22 ديسمبر، 2024 9:03 م

ماذا عن الرسائل … وفد عسكري إيراني في دمشق !؟

ماذا عن الرسائل … وفد عسكري إيراني في دمشق !؟

تزامناً مع توقيع وزيري الدفاع الإيراني أمير حاتمي والسوري علي عبد الله أيوب” اتفاقية للتعاون العسكري والتقني – ((الاتفاقية تنص على تعزيز التعاون بين سورية وإيران في المجالين العسكري والدفاعي وخصوصاً المجال التطويري للاسلحة الدفاعية ))” ، عادت الزيارات المتبادلة الرسمية بين دمشق وطهران، لتحمل تأكيد طهران عن دعمها المستمر للدولة السورية بحربها على الإرهاب.. بعد كلّ الأقاويل والشائعات التي تحدثت عن تغيّر ما في موقف الإيرانيين، تجاه دعمهم للدولة السورية، بعد حملة ضغوط أمريكية مركبة الاهداف والعناوين اقتصادية – سياسية على طهران ، فـ دمشق وطهران خلال الفترة الأخيرة، كانتا مسرحاً لمجموعة لقاءات ثنائية، ومنطلقاً لطرح مجموعة رؤى، لكيفية التعامل مع ملف الإرهاب بالمنطقة وملف إعادة الاعمار في سورية ، فقد استضافت دمشق مؤخراً وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي على رأس وفد عسكري إيراني والذي التقى بمجموعة مسؤوليين سوريين ،وقد حملت زيارة الوفد العسكري الإيراني عدّة رسائل، وكان الهدف إيصالها بوضوحٍ إلى جميع الذين يراهنون على تغييرٍ ما بعلاقة دمشق – طهران .

هذه الرسائل وترابط ثنائية الهدف والمنظور للأبعاد المستقبلية، للمشروع التكاملي الإيراني ـ السوري، تُظهِرُ في شكلٍ واضح، مدى التقارب في المواقف السياسية والأمنية والعسكرية، بين الدولة الإيرانية والدولة السورية، وهذا ما ظهر جلياً من خلال زيارة الوفد الرسمي العسكري الإيراني الأخيرة إلى دمشق، والتي من المتوقع أيضاً أن تتبعها قريباً، زيارات أخرى متبادلة وعلى مستويات رسمية عليا، للتأكيد على حجم التقارب في الآراء وثبات الموقف الإيراني في خصوص الحرب على الدولة السورية، لدحض جميع الشائعات التي كانت تطلقها بعض وسائل الإعلام والصحف في الفترة الأخيرة، والتي كانت تروّج لإشاعات عن وجود تغير في الموقف الرسمي الإيراني، تجاه الحرب المفروضة على الدولة السورية،وخصوصاً بعد حديث ادارة ترامب وبضغط صهيوني ومن بعض الانظمة العربية عن نيتها ربط بقائها بسورية بالبقاء الإيراني ، وما هذا الا محاولة ابتزاز وضغط على إيران لجلبها لمسار جديد وتفاهمات جديدة بخصوص ملفها النووي يكون احد اهم بنوده الدور الإيراني المستقبلي في سورية .

بالمحصلة فـ زيارة الوفد الإيراني العسكري الأخيرة لدمشق، أتت لتؤكد ولتحمل مجوعة رسائل :

أولى هذه الرسائل وجّهت إلى الداخل السوري، ومفادها أنّ إيران ما زالت في صفّ الدولة الوطنية السورية بكلّ أركانها، وهي مستمرة في دعم الدولة السورية، عسكرياً وسياسياً، وستبقى دائماً في صفّها، وإلى جانب شعبها وجيشها، لتدحض كلّ الشائعات التي اختلقها بعض الأقلام المأجورة ووسائل الإعلام التي كانت تشيع بأنّ إيران بدأت بمراجعة موقفها من دعم الدولة السورية ً، بعد الضغط الأمريكي عليها بخصوص ملفها النووي.

إمّا الرسالةُ الثانية، والأهم موجهة إلى حلفٍ دولي ، كان يسعى وما يزال إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها، ومفاد هذه الرسالة إنّ أي حلّ لملف الحرب على الدولة السورية يتجاوز حقّ الشعب السوري في تقرير مصيره، هو حلّ غير مقبول، ولا يمكن للدولة السورية كما الإيرانية أن تقبل به، بصفتها حليفة للدولة السورية، ما يعني أنّ الحلول المستوردة والمُصنّعة غربياً في مطابخ حلفٍ دولي ، مازال يسعى إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها، لا يمكن لها أن تحظى بقبول الدولة السورية ولا حلفائها.

الرسالة الثالثة، والتي أكّد عليها وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي،هي رسالة مهمة جدّاً وموجهة إلى دول الإقليم المشاركة في الحرب ضدّ سورية، ومفادها أنّ إيران ما زالت في خندق الدولة السورية، وستدعم وباستمرار شرعية القيادة السورية التي ولدت من رحم صناديق الاقتراع – يوم 3 حزيران عام 2014، وستستمرُ في هذا الدعم إلى حين تعافي الدولة السورية من آثار الحرب المفروضة عليها، ووجه حاتمي رسالة تهديد علنية للكيان الصهيوني عندما اعلن ” أن بلاده ستستمر بدعم مشاريع تطوير الاسلحة الدفاعية في سورية “وهذه المشاريع بدأت فعلياً تقلق قادة الكيان الصهيوني “.

إمّا الرسالةُ الرابعة، فموجهة إلى حركات وقوى المقاومة في المنطقة والإقليم ككل، ومفادها كما اعلن الوفد الإيراني ،أنّ طهران ما زالت في صفّ كلّ قوى المقاومة في المنطقة العربية ، وما زالت تدعم كلّ مشاريع التحرّر الهادفة إلى التحرّر من فوضى وإرهاب المشروع الصهيو ـ أميركي، وما زالت تقفُ وبقوّة في صف كلّ حركات المقاومة لهذا المشروع التقسيمي والتدميري في المنطقة.

ختاماً، إنّ رسم معالم واضحة لطريقٍ مستقبلي شاق، تخطوه خطوة بخطوة كلّ من دمشق وطهران.. يحتاج إلى مزيد من تمتين الروابط بين البلدين، وهذا ما جاء واضحاً في الفترة الأخيرة تحديداً، فهذه اللقاءات المشتركة والمتبادلة بين دمشق وطهران، تؤكد تصميم دمشق وطهران على تجاوز هذه الأزمة بكلّ تجلياتها المؤلمة، والسعي إلى بناء مشروع تجديد أممي محوري بالشراكة مع حلفائهم الأمميين، يهدفُ إلى استكمال بناء مشروع تحرّر ،هدفهُ الأساسي تأمين ولادة ميسرة لمشروعٍ أممي، يهدفُ إلى إسقاط يافطة القطب الأوحد الأميركي، وما سيتبعُ ذلك من انهيار وسقوط مدويين لكلّ أدوات المشروع الأميركي في المنطقة العربية والإقليم، وعلى رأس هؤلاء الكيان الصهيوني.