18 ديسمبر، 2024 6:56 م

ماذا تعني اللغة العربية للطفل في بلاد الغربة !!؟

ماذا تعني اللغة العربية للطفل في بلاد الغربة !!؟

تعتبر اللغة العربية هي الأكثر انتشارا في العالم ، ويتحدث بها اكثر من (  500 ) مليون إنسانا موزعين على الوطن العربي ، اضافة الى المناطق القريبة مثل تركيا والاحواز وتشاد والسنغال وارتيريا وغيرها من البلدان الاخرى ، وان اللغة العربية يتكلمها بشكل خاص المسلمونالمنتشرون في بقاع العالم وتعتبر ( لغة القرآن ) حيث نزل القرآن عربيا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أصبحت اللغة العربية هي لغة السياسة والأدب والخطابة والتأريخ والقصص والشعر والفنون ، كما تعتبر اللغة الرسمية لجميع العرب والمسلمين في بقاع المعمورة .

ان اللغة العربية هي أقدم لغة عرفها التأريخ وتمتد الى الآف السنين وهي أم الحضارات انها لغة إبائنا وأجدادنا وستظل في انعاق جيلنا الشبابي الحالي واطفال المستقبل ، ويتطلب من الجميع ترسيخ المعاني السامية للحروف والكلمات العربية في اطفالنا ، والمثل يقول ( العلم في الصغر كلنقش على الحجر ) وايضا العمل على إنعاش وتطويرهذه اللغة التي هي مصدر قوتنا ، والتركيز على ثبات وبقاء الكلمات العربية في عقلية وذهن الطفل والطالب حتى ان يكبر ويترعرع ، وتتكون لديه الشخصية الملائمة ، و حينما يكون للطفل اساسا قويا في حفظ وتعلم الكلمات العربية ، ستكون اللغات الاخرى بسيطة الفهم ويمكن التغلب والسيطرة عليها بكل سهولة ويسر .

أستوقفتني خلال الايام الماضية احتفالية جميلة وممتعة في مركز الحرف العربي بمنطقة ( همر كولن ) في مدينة غوتنبيرغ السويدية ، فكانت بحق احتفالية تضامن وتأييد لشعبنا الفلسطيني ، ووقفة حب واجلال واحترام للشهداء والجرحى في مدينة غزة البطلة ، وايضا استنكار وشجب للمعارك الطاحنة التي يقودها العدو الصهيوني الغاشم على مناطق مختلفة من فلسطين الحبيبة  ، وقد قدم بعض الطلبة العديد من الاناشيد الوطنية والقصائد الشعرية والمسرحيات المعبرة والمساندة للقضية الفلسطينية والشيء المفرح ان جميع الطلبة قدم هذه الفعاليات بلغة الام ( اللغة العربية ) الفصحى والتي نالت استحسان جميع العوائل العربية التي تواجدت في قاعة الاحتفال بشكل كبير ومكثف وقد ( غصت ) القاعة بالحضور، والاستجابة من قبل الاطفال والعوائل العربية في مدينة غوتنبيرغ السويدية لهذه الدعوة التربوية والانسانية .

من جانب اخر كانت هناك مشاركات اخرى من قبل بعض الطلبة من العراق وسوريا ولبنان واليمن اضافة الى فلسطين ، من خلال تقديم الفعاليات المختلفة التي جسدها هؤلاء الاطفال بلغة عربية سليمة وبنطق واضح ومؤثر ، ومن ضمن الفعاليات الجميلة التي نالت اعجاب الحاضرين قصيدة ( بغداد ) للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري والتي مطلعها (يا نسمة الريح من بين الرياحين ، حيي الرصافة عني ثم حييني ، لا تعبقي ابدا الا معطرة ، ريانة بشذى ورد ونسرين ، ولي الى الكرخ من غربيها طرب ، يكاد من هزة للكرخ يرميني ، والله لو لا ربوع قد الفت بها ، عيش الاليفين ارجوها وترجوني ) قدمتها الطالبة العراقية  ( ديما سيف سمير ) بأداء مختلف والقاء جميل ورائع ، مع تقديم الحركات المعبرة ، التي انتهت بالتصفيق الحار والهلاهل العراقية الجميلة والتشجيع المنقطع النظير .

تأتي كل هذه المبادرات الجميلة لهؤلاء الطلبة وتشجيعهم على تعلم لغة الام ( اللغة العربية ) في بلاد الغربة ، من خلال الاستاذه والمعلمين الذين لهم الدور الكبير في توعية وتعليم وتدريب الاطفال واصرارهم على تعلم هذه اللغة الجميلة والحفاظ على ديمومتها ، واخص بالذكر الاستاذ امير رمضان مدير مركز الحرف العربي الذي له الدور الكبير في نجاح الحفل ، وكذلك الست شيماء علي عودة التي شاركت في تدريب الطلبة وايضا كانت عريفة حفل ناجحة في تقديم كافة فقرات الحفل ،  ولا ننسى الجهود الكبيرة للست خلود بدوي … وقد تخللت الاحتفالية تقديم بعض الاسئلة العامة والحياتية للعوائل المشاركة وكانت المنافسة شديدة بين العوائل للاجابة على الاسئلة ، وقد انتهت بتقديم الجوائز على الفائزين ، وفي ختام الاحتفالية وزعت الهيئة التدريسية المشرفة على هذه الاحتفالية الهدايا على جميع الطلبة المشاركين تقديرا وتشجيعا على مبادرتهم ومشاركتهم لمثل هكذا احتفالية تربوية ، من اجل احياء واستمرار نهج تعليم اللغة العربية للاطفال في بلاد الغربة .