الإنسان هو الإنسان في أي بقعة من هذه الأرض الفسيحة لاتختلف تركيبتة الفسيولوجية إن كان في شرق الأرض أو غربها شمالها أو جنوبها والمتغيرات الطارئة عليه من اللون او الجنس او العرق او الدين او اللغة لاتغير من هويته الإنسانية في أي حال من الأحوال . العقل هو الذي يرسم حياة الإنسان بما يمتلكه من ملكة الفطرة إضافة الى المؤثرات الخارجية التي من المفترض أن تضع بصماتها على أغلب مسيرته في الحياة . الحالات الشاذة تلك التي تتناقض فيها طبيعة المؤثرات الخارجية مع مجمل حياة المجتمع
ويمكن إعتبار العراق مصداق لهذا فمثلآ في العراق نجد التالي :-
1- دونت كتب التأريخ أن أرض العراق إحتضنت العديد من الانبياء ولادة او دعوة أو مرورأ وتمركزت رسالاتهم السماوية ودعواتهم للبشرية بالهداية والصلاح
2- وجود مئات المراقد للأنبياء والأئمة والاولياء والصالحين منذ مئات بل آلاف السنين فيها دلالة أن المدرسة الإلهية مابرئت تغيب عن هذه الأرض .
3- يعتبر العراق البوابة التي إنطلقت منها الدعوة الى الدين الإسلامي وتعاليمه الغراء نحو العالم شرقه وغربه .
4- أكبر مدرستين للعلوم الدينية والفقه والكلام في العالم هي مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة في القرون الماضية .
5- تحتضن ستة مراقد مقدسة لأئمة أهل البيت (ع) تحج لهم ملايين البشر في كل عام وفي أغلب المناسبات .
6- فيه مرقد لأحد اهم اركان المذاهب الإسلامية في العالم وهو مرقد ابا حنيفة النعمان صاحب مذهب الحنفية.
7- فيه آلاف المساجد والمآذن ومثلها الحسينيات والتكايا تحوي مئات الآلاف من السماعات التي تصدح أصوات المؤذنين منها للصلاة.
8- في كل يوم يتوجه أغلب الشعب لأداء خمس صلوات لذكر الله تبارك وتعالى بإعتبارها عمود الدين وأساس الإلتزام برسالة السماء وتعاليمها السمحاء .
9- فيه آلاف خطب الجمعة في كل اسبوع تدعوا الى تعاليم السماء والتمسك بها لسعادة الإنسان في الدارين .
10- فيه آلاف الخطباء يعتلون آلاف المنابر في مئات المناسبات يدعون للإرشاد والتوعية والهداية لطريق الصلاح والإصلاح.
11- فيه ملايين كتب الدين وعلى الأقل لايكاد بيت يخلو من كتاب القرآن الكريم مشفوعآ بكم من كتب الأدعية .
12- فيه شهر رمضان مقداره 30 يومآ زاخرآ ومخصصآ للعبادة في ليله ونهاره طلبآ للرحمة والمغفرة والهداية .
13- فيه مئات المدارس الحوزوية المتخصصة بالدين والإرشاد والدعوة للإصلاح يرتادها آلاف الطلبة من كل مناطق العراق مدنه وقراه وقصباته .
14- يعتبر العراق قبلة لقرابة 500 مليون مسلم في العالم كما هو الفاتيكان قبلة لأغلب المسيحيين .
15- التعليم من رياض الأطفال وصولآ للمراحل المتقدمة تحتوي دروس ومناهج لتعاليم القيم والأخلاق الحميدة التي دعا لها الدين الحنيف .
16- عشرات الآلاف من العراقيين يؤدون مناسك الحج في كل عام في مكة المكرمة ويتشرفون بزيارة قبر النبي الأكرم محمد (ص) وأضعاف هذا العدد يؤدون مراسيم العمرة في ذات الاماكن المقدسة .
17- عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف يخرجون من (اموالهم وغلاتهم) حقوق الخمس والزكاة كما نصت عليه تعاليم الدين الإسلامي .
18- فيه عشرات الأحزاب الإسلامية والكيانات السياسية المتبنية للفكر الإسلامي وطروحاته الأخلاقية.
19- أكبر مسيرة دينية في العالم تجري فيه كل عام ويحييها ملايين البشر .
20- حدثت على أرضه أشهر معركة في سبيل الإصلاح خلدها التأريخ وأصبحت معلمآ لأخذ الدروس والعبرة منه ، ويؤمها ملايين البشر من داخل وخارج العراق .
نتوقف عند هذه النقاط لنستقرء منها أن البلد الذي فيه على مدار الساعة كل هذه المؤثرات والعوامل المساعدة الداعية الى مكارم الأخلاق والقيم النبيلة والتعاليم السماوية ينبغي بل يستوجب أن يكون بلدآ مثاليآ ومجتمعآ صالحآ يتربع على عرش الخصال الحميدة لدرجة أقرب للكمال . لكن الواقع يشير بكل وضوح أن العراق بما يمتلكه من كل هذه النقاط فقط يشهد الشهادتين إلا أنه يغوص في مستنقع الفساد من أعلى هرم الدولة نزولآ الى معظم شرائح المجتمع وكأنه جزء من الثقافة المجتمعية وتستشري في أوساطة جملة من الأخلاق الذميمة كالكذب والنفاق والرياء والغيبة والنميمة والغش والخداع والحسد ووووو ومحصلته النهائية في مقدمة الدول التي ينتشر فيها الفساد .
في حين دولة الدنمارك لا تشهد الشهادتين ولم تعرف يومآ بهما وتفتقر الى جميع هذه النقاط بل لا وجود لها البتة لكنه يتربع على عرش السعادة والرفاهية والرخاء وتحكمه الفطرة السليمة بما تحمله من قيم مجتمعية لحياة الإنسان بمفاهيم الحرية والعدالة والمساواة والأمن والأمان والحقوق والواجبات ولا مكان للفساد على حساب حقوق الآخرين ، لذا كانت هذه الدولة الأولى عالميآ في مؤشرات القضاء على الفساد .