23 ديسمبر، 2024 9:08 ص

ماذا سيكون لو ان مسلم بن عقيل عزل والي الكوفة (النعمان بن بشير)؟!

ماذا سيكون لو ان مسلم بن عقيل عزل والي الكوفة (النعمان بن بشير)؟!

لا نريد ان نقول لون كان الامام الحسين (ع )حاضرا بالكوفة مكان مسلم بن عقيل لتغرت موازين القوى ونتيجة المعركة , بل نقول لو ان مسلم بن عقيل بعد اخذ البيعة للامام الحسين (ع) من 18000 من اهل الكوفة وقام بعزل والي الكوفة البشير بن النعمان الذي عرف بالضعف والوهن وتولى ادارتها بنفسه او من احد ثقاته لكان قد هد عرش نصف مملكة يزيد فالكوفة كانت تتبعها البصرة وخراسان والاهواز , ولو ان مسلم بن عقيل قتل ابن مرجانة عندما زار شريك الأعور في دار هاني بن عروة في المرة الاولى؟ اوفي المرة الثانية بعد هجومه على قصر الامارة عندما اعتقل هاني حيث كان معه 4000 وابن زياد في القصر وليس معه الا 30 شرطيا و20 من الوجوه المقربة له لتغيرت الموازين ولانتهت الفتنة باستتاب الامن لصالح نهضة الامام الحسين (ع )…هذه احتمالات نتائجها مغايرة لما حصل , ولكن تبقى حقيقية قائمة لا يمكن التغاضي عنها وهي الى من نحمل مسؤولية المبالغة المفرطة والمعلومات المظللة بان اهل الكوفة بايعوا الحسين (ع ) والذي ثبت بفترة زمنية قصيرة انه تصور وليس تصديق ؟! فهل يعقل ان من دعا الحسين (ع) وهو في مكة وبايعه من اهل الكوفة قد تغيروا واصبحو اعداءه بفترة 24 يوما؟! وهل يعقل ان (عبد الله بن يقطر – الفرزق ) كانوا قد عرفوا ان بيعة اهل الكوفة كذبة كبرى وعبارة عن معلومات مظللة ,وقد افشوا هذا السر للامام اللحسين (ع)قبل وصوله الى كربلاء , في حين خفي هذا الامر على مسلم بن عقيل ؟!ّحتى انه ارسل للحسين (ع) مع عابس بن أبى شيبب الشاكرى قال فيه : أمّا بعد فإنّ الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة 18000 فعجّل الإقبال حين يأتيك كتابي فإنّ الناس كلّهم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأى ولا هوى والسلام….ويبقى التسائل قائما أين ذهب 18000 من بايع مسلم بن عقيل وكانوا ينتظرون وصول الامام الحسين (ع ) للكوفة ؟! ماذا يترتب على هذه البيعة في رقابهم لامام واجب الطاعة في قوله وفعله وتقريره حتى وان لزموا بيوتهم هذا اذا ما اشتركوا في قتاله مع ابن مرجانة فخرجوا عن الملة … حقا كارثة بيعة في عنق اهل الكوفة استوجبت تعين اربع سفراء فكانت بمثابة حجر اساس لبناء الدولة العادلة التي اردها الحسين (ع ) ولكن هؤلاء الناكثين والمتخاذلين هدوا اركانها ؟! بنفس الوقت المصيبة حلت باهل مكة والمدينة من الشيعة عامة وبني هاشم خاصة بل من بعض اخوته وبناء عمومته لتقاعسهم عن نصرته بعد ان قال (ع) اما بعد فان من لحق بي استشد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح …قد يكون هذا السيناريوا كله غير صحيح وبالعكس تماما فانصار بنو امية بعشرات الالاف وفكرة عزل النعمان بن بشير في ذهن ابن عقيل , لكن لم يتمكن عليها وان ابن مرجانة عندما قبض على هاني بن مسعود وادخله القصر لم يكن معه 30 شرطيا فقط بل الالاف ولكن هؤلاء الشرطة هم الخط الاول الذين يشرفون على حمايته , وانه ليس صحيحا ان ابن مرجانة قد زار شريك الاعور في دار هاني بعد ان عرفنا كلاهما من اتباع علي (ع) وهو يعلم مدى بغضهم له ولبي امية قاطبة فماذا يرجى من هذه الزيارة ؟! وهو لا يبحث الا عن شحن الهمم ضد الحسين (ع) ولا يتوقع من هؤلاء الاعلام مسايرته في طريق الباطل والتخاذل عن الحسين (ع) في نصرت الحق , وقد يكون اتباع الامام وجيشه بالالاف وليس كما يشاع 73 بدليل التحاق 9 اشخاص من البصرة الى مكة لنصرته وقد يكون ان يزيد استحال عليه مواجهته عسكريا في الطريق لكثرة انصاره لا لانه لايعلم بمسيره وان هذا الجيش تكامل في العدة والعدد مع مبايعي اهل الكوفة قبل العاشر من المحرم وبقرينة لماذا ابن زياد عزز جيش عمر بن سعد ب6000 في اليوم التاسع ؟!هل لمواجهة 73 شخصا هذا الامر خلاف الواقع ولا يتعقله اي ذي بصيره .

اخيرا المشكلة ان الشيعة فشلوا سابقا وحاضرا ليس في الحكم وحده بل حتى في نقل وقائعهم وتراثهم وتاريخهم لذا يفترض ان يعاد كتابة التاريخ من جديد وفق معطيات عقليه قبل الجوانب النقلية وازالة الالتباس في الروايات المتعارضة وفق منهج البحث التاريخي واعتقد افضل فرصة في هذا الوقت الحاضر لان الحريات متاحة والسلطة بايدي من يدعي الانتماء لاهل البيت , ولكن باعتقادي سوف لم ولن ليفعلوا ذلك .