لقد ترك لنا الاولون ارثا عظيما من الثقافة والفن والموسيقى والتصوير والشعر والفكر والادب والفلسفه بفروعها وفنونها بالاضافة الى العلوم الصرفه من فيزياء وكيمياء ورياضيات وشئنا ام ابينا الاعتراف ..وشاء المحبطون ام ابوا ..فقد كان هؤلاء مابين مبتكر رائد في فنه او علمه او فلسفته وبين ناقل مترجم محاك للعلوم السابقه التي اطلع عليها ودرسها وناقشها واضاف اليها ..ولذا فان اشد المجحفين لتلك الحضاره ولاولئك الناس لايجد مناصا من القول ..” انهم حقا اثروا في المسيره الحضاريه للانسان وشاركوا ..ولكنهم ما كانوا الا وسطاء ناقلين بين حضارات قديمه وبين الازمنه التي تلتهم ..!!” ومهما كان الامر فقد تركوا ارثا وابدعوا وقطعوا شوطهم ولهم منا الاكبار والاجلال و ها نحن نفخر بارثهم وبهم اليوم ..بل لعلنا لاشغل لنا الا الفخر بهم وتعداد مناقبهم وآثارهم الساطعه ..لايمكن ان نذكر اسما هنا للمثال ..وهذا اعظم مافي هذا الامر فلكثرتهم وعظم امجادهم ..فانك لايمكن ان تذكر قائدا عسكريا ملهما يخطر ببالك عفوا واردت ان تكتب اسمه حتى تتأخر قائلا .. ولكني يجب ان اذكر فلان الاخر الذي فتح تلك البلاد ..والاخر الذي برع في تلك المعركه الى ان تعزف عن ذكر اي واحد منهم بدافع الانصاف ولتزاحم الاسماء ..وهذا يجري على الادباء والمفكرين ..الفلاسفه والشعراء والفقهاء والمصلحين ..الحفظه والمفسرين ..الكتاب والمترجمين..الموسيقيين والرسامين ..البنائين والمهندسين ..الاطباء والمعلمين ..وعلى ان هذا الامر كان يمر بسبات احيانا او انقطاع لفترات متباعده لسبب العوامل السياسيه والمناهضات الدوليه ، فانه يمتد جملة الى عصر النهضه الحديثه قبل مايقرب من مئة عام او يزيد .وها نحن احفادهم نفخر بهم ونتداول علومهم وآدابهم..ونجتر افكارهم وابداعاتهم ..فان لم نجاريهم او نفوقهم في الانجاز كل في مجاله ..ولم نعمر بلداننا كما عمروها ولم نؤلف كتبا غير التي الفوها ولم نبن معالما خيرا من التي بنوها ..ولم نترك آثارا كالتي تركوها …ماذا سنقول لاحفادنا …!؟
