22 نوفمبر، 2024 5:33 م
Search
Close this search box.

ماذا سيحدث عندما تعود التظاهرات بعد أربعينية هذا الشهر

ماذا سيحدث عندما تعود التظاهرات بعد أربعينية هذا الشهر

إنطلقت التظاهرات والإحتجاجات السلمية ضد السلطة الحاكمة في العراق بداية هذا الشهر تنادي بأبسط حقوقها الإنسانية يؤججها ويتقدمها بعفوية شباب في عمر الورود ضحوا بأرواحهم الزكية ” المقدسة ” وُلِدوا وترعرعوا في ظل نظام فاسد إستطاعت قياداته ( بغباء وقصر نظر مسؤولي الإدارة الأمريكية من ناحية وذكاء ودهاء مسؤولي الإدارة الإيرانية من ناحية أخرى ) أن تستغفل مشاعر عموم الشعب العراقي وإستغلال الظروف بشتى الطرق الملتوية وتوظيفها للسيطرة على مقاليد الحكم تحت تطبيقات غبية وتحايلية لشعار إسمه ” النظام الديموقراطي “. ونتيجة للصمت الشعبي إنفردت السلطة ( وهي عبارة عن مجموعة مافيات وعصابات ومليشيات بمختلف أجهزتها ومسمياتها ) في تحكمها بكل مفاصل الدولة منذ عام عام ٢٠٠٣ ولحد الآن وسخرت جميع الموارد المتاحة بالبلد لخدمة ومنافع رؤوس تلك المافيات والأحزاب والمرجعيات والرموز بعناوينها المختلفة وأبقت معظم شرائح المجتمع تحت خط الفقر ، وكان هدف جميع القوى السياسية ورموزها هو كيفيه الإستحواذ على أكبر مقدار من موارد الدولة لأغراضها الذاتية والشخصية والفئوية . وكانت حصيلة حكم هؤلاء العصابات والمافيات ( تحت تسمية إدارة الدولة العراقية ) خلال الستة عشر سنة متواصلة هو التخلف والتأخر في جميع المجالات وزيادة الفقر والبطالة وفقدان السيادة وفساد اداري ومالي مستشري وبشكل علني في كل مفاصل الدولة من أعلى قمة الهرم الى أسفله الى جانب الأعداد من القتلى والمفقودين والمغيبين تجاوزت الآلاف ، بل الملايين ، من أبناء العراق تحت مختلف الأسباب والظروف وضياع أي أمل في مستقبل واعد خصوصاً لشريحة الشباب الذين هم جوهر المجتمع . كل ذلك ، ومع تجاهل السلطة الحاكمة على مدار الستة عشر سنة للواقع المزري الذي يعيشه المجتمع ومظاهر الرفاه الفاحش الذي يعيشه المسؤولين ومن يتحكمون بشئون العراق وأبنائهم وأقاربهم وذيولهم أمام الفقر المدقع والمعاناة الحياتية اليومية التي يعيشها باقي أفراد المجتمع ، لابد وأن ينفجر المجتمع ويخرج الى الشارع بعفوية ثورية للتعبير عن غضبه وإستيائه والمناداة بحريته وحقوقه وهو يعلم جيداً بمدى ظلم السلطة وخبثها وتحايلها وخداعها وفاشيتها وقساوتها في مواجهة كل من ينتقدها أو من يطالب بحقه ، وهو يعلم أيضاً بأن السلطة ستستخدم كل وسائل القمع الوحشي والقتل المباشر وغير المباشر والإختطاف والتهديد ، مع ذلك خرج الشباب الى الشوارع متَحَدين السلطة وأجهزتها القمعية الشوفينية بأعمارهم الفتية وصدورهم العارية وأصواتهم المُدّوية بالحق . وكانت النتيجة سقوط أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى ومئات بل آلاف من المعتقلين . ثم توقفت ، أو تأجلت التظاهرات ، ( وهي في الحقيقة بداية لإنتفاضة شعبية شاملة ) لأسباب أخلاقية نتيجة زيارة الأربعين وتوجيه مرجعية النجف بإجراء تحقيق في قتل المتظاهرين السلميين خلال إسبوعين تنتهي في موعد زيارة الأربعين لِيُعاد زخم التظاهرات يوم الجمعة المصادف ٢٥ من تشرين أول لتكون تظاهرة تحدي جدي وحاسم للسلطة إما لإنهائها وتغييرها بسلطة تلبي طموحات الشعب الثائر أو بإحتواء التظاهرات بالقمع والقتل والقنص الوحشي والبربري ، وهو ما سوف يحدث فعلاً ، وإستخدام الإبادة الجماعية للمتظاهرين دون أي مراعاة للقوانين والمواقف الدولية ( وفق مبدئ إما نحن مافيات السلطة أو أنتم أيها الرعاع ) . وفي ضوء كل المعطيات يمكن إستخلاص ما يلي :
