لم أكن أتوقع ياصديقي ان يتغير طبعي يوما ما ، وان اجد نفسي اتحدث بسلبية عن الصداقة وعلاقة الاخوة والقرابة والنسب والوطن ، ولست ادري ياصديقي هل ستتفهمني حينما اكتب عن حقيقة ما جرى وان أبوح لك بمشاعري ، ليتك تكون في مكاني وتتصور الامر قبل الحكم وقبل ان تتخذ قرارك بمعاتبتي .
اسمح لي ان اطرح عليك سؤالا .
ماذا ستفعل ياصديقي ان جئتك مفخخا؟ … اعلم ان فرض المحال ليس بمحال ولكني اكرر ماذا ستفعل ياصديقي ان جئتك مفخخا ؟
هل ستعانقني وتحضنني….. ام بالعكس ستهرب مني وتضربني …. ام ستحاول ان تعالجني وان لم ينفع الامر ستقتلني …… وهنا هل اقول انك قتلتني ، كلا طبعا فلماذا اذا في نفس الظروف تعاتبني .
وكيف يمكن تصور مثل هذا الامر لو حصل قديما واتى شخص مفخخ في احدى حروب المسلمين مثلا ، ماذا سيفعلون له هل يتركونه ام سيضربونه بالنبال ويقتلونه .
او ان يأتي شخص مفخخ في اية بقعة من بقاع العالم ، مثل الدولة الاولى في حقوق الانسان ، اوشلالات نياجارا او جزر الهمالايا او حتى ابعد من ذلك في القطب الجنوبي ، او حتى لو تعلق بستار الكعبة المشرفة .
فماهي ياترى تصورات الحل ممكنة التطبيق !؟
سيقول الجميع بكلمة واحدة انها رصاصة واحدة يمكن ان تفي بالغرض.
فلاتعاتبني ياصديقي واعلم باننا نخوض في كل ماقلناه والامر يرتبط بحياة الإنسان ، فما بالك اذا كان الامر يرتبط ببضعة جدران هنا وهناك ، فلا اعتقد بان الامر سيستحق عناء البحث عن حلول ممكنة ، وهل انك تقترح حلا لنا عندما نجد دارا مفخخا ان نسكن فيه بدل ان نُفجره ، وذلك من اجل ان نرضي بعض وسائل الاعلام التي تقول بأننا ننتقم من أصدقائنا واخوتنا في الدين والوطن.
وها انذا احاول ان اكمل هذه الكلمات غير المرتبة حتى انبرت طفلتي التي تجلس بجانبي وحصل معها حوار سياسي قد ينفعك وتتفهمني .
الطفلة: بابا ثبيه البيت. (شبيه)
انا: مفخخ .
الطفلة: يعني ثنو.(شنو)
انا: يعني بيه قنابل.
الطفلة: يعني قنابل ثحيحة.(صحيحة)
انا: اي نعم.
الطفلة: لعد ثلون تريد تثكن بالبيت.( تسكن)
انا: مو صديقي يزعل ويحجون عليه بالتلفزيون.
الطفلة: بابا فجر البيت وكثر التلفذيون .(كسر ، التلفزيون)
فهي دعوة لنا جميعا ان نتبنى هذا الحل البريء ونفجر هذا البيت المفخخ ونكسر التلفزيون ، حتى لو زعل صديقنا ثم نبني له بيتا جديدا ونشتري له تلفزيون…..