23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟4

ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟4

في هذه الأيام الفاصلة في تاريخ الشعب الكوردي في إقليم كوردستان والأجزاء الأخرى منها، التي لا زالت ترزح تحت نير الاحتلال العربي والفارسي والتركي البغيض، نسمع العديد من أصوات النشاز تخرج من أفواه الأوباش: إن استقلال إقليم كوردستان ستصبح إسرائيل ثانية في المنطقة. نحن هنا كما قلنا سابقاً مرغمون أن نعيد نشر بعض ما قلناه في مقالاتنا في تواريخ متباينة لكي نضع المواطن في البلدان التي حشرت حكامها أنوفها في الشأن الكوردي والكوردستاني في الصورة، حتى يعرف كيف يتم إغفاله وتجاهله في شتى الأمور التي تخص حياته اليومية، مثال دولة إسرائيل التي جعلوها موطن الشر، بينما العكس هو الصحيح. هل رأيتم اليهود فرهدوا بيوت الفلسطينيين؟ لكن حدث هذا في العراق لليهود العراقيين الذين كانوا أكثر عراقة وأصالة من العرب في عراقيتهم؟. عزيزي المتابع، ليس فقط نهبوا أموالهم وممتلكاتهم بل قتلوهم أيضاً شر قتلة، وعندها غنى المنولوجيست (عزيزي علي) استهزاءاً بالعرب: اشحلوا الفرهود كون يصير يومية. أدناه صورة لأيام الفرهود من قبل العرب ضد العوائل اليهودية وكانت اهزوجتهم هكذا: الله اشحلو الفرهود يا إسلام … يا ريته يعود كل سنة وكل عام. عزيزي القارئ، في مثل هذا اليوم العار أدخلوا مصلح الفرهود في القاموس العربي، وفي عام 1958 جاءوا بمصطلح السحل الخ:

أنا هنا لا أدافع عن إسرائيل، لكني أنقل الحقيقة كما هي، إن إسرائيل واليهود ذكروا في القرآن مرات عديدة، حيث يقول لهم القرآن بكل وضوح وصراحة أن الله آتاهم الكتاب يعني (التوراة والإنجيل)، وكذلك يقول آتاهم الحكم يعني الفهم بالكتاب والعلم بالسنن كما يقول شيخ المفسرين الطبري، وآتاهم النبوة، أي: جعل منهم الأنبياء والرسل إلى الخلق، وبعد كل هذه الامتيازات الكبيرة يقول: أنه رزقهم من الطيبات، من المن والسلوى، ويختمها خير ختام، بأنه فضلهم على العالمين، أي جمع العالم. لكن بالمقابل ماذا قال القرآن عن العرب، الذين كانوا يسمون في ذلك الزمان بالأعراب، بأنهم أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله.. . قارن عزيزي القارئ بين القولين المعصومين عن العرب واليهود ثم أحكم بنفسك. دعونا الآن نأتي على شرعية وجود إسرائيل كوطن لليهود بوعد إلهي كما جاء في القرآن. دعونا نرى أية دولة على كوكبنا لديها شرعية من القرآن كالشرعية التي يمتلكها اليهود في إسرائيل كما جاءت في سورة المائدة آية (21):}يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين{. يقول المفسر الكبير (قتادة) (680- 736م) في تفسيره لهذه الآية: إن هذه الأرض التي منحها الله لليهود هي الشام. ويقول مفسر آخر وهو (إسماعيل بن عبد الرحمن السدي):هي أريحا. وقيل: إن الأرض المقدسة هي: دمشق وفلسطين وبعض الأردن”. من خلال هذه التفسيرات يظهر أن اليهود أخذوا جزءاً بسيط من الأرض التي كتبها الله لهم وتركوا البقية للعرب!!. والآية الثانية موجودة في سورة الإسراء (104) تقول:}وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً{ أي: يا بني إسرائيل، بعد هلاك فرعون فرض عليكم دخولها، و وعدكم دخولها و سكناها لكم (أرض الميعاد). هاتان الآيتان من القرآن الكريم، واضحة جداً، لا تحتاج إلى شرح وتفسير أكثر مما قاله عالم التفسير (قتادة) والإمام المفسر (أبو محمد السدي) في تفسيريهما. أليست هاتان الآيتان توضح لنا، أن دولة إسرائيل قائمة بأمر الله حتى الساعة التي يأمر الله بزوالها؟. وفق هاتان الآيتان، والآيات القرآنية الأخرى، إن دولة (إسرائيل) أكثر شرعية من أية دولة أخرى أو أي كيان آخر تأسس بعصا الساحر الفرنسي أو البريطاني؟ وهضم حقوق الآخرين. أكرر هنا، أنا لا أحبي إسرائيل على جهة أخرى، فقط سردت نصوصاً دينية وتاريخية، ليكون أولئك الفاشلون, الذين يتهمون الكورد زوراً وبهتاناً وعدواناً، بأن كوردستانهم إسرائيل ثانية فليتفضلوا ويردوا على هذه الآيات القرآنية التي منحت الأرض لليهود؟.
وفي العصر الحديث تأسست دولة إسرائيل وفق إرادة المجتمع الدولي، بقرار صدر من الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1948 السؤال هنا، هل أن الكيان العراقي تأسس وفق استفتاء شعبي وقرار دولي؟؟ أم تأسس من قبل دولة الاحتلال بريطانيا عام 1920 الذي استورد له مملوكاً من شبه الجزيرة العربية، بمعنى لم يكن هناك مجتمع باسم المجتمع العراقي حتى يختاروا من بينهم مليكاً، فلذا استورد المحتل (الكافر) صعلوكاً من الأعراب من أرض بعيدة اسمه فيصل ونصبه ملكاً على الكيان الذي استحدثه بقوة السلاح وسماه العراق؟ السؤال الآخر، هل أن سوريا تأسست وفق قرار وقبول دولي؟ أم أسسها الاستعمار الفرنسي خدمة لمصالحه؟ وهكذا إيران الأعجمية وتركيا الطورانية التي هزمت في الحرب العالمية الأولى، وجب عليها أن لم تبقى ككيان يحمل نفس الاسم النكر “تركيا”.
في لقاء تلفزيون كذب الأعجمي الناطق بالعربية المدعو كاظم صيادي المحلل السياسي (علي فيلي) حين قال: إن الرئيس الإراني أحمدي نجاد استقبل اليهود لماذا فقط تقولون أن اليهود في كوردستان. كالعادة كذب الصيادي وزعم: أن الرئيس الإيراني السابق لم يستقبل اليهود الأجانب هؤلاء الذين استقبلهن يهود إيرانيون. قبضت له كفي اليمنى ورفعت له الإصبع الوسطى وقلت في وجه على الشاشة Fakyu. أدناه صورة التقطت عام 1919للأمير فيصل مع وازمان رئيس المنظمة الصهيونية في العالم بالعقال العربي وفي هذا اللقاء وعد فيصل وايزمان قبوله بتأسيس إسرائيل مقابل قبول المنظمة المذكورة تنصيبه ملكاً على العراق من قبل بريطانيا:

ليس فقط أحمدي نجاد استقبل اليهود من خارج إيران يا كاظم صيادي، هذا رئيس الجمهورية الإيرانية خاتمي وهو يصافح ويبتسم لمسئول يهودي كبير :

وأدناه في الصورتين يشاهد رئيس جمهورية إيران أحمدي نجاد وهو يصافح ويقبل اليهودي المتشدد من فمه، وفي الأخرى مجموعة من اليهود غير الإيرانيين في ضيافته.

 

