17 نوفمبر، 2024 6:42 م
Search
Close this search box.

ماذا تريد ايران من الأحتفال بيوم القدس العالمي

ماذا تريد ايران من الأحتفال بيوم القدس العالمي

يحتفل المسلمون في أخر جمعة من شهر رمضان من كل عام بيوم القدس العالمي من خلال فعاليات و تظاهرات ومسيرات منددة بالأحتلال الصهيونيلفلسطين والذي أطلقه الامام الخميني (رحمه الله) من خلال أستذكار مظلومية الفلسطينيين الذين تعرضوا لأبشع أحتلال وأغتصاب لأرضهم في كل تاريخ البشرية و أمام أنظار العالم وسكوته ورضاه بمعزل عن كل شعارات وادعاءات حقوق الانسان والحرية ومناهضة الظلم وغلبة القوي على الضعيف ومازالت مأسي هذا الشعب المسكين مستمرة الى يومنا هذا وأخرها ما يحصل في حي الشيخ جراح من تهجير وسلب لبيوت الفلسطينيين من قبل المستوطنين بحماية قوة الكيان الصهيوني وصمت العالم ,

لياتي الأحتفال بيوم القدس هذا العام ممزوجاً بألام عوائل القدس وصرخات ابنائه ليثير ويشعل القضية الفلسطينية من جديد في نفوس الإشراف من العرب والمسلمين وممن ما زال يعتبرها قضيته الأولى والمصيرية,

إن من أهم ما حققه الإحتفال بيوم القدس العالمي في اخر جمعة من شهر رمضان هو الحفاظ على هوية القدس الفلسطينية الأسلامية وعدم تهويدها كما يسعى له الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين ومحاولاتهم لجعل القدس عاصمة الكيان الصهيوني وأخرها صفقة القرن بين حكام دول الخليج ومصر من جهة و اسرائيل من جهة أخرى برعاية أمرؤيكية والتي ختمت بنقل السفارة الإمريكية من تل أبيب الى القدس في خطوة تحدي كبيرة للبلدان العربية والأسلامية فكان يوم القدس هو الأمل الذي يكاد يكون الوحيد وسط ظلام دامس وغبار متصاعد جراء هرولة الحكومات العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت مسمى السلام فوسط هذا الزحف المذل و المخزي من قبل بعض حكام الدويلات الخليجية والعربية ينبري لنا في كل عام في أخر جمعة من شهر رمضان ذلك الضوء الساطع الذي يعيد لنا الشعور بالكرامة ورفعة الرأس و يذكرنا بقضيتنا المحورية وقضية المسلمين الأولى و هي أن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مازالت اسيرة حراب المعتدي الغاصب تلك الحقيقة التي يسعى العملاء لتمييعها و تذويبها والتشويش عليها في الذهنية الأسلامية عامة والعربية بشكل خاص مما ينتج عنه أستمرار بعث روح الأنهزامية التي نبتت منذ 1948 والى اليوم لولا وجود تلك الشمس التي سطعت في بلد الإسلام في سنة 1979 على يد ذلك الامام الهمام السيد روح الله الخميني ,

لهذا أنا دائماً أذكر أن يوم القدس هو يوم الأمام الخميني أيضاً فنحن نستذكر فيه قضيتين لا واحدة الأولى هي القضية الفلسطينية والثانية هي أستذكار الأمام الخميني الذي بعث على يديه الأسلام من جديد بعد أن كاد ينتهي ويلفظ أنفاسه الاخيرة على يد الحركات العلمانية و القومية طوال القرن الماضي وهكذا كان الإمام مشاريع أسلامية تمشي على الأرض ومنها مشروع المقاومة في قضية الأمة الأسلامية المركزية وقضيته المصيرية و هي القدس الشريف ,وأستحضار هذه القضية في الذهنية الإسلامية وعدم السماح بتغييبها عن الواجهة أعلامياً ومعنوياً وفكرياً من خلال أستنهاض تلك المشاعر الجياشة نحو القدس الشريف في ضمير المسلمين وخلق محور المقاومة الذي أوجع أمريكا والصهاينة وأذنابهم في المنطقة وسط أشباع هائل من أبر التخدير توخز هذا الضمير وتدعوه الى السبات و نسيان فلسطين نهائياً

 

