9 أبريل، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

ماذا دهاكم يا أهل بغداد الأسيرة..؟ , رفع صور الدجال لا يليق بكم وبتاريخكم المجيد أبداً !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ماذا دهاكم يا أهل العراق  .. ويا أهل بغداد الحبيبة ؟. لقد خيبتم آمال وظنون أهل كربلاء الحسين الشهادة والعز , أهل كربلاء الذين يمرغون أنوف الفرس ويقضون مضاجعهم ويتحدون مراجعهم وعملائهم وقنصلياتهم وأوكار فسقهم ورذيلتهم , ونكستم عُقل أهل الموصل الحدباء وأهل الأنبار وميسان وذي قار والبصرة التي مازالت واقفة على خط النار منذ 1980 , وسقيتموا شهداء القادسيتين الأبرار من جديد كأس المنون , على سكوتكم وتواطئكم , وخجلكم من أنفسكم .. فها أنتم يا أبناء بغداد : تزوغون بأبصاركم يميناً وشمالاً , وأصبحتم تتحاشون النظر إلى الأعلى كي لا تصطدم عدسات أعينكم بصور ملالي ودجالي قم وطهران , و فجار أصفهان .. كالخميني المقبور وخامنئي المثبور , وهي تزين وسط عاصمتكم بغداد الرشيد , في تحدٍ وقح لمشاعركم وكبريائكم في عقر داركم , وكأن لسان حالهم يقول لكم بلسانٍ أعجمي فارسي كسروي .. ها نحن يا عمر أبن الخطاب قد عدنا من جديد ..  وها نحن يا سعد بن أبي وقاص قد عدنا … وها نحن يا صدام حسين قد عدنا .

  بغداد أصبحت أسيرة بأغلال وسلاسل الفرس من جديد , وها هو التاريخ يعيد لنا أحفاد أبن العلقمي بحلة جديدة وتحالف سري بات مفضوح ومكشوف !, إلا لمن أعمى الله أبصارهم وبصيرتهم … فبغداد لم تعد بغداد الرشيد بعد أن غاب جيش القادسية الثانية … بل بغداد أصبحت .. بغداد خميني وخامنئي وعلاقمتها الجدد كمالكي وصولاغي وشاهبوري وزندي .

بغداد التي ضلت عصية منذ سقوطها على يد المغول سنة 1258 وحتى 2003 , ها هي تمسي وتصبح كئيبة مكسورة الجناحين والخاطر .. يلفها وشاح الحزن ويسودها الظلام , وتعشعش في أزقتها وأروقتها الجميلة خفافيش الظلام .. ودهالقة وحاخامات المتعة واللطم وتجار الحشيشة والترياق , وتجوب سمائها غربان الشر منذ زمان , ويملئ قلوب أهلها الآلام والأحزان والحرمان , ويعتلي شموخ رؤوس أهلها الأعزة الكرام الذل والهوان , وتساق حرائر وماجدات العراق من جديد لتباع لسماسرة الدعارة والرذيلة الذين نشروا وسنوا قوانين وفتاوى المتعة وتجارة بيع الأبدان , لكي تمتهن كرامة وشرف العراقيات في حانات الخمر والسمر والقمار , ويعتري أجساد أطفالنا النحيلة المرض والعوق والعاهات , بسب الفقر والعوز في بلد النفط والنذور والخمس الذي يتقاسمه الغلمان من أحفاد كورش وساسان مع الصهاينة والأنغلو سكسون الأمريكان , فدنسوا التراب والماء وسمموا حتى نسائم هواء العراق العليل … ونهبوا الحضارة والتاريخ  وسرقوا حتى البسمة من شفاه الإنسان .