ماذا تقول الآن يا كاظم صيادي؟ حذاري أن تتجرأ مرة أخرى وتكذب كوردياً، الكورد يا هذا لا يعرفون الكذب والدجل مثلكم، خير رد لك مني هو ما يقوله الشارع العراقي عنكم يا أعاجم أفلستم العراق يا حرامي. في الآونة الأخيرة افتتحوا مدرسة في برطلة التابعة لموصل وسموها مدرسة الإمام الخميني لا ضير في الاسم لكن المشكلة تكمن في اليافطة المعلقة أمام المدرسة رسم عليها خارطة إيران في أعلاه شعار إيران الذي هو اسم الله حروفه على شكل سيوف، ويليه رسم بحر قزوين، وفي أسفله بحر الخليج الفارسي، نتسائل، هل بعد الآن يستطيع العراق أن يقول الخليج العربي المناقض للتسمية الإيرانية والدولية؟ أم سيقوله تقية؟. يا ترى ماذا يقول حيدر العبادي وحزبه حزب الدعوة عن هذا الاستهتار الإيراني بالسيادة العراقية التي لا تفارق ألسنة المسئولين في العراق حين يتعلق الأمر بإقليم كوردستان؟ وهل هذا الفعل الذي ينتقص من السيادة العراقية أقل تأثيراً من لف جثمان جلال الطالباني بعلم كوردستان كإقليم لديه استقلال ذاتي وله الحق التام ماذا يفعل على أرضه وفق الدستور الاتحادي؟.
وفيما يتعلق الأمر بالحصار الذي أعلنه الحكام الأعاجم في بغداد، بلا شك لا يؤثر على الشعب الكوردي ذلك التأثير الذي يريده حكومة بغداد الطائفية، لأن الشعب الكوردي منذ تأسيس الكيان العراقي المصطنع واقع تحت الحصار الظالم باستثناء فترات قليلة، ألم تتعرض كوردستان في التسعينات القرن الماضي إلى حصارين، حصار من قبل العالم على عموم العراق، وحصار من قبل نظام حزب البعث المجرم؟. ثم أن الشيء الذي لا يعرفه محتلي كوردستان وأعداء الكورد، أن قوة الكورد وكوردستان تظهر عند انعزاله، لأنه بطبيعته الجغرافية هي منعزلة عن الكيانات المحيطة بها بسلسلة جبالها الشاهقة. أتذكر في الستينيات القرن الماضي حين كنا نذهب من بغداد إلى مندلي في كوردستان كان ممنوع علينا أن نأخذ معنا كيلو شاي واحد، كأنك ذاهب إلى بلد آخر، وحتى البلد الآخر حين تذهب إليه تستطيع تأخذ معك أشياءاً تصل إلى أربعين كيلو. للعلم، هناك منطقة صغيرة جداً ذات حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني اسمها جبل طارق مساحتها 6,8 كيلومتر مربع، يعني مساحتها أصغر من أي قرية كوردية ونفوسها لم تتعدى بضعة آلاف، لقد حاصرها الديكتاتور الإسباني فرانكو 16 سنة وقطع عنها الماء والكهرباء إلا أنها لم تستسلم لفرانكو وفي النهاية انتصرت إرادة شعب جبل طارق وفشل الحصار وذهب فرانكو إلى مزبلة التاريخ. وقبل فرانكو حاصرتها إسبانيا عام 1779م ثلاث سنوات وكان مصيره الفشل الذريع.
وعن قرار تغيير اسم كوردستان من قبل الحبنترية الجالسون في مجلس النواب والسلطة الشيعية الحاكمة في بغداد إلى شمال العراق. لا شك إن برلمان كوردستان أيضاً يستطيع أن يغيير اسم العراق إلى الاسم الآرامي القديم بيت نهرين وليس بين نهرين، ويرفع اسم العراق من واجهة البرلمان الكوردستاني والواجهات الأخرى لدوائر كوردستان، وكذلك وضع العلم العراقي جانباً، وتثبيت اسم كوردستان دون سابقة الإقليم واللاحقة العراق، كوردستان فقط. قبل خمسة أعوام كتبت مقالاً طالبت فيه برفع اسم العراق من واجهة البرلمان الكوردستاني، وذلك وفقاً للدستور الاتحادي الذي لم يذكر العراق كلاحقة لاسم كوردستان؟، جاء في الدستور خمسة مرات اسم إقليم كوردستان فقط.
وفيما يتعلق بالكيان التركي والإيراني وتهديداتهم ضد إقليم كوردستان، يستطيع الإقليم أن يواجههم بذات اللغة التي يواجه بها بغداد، ويهددهم إذا قاموا بأي عمل معادي ضد الإقليم يستطيع الإقليم أن يوعز إلى أبناء جلدتنا في شرق وشمال كوردستان بإعلان العصيان المدني حتى في إسطنبول وأنقرة وطهران.
سؤل تشرشل مرة عن رأيه بالشعوب، فقال جملة تاريخية تبقى حية أبد الدهر: إذا مات الإنجليز تموت السياسة، وإذا مات الروس يموت السلام، وإذا مات الأمريكان يموت الغنى، وإذا مات الطليان يموت الإيمان، وإذا مات الفرنسيين يموت الذوق، وإذا مات الألمان تموت القوة، وإذا مات العرب تموت الخيانة.