أولاً: إن التظاهرات الشعبية العفوية هي تظاهرات سلمية بكل معنى الكلمة تنادي بحقوق الشعب في حياة كريمة وواعدة وليس هناك أهداف سياسية ( حقيرة ) من ورائها، وليس هناك من يحركها داخلياً أو خارجياً سوى الشعور الوطني المجرد والمطلق.
ثانياً: قامت السلطة العراقية بأجهزتها الأمنية ( المباشرة وغير المباشرة ) وبمساعدة مباشرة من قبل الجهات الأمنية الإيرانية بقمع التظاهرات بكل وحشية دون أي سبب لأن التظاهرات كانت سلمية بكل معنى الكلمة وإستخدم الرصاص المباشر والقنص ضد المتظاهرين المسالمين العزل بأوامر من قيادات الحشد ( بإعتبار الحشد حرس ثوري عراقي – إيراني مهمته الأولى والأخيرة الحفاظ على النظام العراقي في ظل الولي الفقيه وإستخدام كل وسائل الإبادة لمن يتعرض لهذا النهج ).
ثالثاً: مع كل الأسف دخل ” المتخلف سياسياً وعقلياً ” مقتدى الصدر ” ، والذي يمثل الحكومة الحالية أساساً من خلال فوزه بالإنتخابات ودوره في تنصيب رئيس الوزراء لإدارة شئون العراق وهو المسؤول الأول عن كل هذا التخلف والفساد في العراق ، في حركة التظاهرات بتوجيه أتباعه ( الجهلة والمتخلفين ثقافياً وتعليماً وتحضراً ) للخروج بالمظاهرات في ٢٥ من هذا الشهر . وهذه الحركة الغبية من هذا المتخلف هدفها الإجهاض على تظاهرات الشباب . فقد أُمِر هذا المتخلف عندما زار إيران مؤخراً أن يكون ” صَمام أمان ” لصالح إيران إذا ما حدثت ظروف إستثنائية وهنا جاء دوره للإجهاض على ثورة الشباب من خلال تدخله بالتظاهرة الحاسمة في الخامس والعشرين من هذا الشهر من خلال خلق بلبلة وتناقضات في الشعارات وحتى القيام بأعمال شغب من قبل أتباعه الجهلة لكي يُعطي مبرر كافي للسلطة الحاكمة ( وهو الجزء الأساسي فيها ) لإستخدام وسائل القمع القاتلة.
رابعاً: ليس أمام هذه التظاهرات ، التي من المؤمل إنتشارها في الخامس والعشرين من هذا الشهر في عموم البلاد ، إلا أن تستمر وتضحي بأرواح الشباب السلميين ، لتغيير هذا الواقع المزري من أجل مستقبل واعد للشباب وجلب جميع هؤولاء الرؤوس الحاكمة العفنة لمحاسبتهم أمام القضاء العادل .
خامساً: سوف ينال جميع من إرتكبوا جرائم بحق هذا الشعب إقتصادياً ً وإجتماعياً وأمنياً العواقب القانونية دون تمييز ، وسوف يكون الجميع تحت المسائلة سواء كان في العراق أو خارجه وسواء كان يحمل جنسية عراقية أو أجنبية . وسوف ” يُسحَل ” قضائياً حسب دوره وإجرامه بحق هذا الشعب الواعي .
سادساً: مع كل الأسف ، وبقدر معرفتي بخصائص وعقلية من يُديرون شئون العراق ، سوف تحدث من المجازر خلال المظاهرات القادمة ما لا يتخيلها العقل الإنساني إتجاه هؤلاء الشباب العُزَّل من إستهداف وقمع وإبادة ، وفي نفس الوقت سوف تكون القوى الفاعلة في العالم ( وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية المنادية بالديموقراطية ) متفرجة على الأحداث وسوف تُثبت حقارتها من خلال عدم إهتمامها حتى بأبسط تطبيقات مبادئ النظم الديموقراطية من الدفاع والتدخل للحفاظ على مبادئها.

أحدث المقالات