كثرت الاحاديث والتحليلات حول ما حدث في الاعظمية ، ولكن قبل ان اروي ما شهدته بعيني وما سجلته كاميرتي ، يجب ان اوضح بعض الامور التي سبقت الحادثة بايام وقبل غلق الطرق.
الامر الاول ، النازحين، حيث تم ملاحظة اعداد غفيرة من النازحين في بغداد عموما ، وفي الكرخ والاعظمية خصوصا، والغريب ان هؤلاء النازحين يمتلكون اموالا طائلة ، حيث بلغ سعر ايجار مشتمل (100) متر في الداوودي او المنصور الى اكثر من 2 مليون دينار شهريا، يا اخي اذهب الى اربيل او السيلمانية او حتى تركيا فالايجار الذي تدفعه لقاء مشتمل 100 متر تستطيع ان تؤجر به فيلا في تركيا.
الامر الثاني، ومن خلال بعض المصادر الموجودة حاليا في الرمادي، ان هذه المصادر ( وهي عشائرية وعسكرية) تؤكد على عدم وجود تهديد فعلي، فلماذا هذه (الهجرة) الى بغداد ، هل هو لتغيير طبيعتها السكانية مقدمة للاحصاء حول الاغلبية السكانية…..؟
تركز النازحين في مناطق حيوية في بغداد ، وفي مناطق حزام بغداد، الدورة ، السيدية، العامرية، سبع البور، التاجي، النهروان، سلمان باك، الزعفرانية، الاعظمية، العامرية، حي الجامعة ، الخضراء، بغداد الجديدة…….الخ.
لوحظ في طبيعة النازحين القادمين من الانبار امرين مثيران للاستغراب، الامر الاول القدرة الشرائية الفاحشة، الثراء الكبير، والامر الاخر كثرة الرجال ، يا اخي لماذا لا تدافع عن بيتك واملاكك، هل تنتظر ابن البصرة او العمارة لكي يأتي ويدافع عنك، اين هي تجمعاتك في خيم الاعتصام والاسلحة التي كنت تهدد بها….؟
نأتي الان الى ما قبل الزيارة ، في يوم الاربعاء اغلقت القوات العراقية الامنية جميع الطرق وابقت على طريق واحد يمر بالقرب من الوقف السني، وهذا امر غريب، كل عام توجد عدة طرق لكي تستوعب الزخم البشري وفي وقت الذروة ، لكن يوم الاربعاء ومنذ الصباح، تم غلق جميع الطرق….حتى طريق جسر الائمة والصرافية…واجبار الحشود المليونية على سلوك طريق الجسر المار بالقرب من الوقف السني….لماذا؟
وفي تمام الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل ، وفي الشارع المؤدي من ظهر كلية التربية ابن الهيثم الى الجسر وتحديدا قرب القصر ، كانت هناك رشقات من الحجارة ترمى على المارين ، وحتى (نعل) وطبيعي كانت ردة الفعل تبادل الرشقات بين الطرفين، وعندها وهذا امر موثق ، ظهرت فوهات البي كي سي من على شرفات هيئة الاستثمار التابعة للوقف السني وبدات تطلق الرصاص على السائرين.
وخلال ثواني بدات المنازل الخلفية المحيطة والمطلة على الوقف ومن كافة الجهات تطلق الرصاص ، ماذا يفعل السائرين …. الجيش والشرطة اختفت بلمح البصر….ماذا تطون ردة الفعل …يا من تطلقون الاتهامات الباطلة على السائرين المعزين … لماذا لا تقولوا الحقيقية … تقولون مندسين …الذي يدافع عن نفسه اصبح مندس….وبهذا الحالة اضطرت الحشود الى الرد ….
الاجدر بمن يقول على السائرين العزل بانهم مندسين ومثيري فتنة ان ينظر الى الحقيقية بشكل عادل ….