أيعقل إلى هذا الحد تمتهن وتداس كرامتكم ؟, أيعقل إلى هذا الحد يستباح وطنكم وتدنس أرضكم , لماذا يصل بكم الأمر إلى هذا الحد من الاستخفاف  بأرواح مئات الآلاف  من الشهداء العراقيين الذين خضبت دمائهم الزكية ارض الآباء والأجداد عندما استبسلوا في الدفاع عن ثراه الطاهر , أيعقل يا عراقيين أن يصل بكم التمادي إلى هذا الحد بحياة ملايين اليتامى والثكالى والأرامل والمعوقين , كيف ولماذا  تسمحون لصورة هذا القاتل الأشر الخميني الدجال الهندي البنغالي الأصل , تملئ صوره شوارع بغداد وساحاتها العامة وباقي المدن العراقية ,  سكوتكم وتقاعسكم وفعلتكم هذه ما سبقكم بها شعب آخر أبداً .

إلا في حالة واحدة وهو أن العراق بات رسمياً  مقاطعة إيرانية ..؟ وضيعة فارسية صفوية ؟. وأصبحت بغداد الرشيد الحديقة الخلفية لملالي ودجالي قم وطهران ؟.

لا نعتب ولا نوجه اللوم لمن يسمون أنفسهم بسياسيي الصدفة , كما يتحدثون هم عن أنفسهم , وكما وصفهم أحد عملاء الاحتلال ورئيس كتلة الأشرار المدعو بهاء الأعرجي , ولكن العتب كل العتب على أبناء شعبنا العراقي عامة وأهالي بغداد بصورة خاصة , كيف سمحوا لأنفسهم أن يمروا مرور الكرام أمام صور خميني وخامنئي مطأطئي الهامات , ولماذا هذا السكوت على هذه الجريمة الأخلاقية البشعة , الجريمة التي ترقى لأبشع الجرائم حسب القوانين والمعاهدات الدولية , وتتنافى مع العادات والأعراف بين جميع الدول , حتى تلك التي خاضت حروباً وصراعات فيما بينها عبر التاريخ .

كيف يمكن لنا أن نمر مرور الكرام ونسكت عندما يتم رفع صور مجرم حرب عاند وأصر على أن تستمر تلك الحرب التي لم يشهد لها التاريخ مثيل , وتسبب هذا الرجل بقتل وتشريد وأسر وإعاقة الملايين من  أبناء الشعبين المسلمين العراقي والإيراني , ولم يستطيع العالم بأسره آنذاك وقفها بكل ما أوتي من وساطات وعلاقات وتدخل شخصيات دولية ومساعي حميدة , بسبب تعنت وإصرار الخميني الذي كان على ما يبدو متعطشاً لسفك دماء الأبرياء من الشعبين المسلمين الإيراني والعراقي على مدى ثمان سنوات , ولولا قدرة وقوة الله وبسالة وصمود أبناء العراق الغيارى والنشامى لما أوقف الخميني تلك الحرب المجنونة إلا باحتلال العراق بالكامل ووضعه تحت الوصاية الإيرانية إلى الأبد , لكنه سرعان ما يئس وخاب وتم دحره واجبر على تجرع كأس السم رغماً عن أنفه وأنف من أتى به للسلطة .

إذن .. فلماذا بتخاذلنا وبسكوتنا الآن على رفع صوره وسط بغداد العروبة نعيد له أو نحقق أطماعه وأحلامه المريضة وهو في دار الآخرة ؟, ولماذا نسكت ونذعن لأتباعه بأن يحققوا ما لم يستطيعوا تحقيقه بالحرب , أن يحققوا أحلامهم وأطماعهم الفارسية الصفوية في ظل الوجود والاحتلال الأمريكي  للعراق .