في ذات الوقت الکیان الصهیونی وأذنابه وتوابعه يحاول التقلیل من اهمیة یوم القدس العالمی وهذا من الطبيعي أن يقوم المعتدي الغاصب و السارق والذي راهن على عامل الزمن في أن ينسى المسلمين والعرب قضيتهم ويتحول العدو الى صديق واذا بضربة على ناقوس الذاكرة في رأس الإمة الإسلامية والعربية كل عام في شهر مهم هو شهر رمضان الذي يجمع المسلمين جميعاً ويعيدهم الى أطار أسلامي واحد في زمن ثابت لأنه لم يكن أختيار هذا التوقيت في أخر جمعة من شهر رمضان لنستذكر قضية القدس أعتباطاً مطلقاً بل هو مدروس بشكل ذكي جداً من قبل الأمام الخميني فمن الطبيعي ان يقوم العدو المستهدف بأن يميع هذه الذاكرة ويحاول كتم هذا الصوت وأبقاء حالة التخدير والأسترخاء والتماهي والأستسلام في الروح العربية التي تعودت على هذه الحالة السلبية المخدرة منذ حرب 1973 والى يومنا هذا باستثناء الأنتفاضات التي تفجرت في الأراضي المحتلة كأنتفاضة الحجارة الأولى والثانية وغيرها وبمساعدة الأنظمة العربية التي تدور في فلك المحور الأمريكي وخدمة أهدافه التي يترأسها هدف حماية أمن أسرائيل عندما تحولت هذه الأنظمة الى حامي حمى الكيان الصهيوني ولكن بقي ما يقض مضاجع المتصهينين وهي الشعوب والجماهير التي تعرف الحقيقة وتعيشها كل يوم بوجدانها فعمل هؤلاء مجتمعون على تحوير الذاكرة العربية وأنسلاخها وأستبدال العدو الصهيوني بعدو وهمي مغاير وهو ايران ولكن مبدئية الجمهورية الأسلامية وفاعليتها في القضية الفلسطينية ودعمها الكبير لحركات المقاومة ومحورها جعل من هذه المهمة من الصعوبة بمكان بحيث لا يمكن أن يبلعها العرب بسهولة الا من عبد أولياء امرهم دون الله وأنساق مع المشروع الصهيوني بدوافع طائفية او ضحية للقوة الناعمة الفاعلة في الوسط العربي فهؤلاء خارج دائرة العروبة و الإسلام و هم يعيشون حالة من العزلة ويدفعون ثمن عمالتهم غالياً ,

 

تعاملت الجمهورية الاسلامية مع القضية الفلسطينية من منطلقات عقدية فهي لا تنظر الى القضية الفلسطينية من خلال المصالح كما يسوق البعض أعلامياً (رمتني بدائها وأنسلت ) ولو كان هذا هو الهدف لما تحملت حصار لأكثر من 40 عاماً على شعبها وحرب فرضت عليها لثمان سنوات وكان يمكن لكل هذا الا يكون بمجرد انها تتصالح مع أسرائيل وتطبع مع الكيان كما تفعل اليوم دول عربية واسلامية كثيرة فتعاملت الجمهورية الأسلامية بأيجابية متناهية منذ اللحظات الأولى لأنتصار الثورة معبرة عن رؤية مبدئية أتجاه هذه القضية عندما أغلقت السفارة الصهيونية في طهران وأستبدالها بالسفارة الفلسطينية لمنظمة التحرير وكانت الداعم والفاعل الحقيقي لجميع حركات المقاومة والذي كان يتميز عن غيره من الدعم الذي كانت تقدمه باقي الدول العربية فكان يتسم بتخصيصه في الدعم العسكري واللوجستي المحدد بزيادة جهوزية هذه الحركات لتكون قوية بقدر يزعج ويقلق الكيان الصهيوني ويردعه ويحيده الى حد كبير وهذا ما حصل مع حزب الله في جنوب لبنان الذي تحول الى رادع حقيقي أمام العدو الصهيوني الذي كان يعتبر دخول لبنان والوصول الى بيروت نزهة وهو اليوم يجرد معسكراته في الشمال من الجنود خوفاً عليهم من نيران حزب الله وهو الذي كان يوصف بأقوى الجيوش في العالم , أما في الجانب الفلسطيني فكان الدعم متنوع و لجميع الفصائل في غزة و الضفة مما جعل حركات المقاومة تملك القدرة الصاروخية التي تتهاوى عند اقدامها القبة الحديدية الأسرائيلية وهي لم تكشف عن كل ما تملكه من ترسانة تسليحية وهذا ما يقلق العدو الصهيوني بالأضافة الى سلاح الدرون و الطائرات المسيرة التي تقلق العدو بشكل خطير بعد نقل هذه الخبرات الأيرانية الى داخل الاراضي المحتلة وخاصة في غزة ومتابعة الكيان لهذا المشروع كشف عنه اغتيال الزواري أحد المشاركين في المشروع في تونس من قبل الموساد , ناهيك عن تقنية حفر الانفاق التي نقلها للفلسطينيين الشهيد حاج قاسم سليماني فالاستراتيجية الايرانية تقوم على تنمية القوة والردع لأنها تفهم أن اسرائيل لا تفهم الا لغة القوة والند القوي بينما يمارس العرب لغة الحوار و المفاوضات التي لم تسمن او تغني من جوع ولم يستفد منها الفلسطينيين الا في فقدان المزيد من اراضيهم واضعاف قضيتهم حتى كادت تموت سريرياً لولا بعث تلك الروح المقاومة التي بعثها الدعم من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية سواءً عسكرياً كما بينا أو دعم معنوي وهو ما يتجلى بوضوح من خلال أحياء يوم القدس العالمي الذي نحتفل به في هذه الايام .

أحدث المقالات