منذ الاحتلال الامريکي للعراق و إزدياد دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيه، يعاني المعارضون الايرانيون الذين کانوا يقيمون في معسکر أشرف و من ثم أجبروا بطرق و اساليب ملتوية للذهاب الى مخيم ليبرتي”الذي هو أقرب منه الى سجن”، من أوضاع سيئة و تهديدات مستمرة تحدق بهم ناهيك عن حرب نفسية تشن ضدهم بين الفترة و الاخرى بالاضافة الى الحصار المفروض عليهم و الذي تسبب لحد الان في 26 حالة وفاة.
طهران وبعد أن ترسخ نفوذها في العراق و تهيأت لها الفرص المناسبة، عملت على التخطيط لشن 9 هجمات عسکرية و صاروخية ضد هٶلاء المعارضين أردت 116 فردا منهم و أصابت أکثر من 650 آخرين بجروح و تم خطف 7 أفراد من معکسر أشرف منذ 1/9/2013، ولايزال مصيرهم مجهولا لحد الان، وتأتي کل هذه الهجمات و الممارسات غير القانونية و التي تخل بإلتزامات العراق الدولية فيما يتعلق باللاجئين، في وقت تعترف المفوضية العليا لشٶون اللاجئين التابعة لمنظمة الامم المتحدة بهٶلاء المعارضين کلاجئين سياسيين محميين بموجب القانون الدولي، لکن من الغريب إن الحکومات العراقية المتعاقبة تصر على التعامل معهم وفق منظور و رٶية طهران لهم و ليس وفق رٶية القوانين و الاعراف الدولية المعمول بها بهذا الخصوص.
مسألة أخرى تثير الکثير من علامات الاستفهام و الشکوك، وتتعلق بإن الحکومة العراقية ترفض الاعتراف بکون منظمة مجاهدي خلق التي ينتسب لها هٶلاء المعارضين غير إرهابية على الرغم من إن الولايات المتحدة الامريکية و دول أوربا إضطرت لإخراجها من قائمة الارهاب التي وضعت فيها ظلما و تمويها من أجل إعادة تأهيل النظام في إيران، وإخراج المنظمة من قائمة الارهاب کان بعد ماراثون قضائي للمنظمة منذ أواخر عقد التسعينيات من القرن الماضي و لحدأواخر العقد المنصرم من الالفية الجديدة، لکن حقيقة موقف الحکومة العراقية مبني على أساس موقف طهران التي تصر على ليس على إعتبارهم إرهابيين وانما حتى”محاربين ضد الله”!!
الاوضاع السيئة التي يعاني منها سکان ليبرتي و عدم تمتعهم بحقوقهم کلاجئين سياسيين اسوة بنظرائهم في الدول الاخرى، و إستمرار الحصار الجائر المفروض عليهم ولاسيما الحصار الطبي، وعدم الاعتراف بهم کلاجئين من قبل الحکومة العراقية و ضمان أمنهم مستقبلا من أية هجمات غادرة أخرى، هي مطالب ناشدت الکثير من المنظمات الانسانية و العديد من الاوساط و الشخصيات السياسية الحکومة العراقية من أجل تلبيتها، لکن الحکومة العراقية لازالت تصر على رفض هذه المطالب و تخفي نواياها الحقيقية تجاه سکان ليبرتي، وهو
مايدعو للتساٶل: هل إن الحکومة العراقية تفکر کما تفکر الحکومة الايرانية تجاه هٶلاء المعارضين؟ ثم ألا تفکر الحکومة العراقية بأنها لو ذهبت مع النوايا و المخططات الايرانية للنهاية فإن ذلك سيکلفها کثيرا و عليها أن تتحمل تبعاته و عواقبه.
[email protected]