23 ديسمبر، 2024 2:06 ص

ماذا علينا أن نفعل مع حزب الله (!)؟

ماذا علينا أن نفعل مع حزب الله (!)؟

لا تسمحوا للنظام الإيراني ووكلائه بالبقاء على قيد الحياة!

ليست قليلة العبارات أو العبارات القصيرة في خطب وبيانات دونالد ترامب وغيره من كبار المسؤولين الأمريكان الذين يعكسون السياسة والاستراتيجية الجديدة للحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالنظام الإيراني ومجالات هذه المواجهة.

أحد ذلك المجالات هو تدخلات نظام الملالي في الشرق الأوسط، الذي لم تأخذه الحكومات على محمل الجد، والآن يرى العالم كيف أن هذا الأخطبوط القاتل يسبب القتل الجماعي في بلدان مختلفة.

حزب الله (اقرأوا حزب الشيطان) في لبنان هو أقدم الجماعات المتطرفة والإرهابية من حيث تاريخ انتمائه إلى نظام الملالي. زعيم هذه المجموعة، حسن نصر الله، لا يخفي اعتماده على هذا النظام، وكرر مرارا أن “كل تمويل حزب الله اللبناني يأتي من إيران. تأتي الاموال لنا كما تأتي الصواريخ ايضا لنا “.

بعد رحيل باراك أوباما ومجيئ دونالد ترامب، وعلى وجه الخصوص الإعلان عن استراتيجية أمريكية جديدة زاد قلق النظام بشدة ، حيث نشهد الآن بانه متزامنا مع تصنيف قوات الحرس في قائمة وزارة الخزانة الأمريكية، تم تنفيذ قطع اذيال هذا النظام الأخطبوطي في جدول الأعمال. في الآونة الأخيرة، استهدف الكونجرس الأمريكي حزب الله اللبناني في 25 أكتوبر 2017، عن طريق اقرار ثلاثة مشاريع قانونية.

المشروع الأول هو “تعديل القانون المالي الدولي لحزب الله” الذي يقطع شبكة تمويل هذه المجموعة الإرهابية. أما مشروع القانون الثاني، فهو “قانون العقوبات لاستخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل حزب الله “. ومشروع القانون الثالث يطلب من الاتحاد الاوروبي اعلان حزب الله كمنظمة ارهابية. ولا يتأخر التوقيع على مشاريع القوانين فترة طويلة من توقيع الرئيس ترامب بعد موافقة مجلس الشيوخ، وسوف تصبح على الفور قانونا وقابلا للتنفيذ.

وإن تنفيذ هذه القوانين سيؤدي إلى انهيار هذا التدفق الشديد. لأن حياة وبقاء هذا التدفق يعتمد على الدعم المالي وأسلحة النظام وحكم آيات الله الحاكمين في إيران. ووفقا لمصادر وزارة الدفاع، فإن “النظام الإيراني يدعم حزب الله في لبنان بمبلغ 200 مليون دولار سنويا “. لذلك، يمكن القول إن عمل الكونجرس الأمريكي صحيح تماما ويجب أن تتبعه خطوات أخرى لإكماله.

وقال اد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكى “ان حزب الله، وهو العنصر الارهابى الرئيسى للنظام الايرانى، يزداد خطورة يوما بعد يوم”. الآن هناك ترسانة من أكثر من 100،000 صاروخ. يدعم حزب الله، جنبا إلى جنب مع قوات الحرس يدعمون نظام الأسد الإجرامي. وقد قتل حزب الله مئات الآلاف من الأشخاص ، بمن فيهم الأمريكان ”

وأشار الرئيس دونالد ترامب في تغريدة على حسابه في الاونة الاخيرة ، إلى تفجير مقر المارينز الامريكية في لبنان عام 1983 وأكد « أن بلاده لن ينسي قتل 241 من جنوده في بيروت بيد حزب الله » . وفي اعقاب ذلك ، قال نائب الرئيس مايك بينس: ان حزب الله جماعة إرهابية ويمثل النظام الإيراني، هو الراعي الرئيسي للإرهاب .

ويقول السيناتور توم كاتن، وهو عضو بارز في مجلس الشيوخ: “يجب أن نواجه النظام الإيراني بعد تحديد المصير النهائي لتنظيم داعش . واضاف ان “معظم المشاكل في الشرق الاوسط تعود الى النظام الايراني ونرى بصماته فيها “. هذا هو واحد من الأسباب التي قرر دونالد ترامب عدم تأييد الاتفاق الشامل المشترك لأنه أدرك أن هذه الصفقة النووية جعل النظام الإيراني اكثر وقاحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط “.

إن استراتيجية الرئيس ترامب، على عكس رؤسائه السابقين، هي تغيير في النظام الحاكم في إيران. وقد اعلن مسؤولون اميركيون رسميا انهم سيحددون مصير النظام الايراني خلال هذه الفترة من رئاسة الولايات المتحدة. (ركس تيلرسون مؤتمر صحفي مارس 2017)

من جانبه قال جون بولتون، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة الذي ركز على القضايا الإيرانية في السنوات الأخيرة، وهو من مناصري المعارضة الإيرانية، في مقابلة مع فوكس نيوز : “إن النظام الإيراني يفكر أنه بعد نهاية حكم داعش ، يحل محل هذا التنظيم. ويتطلع النظام الايراني الى بناء جسر بري من العراق الى المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الاسد في سوريا والمناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله الارهابي في لبنان ”

وقد فتحت سياسة الحكومة الأمريكية الجديدة طريقها إلى مجلس الأمن الدولي . وقالت السفيرة نيكي هيلي في الأمم المتحدة في خطابها أمام مجلس الأمن: “بدأت الولايات المتحدة الآن طريقا تحاول ان ترد فيه على جميع جوانب السلوك المدمر للنظام الإيراني، وليس جانبا واحدا فقط”. ومن الضرورى ان يقوم المجتمع الدولى بعمل مماثل ، وعلى مجلس الامن ان يغيرسياسته تجاه هذا النظام “.

وعزز النظام نشاطاته في المنطقة على خلفية الوتيرة المتسارعة للتطورات التي تستهدف النظام. فالهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الحشد الشعبي التابعة لقوات الحرس على إقليم كردستان العراق وهجمات داعش عام 2014 تثير هذا التساؤل : هل هذان الهجومان يستهدفان هدفا واحداً لفرض سيطرة ايران على كردستان العراق لغرض انشاء خط برّي يربط ايران الى لبنان والذي يُعرف بالهلال الشيعي ؟! خاصة وان هناك ادلة وشواهد عديدة حول توفير الارضية من قبل النظام وعملائه ووكلائه في العراق وسوريا لظهور داعش وهجماته. كما وان انتماء الحشد الشعبي لقوة القدس التابعة لقوات الحرس لايخفى على احد.

والواقع أنه منذ أن قرر المجتمع الدولي إنهاء وجود داعش، سعى النظام إلى الاستعاضة عن تنظيم داعش بتكوين تيار أسوأ لتنظيم داعش. وهذه الظاهرة هي الحشد الشعبي وفقا للعديد من المحللين والرأي العام في المنطقة انها أكثر وحشية من تنظيم داعش ، وتهدد مستقبل هذه المنطقة بجدية أكبر.

لذلك، يمكن الاستنتاج بأن المجتمع الدولي يحتاج إلى قرار أكثر جدية وخطورة، وهو أيضا قطع اذرع نظام الملالي . قراراً بمحاذاة الاعتراف بالمقاومة الإيرانية وانهاء كل التيارات التي تمثل النظام في لبنان وسوريا والعراق. حزب الله يمكن أن يكون الهدف الأول، وهذا هو الخيار الصحيح يجب ان نسّرعه.