لكي لا نكون اكثر الشعوب ندبا للحظ وندما على ما فات ويأسا مما آت، فان لحظة القرار والتغيير قادمة ولكل امريء منها حظه ونصيبه في التغيير ، وقد اصبح الفصل بيد الناس بقولهم نعم لفلان ولا لعلان ، وكما قال الرسول الاكرم ( ص ) ( مغبون من تساوى يوماه ) وليس اكثر من الغبن ان نعيش عقودا من الزمن دون تغيير في واقعنا سوى تغيير وجوه تأكل من تاريخنا واعمارنا ومستقبل اجيالنا ونحن ننظر ونطيل الكلام بلا جدوى .
قريبا ولم تبق سوى اسابيع وعدة من ايام أخر لنقول لا لواقعنا وللدم المسفوح في كل مكان من ارضنا ، ونقول لا للجوع الذي انشب اظفاره في لحومنا سنين عددا ، ولا للذين ضحكوا علينا واستغفلونا وباعوا وجودنا بدراهم معدودة واخرجوها لبنوك الدول الاخرى ونحن لا نملك الا ان نتحسر ، ونتكلم ولا نطيل الوقوف على اشلائنا التي اصبحت نثارا بفعل احقاد وضغائن وامراض نفسية وفشل متراكم يري افراغ نتائجه من يريد سحقنا فوق رؤوسنا ونحن لا نملك الا ان نقول حسبنا الله .
حسبنا الله نعم .. وقد اتاح لنا الله سبحانه وتعالى ان نقول كلمة الحق في انتخابات مقبلة فماذا ستفعل ايها العراقي ؟؟ وهل ستكرر المشهد الحزين في اختيار من يشتريك ولا يشتري العراق ، ويبيعك انت والعراق دون ادنى شعور بالمسؤولية والخجل ووخز الضمير ، ماذا ستفعل ايها العراق وقد قالت لكم المرجعية اختر من تراه صالحا لك ولاهلك ولوطنك ولا تبع صوتك خشية املاق .
رسالة الى كل عراقي .. ان الذي مضى وترك جروحه على صدورنا وايامنا ووجوه امهاتنا وخدودنا التي شبعت حزنا ودمعا ، لابد ان لا يعود مرة اخرى تحت اسماء ما انزل الله بها من سلطان ، ويكفي ان يلتزم امرنا نحن العراقيين من لايفقه اسمه وتاريخه وينزل بنا الى حضيض الزمن او يقذفنا الى محرقة النفايات دون ان نصرخ لا ، فذاك والله الخنوع بعينه والتنازل عن مراتب الشرف والقبول بالوضاعة والخسة .
ايها العراقي .. المرء حيث وضع نفسه ، ان ارتفع بها ارتفعت ، وان وضعها اتضعت ، فاختر لنفسك منزلا فوق المنازل ولا تبع نفسك وتاريخك وتاريخ عائلتك لمن يبيعك بعد اعلان النتائج بساعات واختر القادر على صناعة مستقبلك ومستقبل اولادك وبناء بلدك قبل ان يتحول الى صحراء من رمل ودم ونفاق وكذب وخديعة .
ماذا ستفعل ايها العراقي .. ؟ وبينك وبين صناديق الاقتراع ايام لن تعود الا بعد اربع سنوات اذا عادت ، فكم ستدفع من عمرك وحزنك وتاريخك خلال اربع سنوات لا تعرف الى اين ستذهب بك وسط امواج حقد خارجي ونفاق داخلي وطموحات سياسيين لا يقيمون للوطن وزنا ولا للاخلاق موقفا ، وغايتهم تقسيم العراق لغاية في انفسهم هي اقذر من نعال المومسات ، ولا يبالون سوى ان تبقى وجوههم في مشهد الفشل ، مقابل كسب الملايين ، ولا يحلمون سوى بجاه رخيص بعد ان قضوا اعمارهم بغير جاه ولا رفعة وليسوا بقادرين سوى النظر الى ما بين ارجلهم وكما قال الشاعر الجواهري ( لم يعرفوا لون السماء …. لفرط ما انحنت الرقاب ) .
ايها العراقي ماذا ستفعل ، وانت تنتظر ان تفعل ، قل كلمتك ، قل ( لا ) للكذابين المنافقين السارقين الفاسدين الحاقدين الفاشلين المزورين العملاء المهربين الانتهازيين ، وقل ( نعم ) لابناء العراق للكفاءات للوطنيين للصادقين المخلصين الذين تعرفهم اكثر من غيرك ، وقل الله على ما نقول شهيد وانت تضع ورقتك في صندوق حياتك.