18 ديسمبر، 2024 10:50 م

ماذا في قادم الأيام .؟ جيوش الإنكليز قادمة .!

ماذا في قادم الأيام .؟ جيوش الإنكليز قادمة .!

في خطوةٍ مفاجئة ومموّهة الى حدٍ ما , وزير الدفاع البريطاني السيد ” غرانت هابز ” اعلنَ أنّ بلاده بصدد ارسال 000 60 جندي ” اي ما يعادل 6 فرقٍ عسكرية ” ومعززة بالبوارج والسفن والطائرات المقاتلة والقاذفة . الجانب التمويهي او التضليلي , هو أنّ الوزير لم يحدد أسم الدولة التي سيجري ارسال القوات اليها .! واكتفى بالقول بأنها ستُرسل الى شرق اوربا .!

نلحظ وببساطة أنّ منطقة شرق اوربا هي بعيدة بمسافاتٍ شاسعة عن اوكرانيا التي تدور في رحاها الحرب مع روسيا , ثمّ ما هو ابعد من ذلك أنّ اوربا بغربها وشرقها , وبشمالها وجنوبها هي أبعدُ بُعداً جغرافياً عن التوتّر البحري القائم في البحر الأحمر وباب المندب وصعوداً , ايضا أنّ المنطقة المشار اليها في شرق اوربا هي بعيدة كذلك عن ساحة الحرب الدموية الدائرة في قطاع غزّة , والتي اضحت حديث الساعة وامست أزمةً أممية واسعة النطاق وهزّت مصداقية الولايات المتحدة وسمعتها , بجانب ما احرقت الرئيس بايدن سياساً على الصعيدين الداخلي والخارجي , وباتت ازاحته من الفوز في الإنتخابات مسألة وقتٍ الى حدٍ كبير .

فالى اينَ ستتّجه فِرَق الجيش البريطاني التي اعلن عنها وزيرهم .! < علماً أنّ الأعداد الدقيقة لإرسال قوات عسكرية في ظروفٍ حسّاسة , يجري تخفيضه في الإعلام لأسبابٍ سوقيّة وتعبوية معروفة > .

  الإفتراض بإرسال هذه القوات الى اليمن الحوثي فهو مستبعد بمسافاتٍ اكثر بكثيرٍ من ماراثونية , اذ طبوغرافيا اليمن لا تتيح ولا تسمح بذلك , وانّ التحالف البحري الدولي , والطيران الأنكلو – امريكي هو الذي يتكفّل بذلك من دون كفالة .! … الإفتراض الثاني من الزاوية الإحتمالية الضعيفة وشبه المتهرّئة هو انضمام القوات البريطانية القادمة الى الجيش الإسرائيلي في احتلال غزّة ” ذات المساحة الضيقة ” بالكامل , فإنّه افتراضٌ يُسبّب عُسر الهضم الفكري والنفسي , بجانب تأثيراته الجانبية على القولون السياسي لشعوب العالم وربما جدا للشعب الريطاني بما تشهده شوارع لندن من تظاهراتٍ احتجاجيةٍ شاسعة لوقف الحرب الدموية على الفلسطينيين في القطّاع

   ما ذا تبقّى إذن من احتمالات تحديد بوصلة واتجاهات جيوش الأنكليز القادمة , واين سيكون مركز تحشّدها وتجمّعها قبل شروعها بالهجوم .!؟ … إنّ افتراضاً ما ” قابل للمناقشة والجدلية ” بأنّ وجهة هؤلاء العسكر قد تغدو الى العراق  بغية مقاتلة الفصائل المسلحة التي تهاجم وتتعرض للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا ” بالإنابةِ عن الأمريكان ” فهي شديدة الصعوبة في الإستيعاب العسكري والسيكولوجي , وإلاّ فأنه سيمسى احتلالاً تكميلياً آخراً لإحتلال العراق في عام 2003 , وهذا ما تحيطه اسلاكٌ شائكة من علائم الإبهام والإستفهام غير المفهوم ابتدائيّاً .!

أمّا اذا ما ذهبنا الى الأبعد وبأبعاده , بأفتراض توجّه القوات البريطانية الى الجنوب اللبناني ” افتراضاً ” لمحاصرة قوات حزب الله من الجهة الشمالية لجنوبها المتمركزة فيه , بغية تطبيق ” كمّاشة عسكرية ” مع الجيش الإسرائيلي , فإنّ عُسر الهضم السياسي والنفسي سيكون بدرجةٍ أقلّ نسبيّاً او كثيراً ممّا سبق وذكرناه في الأسطر اعلاه ! ولإعتباراتٍ عسكرية وسياسية وغيرها !

  الى ذلك وسواه , فتصعب الإستنتاجات الأوليّة والمبكّرة على صعيد الإعلام لتحديد الوجهة المحددة التي ستتجه نحوها القوات البريطانية القادمة والنزول والتمركز فيها ” اولاً ” بشكلٍ دقيق , وبإنتظارٍ لما قد يتسرّب وربما يجري تسريبه الى الصحافة البريطانية او سواها , والأمريكية بشكلٍ خاص .!