أليس نحن من دحر جيوش الخميني الجرارة ومنعناها من أن تحتل أصغر قرية أو ميناء عراقي ؟, أليس نحن من جرع بوش وأبن بوش الأرعن كأس السم الثاني وهزمنا مشروعهم الصهيوني في العراق , وأرغمناهم على الهزيمة بعد أن كانوا ينون البقاء في العراق مئة عام كما صرحوا في بداية الاحتلال .
ألسنا قادرين بعد التوكل على الله منذ  الآن على دحر وإفشال المشروع الصفوي الجديد , الذي يستعد للهيمنة المطلقة على العراق بعد أن يُدحر قريباً وإلى الأبد من لبنان وسوريا , أليس رفع صورة قادة إيران السياسيين في هذا الوقت بالذات وسط العاصمة بغداد له مغزاه وأبعاده المدمرة على سيادة ووحدة العراق في المستقبل القريب !؟, وما هذه الأساليب الرخيصة إلا نوع من أنواع سياسة التهجين والترويض والتدجين المذهبي الطائفي والوسخ الذي بدءوا يمارسونه على العراقيين لكي يقبلوا بالأمر الواقع ؟!, وهل هنالك بوادر صفقة جديدة تلوح في الأفق ؟؟؟, وضوء أخضر ثاني جديد من أمريكا والغرب وتركيا لإيران بأن ترفع يدها عن سوريا وتتخلى عن دعم حزب الله وبشار الأسد مقابل الهيمنة المطلقة على العراق كلياً أو جزئياً .. أي من بغداد نزولاً لمناطق الوسط والجنوب ؟!, كرد جميل لإيران على مساعدتها لأمريكا في احتلال كل من العراق وأفغانستان .

معيب ومؤسف جداً .. على عروبة هذه الأمة وتطلعات شعوبها القومية من المحيط إلى الخليج عندما  تقف موقف المهرج والمتفرج وتتواطأ وتسكت أنظمتها الرسمية على جريمتين متتاليتين ارتكبتا بحق العراق العربي , العراق الذي دافع ووقف كالطود عبر التاريخ بوجه جميع الأخطار والتحديات والأطماع التي كانت وما تزال تستهدف أمة العرب .
جريمة الأنظمة العربية الأولى عندما سكتت على الحصار الذي أهلك الحرث والنسل , وسهل وساعد على الاجتياح الأمريكي عام 2003 .
والجريمة الثانية عندما تخاذل وتغاضى وسكت النظام العربي الرسمي  على أكبر وأبشع جريمة بعد جريمة الاجتياح حينما أقدمت أمريكا على تسليم العراق على طبق من ذهب لإيران , وهذا بحد ذاته أكبر نصر إيراني حققته بدهاء فارسي صفوي منقطع النظير , وبجهد وجهود وقوة غيرها على أمة العرب والإسلام , فتحقق لها هذا الحلم وهذا النصر بعد أن عجزت على مدى ثمان سنين من تحقيقه , عندما أشعلت حرباً ضروساً تحت اسم ويافطة تصدير ثورة التخلف والدجل والقتل والخراب والدمار الذي مازلنا ندفع ضريبته المدمرة حتى الآن .

ختاماً نقول : لماذا وإلى متى هذا السكوت والهوان ؟, يا رجال هذا الزمان ؟, وهل مازلتم تنتظرون صاحب الأمر والزمان ؟, أم أصابكم الوهن والخذلان وأعمى أبصاركم لون الدولار فأنساكم الدفاع عن الأرض والعرض والأوطان , وإذا قلتم  كلا وألف كلا .. نحن لها , فسؤالي لكم هو: متى إذن ستنتفضون وتثورون وتزمجرون وترعدون , لتدكوا مواخير الفرس والأمريكان على كل شبر وفي كل مكان … ولتعلونها صرخة مدوية .. الله أكبر فوق كيد المعتدي .. الله للمظلوم خير مؤيدي .. وحيا على الجهاد .. حيا على خير العمل .. ومتى ستصدح الحناجر وتزحف الجموع .. لتقولوا لحبيبتكم .. (( جيناك … جيناك .. يا بغداد .. وتضلي ديمن فوك .. منصورة يا بغداد .. ونشوفج  بعز دوم .. منصورة .. منصورة يا بغداد )) .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب