يعيش العراق اليوم واحدة من اخطر مراحل الفوضى على الاطلاق على مدى تاريخه ، وهذه الفوضى التي لايمكن ان ينطبق عليها مصطلح ( فوضى سياسية ) في كل الاحوال لانها لاتمت الى السياسة بصله ، لا بالبرامج ، ولا بالادوات ، انما يمكن ان نسميها ( فوضى تخريبية ) ، كشفت المستوى الذي وصلت اليه البلاد من الانحطاط في كل المجالات المؤسساتية ، والاقتصادية ، والسياسية ، والقيمية ، والاجتماعية ، والانسانية . في عصر تقفز فيه الانسانية الى مستويات خيالية خارقة من التقدم في ذات المجالات التي تراجع ويتراجع العراق فيها وبنفس قوة التقدم الانساني العالمي الى الخلف .. الىعصور الظلام والجهل بقفزات مخيفة ومحبطة ، لم يشهد لها العراق مثيلاً حتى في العصور المظلمة التي مرت به ..!!
اين يكمن الخطر المرعب …؟؟
هل يكمن في موت الصناعة العراقية التي وصلت الى افاق متقدمة خصوصاً في عقد الثمانينات من القرن المنصرم ، وصارت مرغوبة في السوق العالمية ؟
لقد حصلت في العراق طفرات صناعية كبيرة وواعدة من خلال الكفاءات العراقية في الكادر الهندسي ، والكادرالفني المتقدم فحصل الاتي :
– مصانع استرايجية كبرى
• الحديد والصلب
• البتروكيماويات
• صناعة الزجاج
• صناعة السيارات
• صناعة الدراجات الهوائية
• صناعة البطاريات
• صناعة المصابيح ومعدات الانارة
• صناعة الادوية والمستحضرت الطبية
• صناعة الزيوت الحوانية والنباتية
• صناعة الاقمشة الصوفية والقطنية
• صناعات النسيج
• صناعة البطانيات
• صناعة الملابس
• صناعة مستلزمات التمريض والتخدير الطبي
– الصناعات الكهرباية
• صناعة التلفزيون
• صناعت الراديوا
• صناعة الكومبيوتر
• صناعة الثلاجة والمجمدة
• صناعة المكيف
• صناعة المراوح السقفية
• صناعة المكواة الكهربائية
• صناعة الفرن الكهربائي
• صناعة الغسالة الكهربائية
• صناعة ميزانية قياس الصرف الكهربائي
• صناعات اخرى لايحضرني تذكرها …
اين ذهبت هذه المنشآت الكبرى بمواقعها وكوادرها العلمية ؟
لماذا تهدمت وضاتعت كوادرها فضاع ارث صناعي عظيم للدولة العراقية .. ؟؟!
من هدمها واستهدف علمائها وهم ملك الدولة وليسوا ملك لاحد ؟
ولماذا .. ؟
واذا اراد الشعب ان يحساب على هذا الضياع ، يحاسب من ..؟؟!!
اما موت الزراعة في وادي الرافدين الخصبة بعد ان كان العراق يكتفي ويصدر الفائض ، فقد كانت المشاريع الزراعية ومشاريع البحوث والتطوير الزراعي منتشرة في كل ارجاء العراق ومنها :
• مشاريع تربية الدواجن الاسترلتيجية
• مفاقس افراخ استراتيجية متطورة
• مشاريع تربية العجول والابقار متطورة
• مزارع استراتيجية كبرى
• دعم كبير للفلاح والمزارع
• المنتجات الزراعية الاستراتيجية كالحنطة والشعير والذرة متطورة ومدعومة حكومياً
• صناعة التركترات الزراعية
• شق الانهر والترع وايصال الماء لسقي الاراضي
• مشاريع الري بالتنقيط صناعة وتنفيذ
• الطيران الزراعي المتطور
• مؤسسات البحث العلمي الزراعي المتطورة
• مصانع غذائية عديدة
• مجازر صناعية متطورة
• قطاع خاص زراعي بمزارع كبرى عديدة
• واخري لانتذكها لكثرتها
– وفي الامن الغذائي فقد كان الاتي :
• الدولة توفر الغذاء للمواطن من خلال البطاقة التموينية بما يؤمن وفرة سنة قادمة في مخازنها ، ومخازنها المبردة
• البطاقة التمونية تتجاوز الـ عشرة مواد ويجري تامينها شهريا للمواطن ، واحيانا تصل الى المواطن مرتين في الشهر الواحد مما جعل العراق رائداً في نظام البطاقة التموينية على مستوع العالم بشهادة منظمة الغذاء العالمي .
