23 ديسمبر، 2024 4:13 م

ماذا تريد صحيفة عكاظ ؟ ومن هو عمار الحكيم ..

ماذا تريد صحيفة عكاظ ؟ ومن هو عمار الحكيم ..

الصهريج والأسلحة واتهام صحيفة عكاظ السعودية لشخص السيد عمار الحكيم دون غيره له مدلولات سياسية وحسابات مدروسة !! شخصيآ لا أتفق مع المروجين لفكرة ( خطأ اعلامي … سقط سهوآ … لايمثل الرأي الرسمي ! ) وبدورنا لانريد تصعيد الامور وتأزيم المواقف لأننا نؤمن بالحلول العقلانية والكلمة الطيبة التي هي  جزء من تراثنا وعقيدتنا ….. وحسن ما فعل السيد عمار حين كذب الخبر جملة وتفصيلآ وترفع بسموه في الرد على هذه الترهات ، ولكن من الضروري معرفة وقراءة هذه التهم وأسبابها .

لقد أرادت صحيفة عكاظ ومن يقف خلفها تسويق اتهامات خبيثة لا تستند الى دليل أو منطق لأسباب معروفة وبائسة نذكر منها :

أولآ : لقد عجز النظام السعودي ولأسباب طائفية بحتة في التفاهم مع أبناء المنطقة الشرقية الثائرين على الظلم والاستبداد  والمطالبين بأبسط حقوقهم في العدل والمساواة وبعد الاعتقالات المنظمة لقيادات هذا الحراك الشعبي وعجز النظام في التصدي له ! أرادها ان تأخذ منحآ طائفيآ آخر في ربط هذه الاحتجاجات بالتمويل الخارجي والعمالة الاجنبية  ليتسنى له ضرب هذه الاحتجاجات بقسوة خاصة وانه يمتلك مبرر لذلك حسب زعمه …..!!!!.

ثانيآ : ان الموقف الأخير لسماحة السيد عمار الحكيم  في تبنيه للأغلبية السياسية  كحل سياسي في طريقة ادارة المرحلة القادمة للحكم بعد ان عجزت كل الحلول الأخرى ، قد أغاظ  قوى اقليمية  وعلى رأسها المملكة العربية السعودية .

ثالثآ : كلما كان التقارب بين الأطراف السياسية في العراق ايجابيآ  تزداد الضغوط السياسية الخارجية لبث الفرقة والفتنة وثنيهم عن هذا التقارب …

رابعآ : موقف المجلس الأعلى المشرف في تصديه لظاهرة بيع السلاح في المناطق الجنوبية والوسطى وكشفه خطورة ذلك والمساهمة في تبيان هذا الأمر الخطير للمرجعية واستصدار فتاوى التحريم جعله في مواجهة الأخطار والدسائس …

لقد ذكرني هذا الموقف الحكيم بمواقف حكيمية سابقة أضافت بعدآ آخر من الحنكة والعقلانية .

فقد أبتليت هذه العائلة الكريمة بشتى أنواع العذاب والاتهامات الزائفة وعلى مر العصور !! فمنذ اتهام المرجع الأكبر السيد محسن الحكيم ( قدس سره) الى الشهيد الغالي السيد مهدي الحكيم تتوالى الاتهامات على الأعمام والأبناء ، وتم تعليق عشرات الأبرياء على المشانق ظلمآ  و عدوانآ حتى أصبحت العائلة رمزآ للتضحية والجهاد ، ولم تكتفي أيادي الغدر في النيل من هذه الاسرة المحمدية الكريمة ولم يهدئ لها بال الا بقتل محمد ذو النفس الزكية ( شهيد المحراب ) أية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه . وقد أخطأ من ظن بقتله لشهيد المحراب اسكات للاصوات الحكيمية الباقية !! امتدت الرسالة وجاء الدور على العزيز من آل الحكيم وفاق كل التصورات وضرب لنا أمثالآ في الحكمة والايثار وأصبح قبلة للتوافقات وحلال للمشاكل بشهادة كبار السياسين وعلى رأسهم السيد رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي .. لقد ترك عزيز العراق ارث عظيم .. وخلف صالح.. لايعرف  الكلل و الملل ، جمع من الصفات والخبرات ما عجز عنها الآخرون على الرغم من صغر سنه !! ( عمار الحكيم ) أرادوا اسقاطه وهو يلملم جراحه ! بسرعة عجيبة توالت الاحداث الجسام ، استشهد القائد والمعلم الملهم أبا صادق الحكيم ثم فقد الاب الرائد أبا عمار .. بدت الساحة السياسية مزدحمة بالثعالب الماكرة والمتربصين .. نعتوا ابن المرجعية  بأقبح العبارات ، والله يستحي المرء من ذكرها ! ثلة من المؤمنين والعارفين أرادوا التجديد له بالعهد والوفاء. منذ اللقاء الأول ازدادوا قوة وصلابة !! لم يتفاجئ الجميع لقد كان خير خلف لخير سلف !! نعم انه الشاب المؤمن والسياسي البارع . والمتكلم المقتدر! صفات قد لا تجتمع الا لمن خصه الله بها .. توالت الأحداث بسرعة وتراجع دور المجلس الأعلى لأسباب باتت معروفة للباحثين عن الحقيقة ! ولكن من يدخل مضمار السياسة يعلم انه أشبه بمضمار الملاكمة  فقد تخسر جولة او جولات وقد تعيد نفسك وتستعد للفوز في الجولات القادمة ..

مضت السنين وتغير الزمان وتحسن الأداء وها نحن اليوم امام منعطف كبير ولعمري شخصيآ لم أتصور حجم هذا التأييد والدفاع الصادق عن سماحة السيد عمار الحكيم ومن قبل جميع الاطراف والشخصيات السياسية والدينية …. !! التي عبرت عن احترامها الكبير وثقتها الكاملة بهذه الشخصية المحبوبة والتوافقية وان اختلفت هذه الأطراف معه ايدلوجيآ وسياسيآ أو قوميآ .

لايصح لي أن أشكر صحيفة عكاظ التي وحدتنا جميعآ وعلى اختلاف ألواننا ومشاربنا ولكن أقول شكرآ لهذه الضارة النافعة  وأتذكر قوله تعالى ( وعسى ان تكرهوا شيئآ وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئآ وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )… وفي قوله تعالى …. ( ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور ) أختم  بقول للامام الشافعي ..

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ……… ذرعا و عند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها …….. فرجت، وكنت أظنها لا تفرج