي ادت الى استشهاد المئات بل الالاف من جنودنا البواسل ، ولو سمح صدام للقادة العسكريين العراقيين من ذوي الاختصاص ان يقولوا كلمتهم لما وافق احدهم على عملية غزو الكويت التي عادت بالدمار على بلدنا ولازالت اثارها تضيق من انفاسنا . فهل يريد السيد الحمداني من الدكتور علاوي ان يترك العمل السياسي الذي اهميته ليست بأقل من العمل العسكري ويذهب الى ساحات
القتال ؟؟؟.
ان العديد من السياسيين الحاليين وغيرهم الذين يلبسون البزة العسكرية ويذهبون الى ساحات القتال محميين بمرافقيهم المدججين بالسلاح لايقاتلون فعلا بل ينتظرون وصول كاميرات التلفزيون لتصورهم وهم نافخين صدورهم لايهام الشعب العراقي انهم من المقاتلين فعلا ويبزون القائد الالماني ايروين رومل في مقدرتهم القتالية … انها مهزلة حقا ان يبتلي العراق بأمثال هؤلاء الاقزام . لقد اعتبر السير ونستون تشرشل احد اهم ابطال الحرب العالمية الثانية وبريطانيا و حاز على هذا اللقب وهو يلبس احلى حلته وفي فمه السيكار
الكوبي ، حاز على هذا اللقب لانه مارس السياسة الحكيمة خدمة لبلده ، اما القتال على الجبهات المختلفة فقد تركها للعسكريين المتخصصين .
ان انتقائية بعض النصوص من المقابلة دون غيرها لا تدلل الا على الانحياز واللامسؤولية المهنية وعدم الموضوعية لدى كاتب المقال ، و نتساءل لماذا لم يورد ماذكره الدكتور علاوي حول ما
جاء على لسان علي يونسي نائب الرئيس الايراني حسن روحاني ومستشاره للشؤون الدينيه التي قال فيها وبعقلية المنتصر ” بأن ايران اصبحت الان امبراطورية ، كما كانت عبر التاريخ ، وعاصمتها بغداد حاليا وهي مركز حضارتنا وثقافتنا كما كانت في الماضي” ، بل ونضيف سؤال اخر وهو هل قام هذا الكاتب بأتخاذ موقف وطني عراقي وكتب مقالة واحدة على الاقل استنكرفيها هذه التدخلات في شؤون العراق ، ام انه متخصص فقط ، لخدمة البعض من عملاء ايران ، بالهجوم وسرد الاكاذيب على الشخصيات الوطنية من ابناء جلدته ؟؟؟
قال الدكتور علاوي في مقابلته مع قناة العربية ” ان القول بأن بغداد اصبحت جزءا من الامبراطورية الايرانية شيء مضحك ومبكي ويدلل على مدى الغباء والصفاقة لبعض هؤلاء في الكلام بهذا الشكل .. ففي الوقت الذي تشتد فيه المعارك ويقدم العراقيون الابطال دمائهم رخيصة من اجل تحرير الوطن ، يذكر مثل هذا الكلام للاستفزاز ليس الا وهم يعلمون ان العراق لاتستطيع ايران ولا غيرها من ابتلاعه .”
مثل هذا الكلام الذي يعبر عن اصالة في الوطنية والشموخ يجب ان يقال لمن يحاول الاساءة الى العراق ووحدته واستقلاله ، لا ان يقف البعض وياللاسف من العراقيين ، مطأطئي الراس امام من يقولون ان بغداد هي عاصمة الامبراطورية الايرانية متوسلا منهم الرضى والقبول به
ان الامور سوف لن تبقى كما هي عليه اليوم وكما يريدها البعض من العملاء لأن الشعب العراقي لن يرضى بالذل والخنوع وسيعود العراق الى سابق عهده حرا سيدا مستقلا رغم كل الانوف .