• اكثر من 250 مطحنة واغلبها متطورة تعمل على مدى 24 ساعة وبلا توقف لتامين رغيف الخبز للشعب .
– وفي الطرق والجسور
شقت الدولة شبكة واسعة من الطرق الدولية السريعة المتكاملة والمتطورة التي امتدت على مساحة العراق حين لم تكن مثلها في المنطقة ، وشيدت الدولة شبكة من الجسور في بغداد والمحافظات لتتلائم مع شبكة الطرق السريعه وحجم زيادة السكان
– وفي التعليم والتعليم العالي :
• التعليم الالزامي الذي يلزم العوائل بالحاق ابنائهم بالمدرسة منذ بلوغهم سن السادسة
• المناهج الدراسية الرصينة
• الكوادر التعليمية الكفوءة
– في التعليم العالي /
• كانت الجامعات العراق من ارقى الجامعات في المنطقة والعالم وشهادتها معترف بها فوراً وتشهد بذلك منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية الاخرى
• خريجوا الجامعات يضمنون تعيينها وفق قانون التعيين المركزي
• للشهادة قيمة عليا في المجتمع والدولة
• مؤسسات البحث العلمي في الجامعات العراقية رصينة ومعترف بها على مستوى العالم ومعتمدة من قبل الدولة العراقية
طبعاً لم اتحدث عن مصانع ومعامل القطاع الخاص الذي كان العراق يتمتع من خلاله بالاكتفاء شبه الذاتي ، وهي بالمئات ، وجميعا اندثرت ولم تعد صالحة للعمل .
هذا غيض من فيض انجازات الدولة الدولة العراقية على مدى تاريخ الحكومات التي تعاقبت على العراق الحديث ، وقد تهدمت ، واندثرت ، وماتت في ( العراق الجديد ).
وسأتوقف عند هذا الحد الذي يشير الى وجود دولة عراقية بمعناها الكامل والمتكامل ، ولكي لا ينزعج احدهم من ذكر هذه الوقائع ، ولا يملك امكانية نفيها من المتخلفين والجهلة ، فيلصق بي تلك التهمة القذرة والجاهلة والمتخلفة الجاهزة التي تقول ( هذا يتكلم بنفس بعثي صدامي …..!!!!) ، ومن جهلهم المدقع يتصورون ان هذه تهمة ، ولا يدرون انهم يكرمون البعثي ، ويكرمون الصدامي حينما ينسبون له تلك ارلانجازات ، ولا يعرفون انها الدولة .. نعم الدولة العراقية العريقة بمؤسساتها الطويلة والعريضة هي صاحبة الانجاز اولاً واخيراً ، وليس صدام ، وليس البعث .
وانا في هذا لم اظلم ( العراق الجديد ) وساذكر انجازاته كما هي :
– موت دائم
– حياة متوقفة
– تقسيم للوطن
– تجزئة للشعب
– طائفية جاهلة وقذرة
– جهل سياسي
– جهل حكومي خطير
– سرقة ونهب لثروات البلاد
– فساد اداري ومالي خطير جداً
– تهديم متواصل للبنى التحتية التي ورثناها من الحكومات السابقة على امتداد عمرها الزمني
– فوضى عارمة في التخطيط والتنفيذ في كل مؤسسات الدولة المنهارة .
هل هذا تجني ..؟؟
هل انا مخطيء ؟؟ ارجوكم صححوا لي خطأي .
وبالتالي اسألكم جميعاً :
هل وجدتم وعلى مدى اثتا عشر سنة مرت من الضيم والقهر والالم ، شخصية سياسية واحدة تصلح ان نطلق عليها ( رجل دولة ) اذا وجدتم فاعطوني مواصفاته وفقاً لمقاييس رجل الدولة في العالم