عندما تمکن النظام الايراني ومن خلال طرقه وأساليبه الملتوية والمخادعة والتي أصبح العالم کله على معرفة وإطلاع بها من إبرام صفقة مشبوهة مع إدارة الرئيس الامريکي الاسبق، جون کلينتون وإدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الارهاب والتطبيل والتزمير لذلك، لکن ومع ذلك لم يتمکن هذا النظام من إثبات حقيقة مزاعمه الباطلة والکاذبة جملة وتفصيلا، ذلك إنه أراد تحريف وتشويه النضال الذي خاضته المنظمة من أجل حرية الشعب الايراني وإنهاء النظام الديکتاتوري القمعي القائم وجعله يبدو نشاطا إرهابيا ولکن وعلى مر 15 عاما من السعي المتواصل عبر المحاکم الامريکية والاوربية إستطاعت مجاهدي خلق أن تثبت بأن نضالها کان من أجل حرية الشعب الايراني وضد نظام إستبدادي معادي للقيم الانسانية، وإستطاعت في النتيجة الخروج ظافرة من ذلك المخطط الخبيث لهذا النظام، ولکن ولأن”للباطل جولة وللحق دولة”، فقد جاء اليوم الذي نشهد فيه إدراج جهاز الحرس الثوري برمته ضمن قائمة الارهاب وإدراج ذيول وأذرع النظام في المنطقة ضمن تلك القائمة أيضا وليس هذا فحسب بل وإن العالم کله قد شهد وفي صباح يوم الأربعاء، 15 تموز الجاري، بدأ وقائع محاکمة أسد الله أسدي في محكمة أنتويرب ببلجيکا، وهو کان السکرتير الثالث لسفارة النظام الايراني في النمسا، والذي كان يدير وينفذ عملية التفجير الإرهابي في المؤتمر العام للإيرانيين في 30 يونيو/حزيران 2018 في فيلبينت بباريس، ومع أسدي هذا تتم محاكمة ثلاثة آخرين من شركائه الذين تورطوا في هذا النشاط الارهابي وهم أمير سعدوني، نسيمة نعامي ومهرداد عارفاني.
ومع الاخذ بنظر الاعتبار إنها المرة الاولى التي تتم فيها محاکمة دبلوماسي إيراني في أوروبا لتورطه المباشر في الإرهاب. فمن المفيد جدا هنا ذکر معلومة مهمة أخرى لها علاقة قوية جدا بموضوعا، وهي إن النظام وبعد قيامه بسلسلة من النشاطات الارهابية خلال العقدين الثامن والتاسع من الالفية الماضية ضد رموز المعارضة الايرانية عموما والمقاومة الايرانية في أوربا خصوصا، فقد إتفق الاتحاد الاوربي مع النظام الايراني مقابل عدم إتخاذه أية إجراءات ضد هذا النظام بأن يتعهد بعدم القيام بأية نشاطات إرهابية مستقبلا في أوربا، وهو الامر الذي إلتزم به النظام حتى عام 2018، إذ لم يقم بأي نشاط إرهابي يشارك به بصورة مباشرة إلتزاما بهذا التعهد وظل يقوم بذلك عن طريق عملائه، لکنه وفي عام 2018، طفح به الکيل من نشاطات المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق ولاسيما التجمع السنوي الذي صار أشبه بکابوس بالنسبة لهذا النظام ولذلك فقد قام بالاعداد لتلك العملية الارهابية غير العادية بقيادة دبلوماسي بدرجة سکرتير ثالث لسفارته في النمسا وإشراك عناصر إيرانية أخرى تابعة لوزارة مخابراته وليس عملائه من أذرعه في العراق ولبنان وغيرهما، ولکن يبدو إن الاقدار کانت بالمرصاد للنظام ولمسعاه الارهابي الاجرامي الذي کان يستهدف أکثر من 100 ألف من المشارکين في التجمع السنوي للمقاومة الايراني في باريس عام 2018، ولذلك فقد إنکشف النظام الارهابي على حقيقته البشعة أمام العالم کله وتبين معدنه الردئ الذي طالما حاول إخفائه عن العالم، ولکن هنا يجدر بنا الانتباه أيضا الى إنه وعلى مدى العامين الماضيين، لم يبخل النظام الايراني عن أي جهد من أجل منع محاكمة أسدي وإطلاق سراحه، إذ قام بإجراءات مثل الضغوط الدبلوماسية، والوعود الاقتصادية، وأخذ الرهائن من الرعايا الأوروبيين، والتهديد بالإرهاب، والتي لم تؤت أي منها نتيجة، وتحولت هذه المحاولات في النهاية کما يبدو إلى هزيمة مضاعفة للنظام.
محاکمة أسدالله أسدي، ليست محاکمة إرهابي إعتيادي، بل إنها محاکمة نظام برمته، نظام طالما سعى لخداع العالم تحت أغطية مختلفة وعمل على مواصلة نشاطاته الارهابية الاجرامية لکنه وفي النتيجة وقع في شر أعماله والذي يفضح النظام ويدينه أکثر ويجعله حتى من دون ورقة التوت، إن هذه المحاکمة تجري تزامنا مع التجمع السنوي للمقاومة الايراني في 17 تموز2020، وفي ذلك عبرة وصفعة لکل من صفق وهلل وروج ودافع عن هذا النظام!