23 ديسمبر، 2024 4:49 م

ماذا حدث لشراكة الأقوياء

ماذا حدث لشراكة الأقوياء

لم يعد يخفى على أحد الصراع الداخلي الذي يعيشه التحالف الوطني الشيعي فيما بينه والذي بات ينقسم بين المؤيدين لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي وبين الداعمين لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وأهمهم التيار الصدري والمجلس الأعلى .وهذا بات واضح حتى في التهديدات بين مليشيا حزب الله وبين المجلس الأعلى وبات واضح ايظا في خطاب الميليشيات الموالية لايران وأهمها سرايا الخرساني التي أعلنت أنها لا تعترف بالحدود بين العراق وايران وهذا ايظا ما يعلنه تنظيم داعش الذي لايعترف بالحدود ايظا وهو موقف يضع قادة الشيعة السياسيين في موقف حرج وعلى رأسهم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي . وحتى عقائديا هنالك صراع داخل الطائفة الشيعية بين المؤيدين لحوزة النجف وبين المؤيدين لحوزة قم و ولاية الفقيه وبين التيار العروبي الاسلامي الشيعي المتمثل بالسيد الحسني الصرخي الذي هو على خلاف مع الطرفين .
ولم يعد يخفى على أحد الصراع الواضح بين تحالف القوى الوطنية السني.فعائلة الكربولي التي ترأس قائمة الحل تغرد بجهة وصالح المطلك الذي يرأس جبهة الحوار يغرد بجهة أخرى والأخوان النجيفي اللذان يرأسان قائمة متحدون مع رافع العيساوي ومن معهم يسعون الى أقليم سني بدعم أمريكي ومعارضة الخارج تسعى الى تغير شامل للعملية السياسية وأياد علاوي من ضمن هذا التحالف لكن لايؤمن به ولايعمل بمقرراته . وحتى عقائديا هنالك صراع داخل الطائفة السنية والبعض يدعوا الى الغاء كتب أبن التيمية والألباني وهذا جاء على لسان الشيخ شعلان الكريم وطبق في أقليم كردستان .
وحتى الأكراد هنالك أختلاف فيما بينهم حول وقت الأنفصال الذي ترغب به جهة معينة وحول تشبث عائلة البارزاني برئاسة أقليم كردستان والثروة الكبيرة التي جمعتها وحول صمت القيادات الكردية عن ما يجري في أقليم مهاباد الكردي في ايران بعد أندلاع التظاهرات فيه ويتم قمعها بأبشع الطرق

أنتهت شراكة الأقوياء لأنها لم تتكون عبر توافقات سياسية حقيقية وأنما تكونت بسبب الضغط الأمريكي الايراني الذي أجبر البعض على الأنسحاب وأجبر البعض الأخر على الأتفاق .
أنتهت شراكة الأقوياء لأنها لم تبنى على أساس سليمة وأنما بنيت على على أساس حكم الأغلبية التي تدعوا الى أقصاء وتهميش الأخر وعلى المكاسب الشخصية لدرجة أن الحكومة والبرلمان عجزا عن أقالة أمين بغداد نعيم عبعوب ولنفس السبب لم تنفذ بنود ورقة الأتفاق السياسي التي كانت أساس شراكة الأقوياء

قلتها سابقاً وأكررها الان مادام المالكي وتوابعه يملك الأغلبية في مجلس النواب والذي حصلوا عليها بالتزوير وتضليل الناس فلن يتمكن أحد من العمل في هذه الحكومة الحالية ولن تطبق ورقة الأتفاق السياسي .
ولكي تحل هذه المشكلة يجب السماح لقوات دولية بدخول العراق وتحرير الأراضي الذي يسيطر عليها تنظيم داعش ثم أجراء أنتخابات مبكرة برقابة دولية وأنا على يقين بأنها سوف تغير الكثير من هذه الوجوه وتفرز واقع سياسي جديد تستطيع المنطقة والعالم التعامل معه ويتوافق مع التغير الذي يشهده الأقليم العربي .