17 نوفمبر، 2024 1:47 م
Search
Close this search box.

ماذا تعني اللغة العربية للطفل في بلاد الغربة !!؟

ماذا تعني اللغة العربية للطفل في بلاد الغربة !!؟

تعتبر اللغة العربية هي الأكثر انتشارا في العالم ، ويتحدث بها اكثر من (  500 ) مليون إنسانا موزعين على الوطن العربي ، اضافة الى المناطق القريبة مثل تركيا والاحواز وتشاد والسنغال وارتيريا وغيرها من البلدان الاخرى ، وان اللغة العربية يتكلمها بشكل خاص المسلمونالمنتشرون في بقاع العالم وتعتبر ( لغة القرآن ) حيث نزل القرآن عربيا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أصبحت اللغة العربية هي لغة السياسة والأدب والخطابة والتأريخ والقصص والشعر والفنون ، كما تعتبر اللغة الرسمية لجميع العرب والمسلمين في بقاع المعمورة .

ان اللغة العربية هي أقدم لغة عرفها التأريخ وتمتد الى الآف السنين وهي أم الحضارات انها لغة إبائنا وأجدادنا وستظل في انعاق جيلنا الشبابي الحالي واطفال المستقبل ، ويتطلب من الجميع ترسيخ المعاني السامية للحروف والكلمات العربية في اطفالنا ، والمثل يقول ( العلم في الصغر كلنقش على الحجر ) وايضا العمل على إنعاش وتطويرهذه اللغة التي هي مصدر قوتنا ، والتركيز على ثبات وبقاء الكلمات العربية في عقلية وذهن الطفل والطالب حتى ان يكبر ويترعرع ، وتتكون لديه الشخصية الملائمة ، و حينما يكون للطفل اساسا قويا في حفظ وتعلم الكلمات العربية ، ستكون اللغات الاخرى بسيطة الفهم ويمكن التغلب والسيطرة عليها بكل سهولة ويسر .

أستوقفتني خلال الايام الماضية احتفالية جميلة وممتعة في مركز الحرف العربي بمنطقة ( همر كولن ) في مدينة غوتنبيرغ السويدية ، فكانت بحق احتفالية تضامن وتأييد لشعبنا الفلسطيني ، ووقفة حب واجلال واحترام للشهداء والجرحى في مدينة غزة البطلة ، وايضا استنكار وشجب للمعارك الطاحنة التي يقودها العدو الصهيوني الغاشم على مناطق مختلفة من فلسطين الحبيبة  ، وقد قدم بعض الطلبة العديد من الاناشيد الوطنية والقصائد الشعرية والمسرحيات المعبرة والمساندة للقضية الفلسطينية والشيء المفرح ان جميع الطلبة قدم هذه الفعاليات بلغة الام ( اللغة العربية ) الفصحى والتي نالت استحسان جميع العوائل العربية التي تواجدت في قاعة الاحتفال بشكل كبير ومكثف وقد ( غصت ) القاعة بالحضور، والاستجابة من قبل الاطفال والعوائل العربية في مدينة غوتنبيرغ السويدية لهذه الدعوة التربوية والانسانية .

من جانب اخر كانت هناك مشاركات اخرى من قبل بعض الطلبة من العراق وسوريا ولبنان واليمن اضافة الى فلسطين ، من خلال تقديم الفعاليات المختلفة التي جسدها هؤلاء الاطفال بلغة عربية سليمة وبنطق واضح ومؤثر ، ومن ضمن الفعاليات الجميلة التي نالت اعجاب الحاضرين قصيدة ( بغداد ) للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري والتي مطلعها (يا نسمة الريح من بين الرياحين ، حيي الرصافة عني ثم حييني ، لا تعبقي ابدا الا معطرة ، ريانة بشذى ورد ونسرين ، ولي الى الكرخ من غربيها طرب ، يكاد من هزة للكرخ يرميني ، والله لو لا ربوع قد الفت بها ، عيش الاليفين ارجوها وترجوني ) قدمتها الطالبة العراقية  ( ديما سيف سمير ) بأداء مختلف والقاء جميل ورائع ، مع تقديم الحركات المعبرة ، التي انتهت بالتصفيق الحار والهلاهل العراقية الجميلة والتشجيع المنقطع النظير .

تأتي كل هذه المبادرات الجميلة لهؤلاء الطلبة وتشجيعهم على تعلم لغة الام ( اللغة العربية ) في بلاد الغربة ، من خلال الاستاذه والمعلمين الذين لهم الدور الكبير في توعية وتعليم وتدريب الاطفال واصرارهم على تعلم هذه اللغة الجميلة والحفاظ على ديمومتها ، واخص بالذكر الاستاذ امير رمضان مدير مركز الحرف العربي الذي له الدور الكبير في نجاح الحفل ، وكذلك الست شيماء علي عودة التي شاركت في تدريب الطلبة وايضا كانت عريفة حفل ناجحة في تقديم كافة فقرات الحفل ،  ولا ننسى الجهود الكبيرة للست خلود بدوي … وقد تخللت الاحتفالية تقديم بعض الاسئلة العامة والحياتية للعوائل المشاركة وكانت المنافسة شديدة بين العوائل للاجابة على الاسئلة ، وقد انتهت بتقديم الجوائز على الفائزين ، وفي ختام الاحتفالية وزعت الهيئة التدريسية المشرفة على هذه الاحتفالية الهدايا على جميع الطلبة المشاركين تقديرا وتشجيعا على مبادرتهم ومشاركتهم لمثل هكذا احتفالية تربوية ، من اجل احياء واستمرار نهج تعليم اللغة العربية للاطفال في بلاد الغربة .

أحدث المقالات