مؤتمر فرنسا الذي أختتم اعماله قبل أيام كان مخصصاً بصورة عامة لمواجهة داعش في الشرق الأوسط وبالذات يقصدون العراق وسوريا،إذ توصلوا إلى أن لا مجال لوجود الأسد في سوريا مع الدعوة لحكومة انتقالية لفترة وجيزة بعدها تجري انتخابات في البلاد شريطة أن لا يكون للاسد أو لحزب البعث السوري وجود مطلقا(حظر البعث تماما كما في العراق)،أما في العراق وهنا المهم لنا نحن العراقيون هو تنفيذ قرارات ونقاط وضعتها فرنسا بـ(لمسات اميركية)وعلى الحكومة العراقية أن تنفذ هذه النقاط في فترة اقصاها 90 يوم من تاريخ 5 حزيران .
أما النقاط التي طلبتها فرنسا فهي نفس النقاط التي نادى بها رجال الساحات والخيم في الفلوجة والأنبار وباقي المحافظات التي تعرضت الآن لخطر داعش وهي متهمة من قبل الحكومة بداعش،إذ طلبت فرنسا من الحكومة إجراء مصالحة فعلية على الأرض،وإلغاء اجتثاث البعث والمسائلة ماعدا بعض الأسماء التي فعلا هي ملطخة بالدم العراقي وهم لا يتجاوزون 350 شخص ،مع الالتزام بالتوازن الوظيفي(النصف بالنصف)وبالذات في مجال المناصب الأمنية والعسكرية لما يتمتع به أهل السنة من باع طويل بهذا المجال لعقود خلت،مع إطلاق سراح السجناء الأبرياء من أهل السنة وحتى من أبناء التيار الصدري المتهمين تحديدأ بضرب المحتل الأميركي،مع إقرار قانون الحرس الوطني،مع تحجيم دور المليشيات لدرجة لا يشعر العراقي بوجود قوة أقوى من الجيش العراقي مع تنصيب مديراً للمخابرات العراقية(شرط)أن يكون مقبولاً من قبل السفارة الأميركية حصراً،وعودة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم ويقصدون للمناطق المحررة،وتعويض المتضررين حتى لو كان التعويض بالآجل نظراً لظروف البلد الأقتصادية،والأبتعاد عن فكرة التغيير الديموغرافي للبلد.
جل هذه الشروط طلبها أهل الأنبار والفلوجة وكل المحافظات المنتفضة قبل أكثر من عامين ولكن لم تلق آذاناً صاغية من قبل السيد المالكي حينها ولا وجود لمن يفكر بالعراق وأهله،وها هم الغرب يفرضون شروطهم علينا وبطريقة(العصا)الغليظة .
النقطة المهمة هنا لا يتوقع احدكم أن المنظمات الإنسانية والشخصيات العراقية خارج العراق استطاعت إقناع الرأي الفرنسي بالأفلام والصور والخطب التي تحدثت عن الظلم والاعتداءات،لكن هناك شيء مهم أسمه مصالح دول ولا بد أن يكون التوظيف لمصلحة ما بطريقة إنسانية لتضمن فرنسا ومن معها تحقيق الهدف وهذا هو السبب لهذا المؤتمر في هذا التوقيت بالذات مع فرض شروط بطريقة العصا على حكومتنا وخلال فترة قليلة جداً .
بالمناسبة أن هذه الشروط هي تعتبر من وجهة نظر الحكومة تعجيزية،فلو فرضنا جدلاً وعلى سبيل المثال موافقة السيد العبادي عليها كلها دون اعتراض،فهناك من داخل التحالف من يرفض هذه الشروط وسوف يبدأ التقصير في العمل والخلاف والأختلاف فيما بين الساسة،حينها لم تنفع المهلة ولا غيرها،وعليه سوف تحقق فرنسا ما تريد لأنها قد حسبت قبل أن تطلب ما تريد بعناية(سايكولوجية)من هم العراقيون الجالسون في الخضراء وعليه سوف تساهم فرنسا مع اميركا في تقسيم البلد لتكون هي الفائزة بكل عقود التعمير والسيطرة وبالذات في مناطق أهل السنة مع وجود هائل للغاز والنفط والكبريت واليورانيوم والماء في غرب العراق،إذ أعدت منظمة استخبارية بحثية(تابعة للأستخبارات الفرنسية )النفط المخزون في باطن هذه المنطقة ما يعادل أكثر من 150 مليار برميل نفط ناهيك عن الغاز واليورانيوم والماء وغيرها،إذ يبدو لنا أن فرنسا أصبح لها حصة في سوريا والعراق بعد أن رضخت لأميركا وستساهم في النفع المتبادل كما فعلت في مصر حين دخلت،إذ تعتبر فرنسا من أفضل الفاشلين كإحتلال قياساً ببريطانيا وغيرها من دول اوروبا،لكننا لا نعرف رأي اسرائيل بالفكرة لأنها تعتقد أن غرب العراق هو جنوب دولتهم العظمى حسب التلمود(من النيل إلى الفرات)وهل هناك تنسيق خفي ما بين فرنسا وأميركا وإسرائيل بشأن تقاسم الكعكة .
ـــــــــــــــــ
خارج النص:لم تذكر فرنسا للحكومة العراقية ماذا ستفعل فيما لو رفضت الحكومة النقاط أعلاه، ولكن نتكهن بأنها سائرة بدعم داعش في حال رفضت الحكومة العراقية،فداعش هي سلاح الغرب ضد العرب والمسلمين وبنفس فكرة الظالم عند الله،فالظالم هو سيف الله ينتقم به ثم ينتقم منه وهو سوط الله في الأرض كما هي داعش عند الغرب.