5 نوفمبر، 2024 11:38 ص
Search
Close this search box.

ماذا سنرجو ناظرين ؟!!!

ماذا سنرجو ناظرين ؟!!!

لن تنتهي الآهات والأتعابُ

فانظـــــــر بربِّكَ لو يعــودُ إيابُ

وتعودُ قافلـــــــة الزمان لأهلها

كي يستفيق على العراق عتابُ

كم أغمضوا العينين حين تجسَّمَتْ

فيك المآسي وأســـــــــتبيحَ شبابُ

كم بدّلَ الدهر الخؤون ثيابنا

إذ لا تُبدّلُ في الشعوب ثيابُ ؟!

مابين شعب ٍ لا يبارحُ سؤلهُ

أو بين شـعبٍ لا يفيه جوابُ

دام ٍ هو الزمنُ الطويلُ بموطني

تاريخُ شعبي مذ ولِدتُ حِرَابُ

خمسون عاماً لا تكِـفُّ يراعتي

مازلتُ أكتبُ ، والمـــدادُ عذابُ

حــمراءَ تنــزفُ في يديَّ رقابُ

لا تكتفي مهما يطـــــــولُ كتابُ

تاريخُ أهلي كالنزيف بجرحهِ

تجري الدماءُ ويستجدُ ضِرَابُ

الحاكمون الأرض كانَ طموحُهمْ

أن لا يكـونَ لواطــــــــنين مثابُ

شاة ً يــرون القاطنين بموطني

فيســـــــوقهمُ ذئبُ الفلا وكلابُ

حتى إذا فاءتْ شعوبُ ، تيقظوا

مما دهاهم ، والنهوضُ صوابُ

لا يأخذون من الزمان دروسَهمْ

مهمـــــا نـُحَدِّثُ ؛ لا يفيدُ خطابُ

أهلي همُ أهل العراق .. عشائري

لكنَّ في قلبي يمـــــــــورُ عتابُ !

كنـّا نخــــــافُ إذا نبيحُ دواخلاً

حتى أتاحَ اللهُ والأنجــــــــــابُ

أن نفضيَ الصمتَ الطويلَ ونرتقي

هذا المقامَ ، فتنطقُ الأصلابُ

نحنُ همُ أهلُ العراق .. بطبعنا

أنْ لا نثورَ فيغــــدر الأصحابُ

في ثورة العشرين كان جهادَنا

من كـــلِّ أطيافِ العراق حِرَابُ

حتى أطحنا الغاصبين ورفرفت

بالنصر راياتُ العراق ، فآبوا ..

في زيفِ دين الله ، بئسَ إيابهم

(الداعشــــــــون) أعاجمٌ أعرابُ

الحيرة ُ الكبرى هناك بـ(نينوى)

النازحـــــــــــونَ بنينوى أحبابُ

والناسُ ذاتُ الناس في أخطائهم

يُغريهمُ الأنجــــــــاسُ والأغرابُ

متعودون على الخنوع بطبعهم

أنْ يصبئوا ، مـا آمنوا أو تابوا

شعبٌ بهِ الجهلُ الجهولُ لجهلِهِ

لا يرعوي ، مــا يعتريهِ خرابُ

عطبٌ به طول الزمان ، يشينهُ

نســــيٌ بهِ ، ما يستجدُ مصابُ

خللٌ به شعبي العتيـــق بأرضهِ

لم يُصلح ِ الشيخَ الكـبيرَ عِقابُ

مَنْ قال تبّــــــــاً للزمان ِ نـَعيبُهُ

الشعبُ لو تبَّ الزمانَ يُعـــــــابُ

آلافُ أســـــفار الدهــــور تعاقبتْ

وحضــــارة ٌ تحكي وليس تـُجابُ

حتى استفاق النائمون ، تزاورتْ

عنهمْ شموسٌ واستميـــلَ سَحَابُ

كم أمطـرَ اللهُ السماءَ بخصبهم

مــــا أينعتْ في أرضهم أطيابُ

لا قمحُهمْ قمحٌ يــــــدوم، بعامهم

كـــــــــلُّ الفصول ِ مفازة ٌ ويبابُ

وقفوا على التل القديم ليرقبوا

ما حــــــامَ إلاّ في الفضاءِ غرابُ

كتبوا إلى السِّبط الحُسَيْن رسائلاً

لكنهم مـــــــــــا ناصروا وأجابوا

تركوهُ جرحــاً في العَرَاءِ لوحدهِ

ودمُ الإبــــــــى لا يحـتويه ترابُ

صــعدتْ دماءٌ بالحُسَيْن ِ لرَّبِّها

في كل ِّ أفـْق ٍ ، فاستنيرَ غيابُ

وتصــــاعدَ الجَسَدُ الأبيُّ منائـــراً

وسمتْ على الذهب النفيس قبابُ

ظمأ ً قضى ذاكَ الحُسَيْنُ ، بكربلا

يجري الفراتُ ، ويستحيلُ شرابُ

كانت خنازيــــــرُ المفاوز ترتجي

منه الرواءَ ، ويلعقُ الأجــــــرابُ

شربوا من النهر الفرات .. تلذذوا

فليظمـــــــــأوا ، وليظمأ الإرهابُ

ماذا سنرجو ناظــــــرين ، وأمّة ٌ

هي ذاتها ، والقادمــــــون ذئابُ ؟!!!

***

ألقيتْ هذه القصيدة في مهرجان المربد2014 ــ دورة الشاعرة لميعة عباس عمارة / البصرة

أحدث المقالات

أحدث المقالات