إن رؤية بعض السياسيين الطائفيين على شاشة التلفاز تسبب لوحدها ارتفاعاً في ضغط الدم، أما حديثهم، (ولغوتهم الجايفة)، فهذه لا تسبب لنا وجعاً وصداعاً في الرأس فحسب إنما تصيب المشاعر والرأس بالدمار والانفجار أيضاً.. فتتمنى من شدة وجعك وقهرك وغضبك وحنقك عليهم، لو أن الله يرزقك لحظتها برؤية أحدهم وجهاً لوجه، فتوقفه أمام الناس، وقبل أن تسأله أو تشتمه أو تعتب عليه، تبصق في وجهه الكالح، عسى أن تبرد النار التي أشعلها هذا الوغد في صدرك. هذا عند ظهور السياسيين الطائفيين على شاشات التلفاز، أما عند الإطلالة الحلوة والمباركة لبعض السياسيين (المخلط يا لوز)، يعني من المركبين بعثية على طائفية على فساد، من موديل ظافر العاني واحمد العلواني وحيدر الملا والمطلگ وغيرهم، فهؤلاء شغلتهم غير شغلة، إذ لا تتمنى معهم سوى لقاء واحد، تصحبهم فيه بسفرة سياحية نحو منتجع (هوكا لادج) النيوزلندي الرهيب، الواقع (خلف السدة)، فتسلمهم هناك بيد (خبراء السياحة)، حيث سيجدون أمامهم: الماء والخضراء (والصك) الحسن..!
وقطعاً فإني لم أتمنَّ مثل هذه الأمنية لهؤلاء (الأحبة الغالين)، لو لم يكونوا قد زرعوا في قلبي كل أوجاع الدنيا، وآلام وكوارث التاريخ، بخاصة وإن قلبي العليل لا يتحمل كل هذه الإساءات والإهانات والمواجع. وطبعاً سيكون الوجع كبيراً، والإهانة بليغة حين يصل رذاذها الى أهلي وطائفتي وبلادي العزيزة، وليس الى شخصي وحده. إن هؤلاء السياسيين خطر كبير على أمن وسلامة، ووحدة المجتمع العراقي، وخطر أيضاً على الإنسانية كلها.. إنهم باختصار أخطر من الكوليرا، والأيدز والسرطان والطاعون والأيبولا، فهم كارثة بيئية وصحية وبشرية واخلاقية. وتأثيرهم لا يختلف عن تأثير أي كارثة كونية من الكوارث الأخرى الحاصلة في حياة البشر، كالحروب والفيضانات والزلازل، والأعاصير، بل هم برأيي أخطر منها، لأن خطورة الزلزال تزول بإنتهاء الزلزال نفسه، وقد لا يستمر لأكثر من دقائق، بينما خطورة بعض السياسيين الطائفيين البعثيين الفاسدين الحاقدين تبقى مستمرة، لأنهم الفايروس الإعجازي الذي يتنقل في المكان والزمان المناسب له، وهل هناك مكان وزمان مناسب لفايروساتهم مثل الزمان والمكان الطائفي الحالي؟
إن الطائفية كما هو معروف أصلح كل البيئات لإنتشار الأمراض الأخلاقية الفتاكة.. وعليه، فإن خطورتها خطورة تاريخية فاعلة، لا تنقطع ولا تتوقف لأجيال متعددة، فضلاً عن كونها كارثة تفجيرية تضرب في البناء الاجتماعي، فتفجر النسيج الوطني والقيمي والروحي، وقد لا ينهض المجتمع من تأثيراتها لقرون عديدة، وليس لدقائق معدودة كما هو الحال في الزلزال أو الإعصار أو الفيضان.. وعلى سبيل المثال، فإني أدعو الى مراجعة تصريحات حارث الضاري، وأبنه مثنى الضاري، أو ظافر العاني، أو حيدر الملا، أو رافع العيساوي، او طارق الهاشمي، او عزت الدوري، أو غيرهم من عشرات السياسيين الطائفيين، واحصوا معي كمية السموم، والفايروسات القاتلة، التي تنفثها تصريحاتهم الخبيثة هذه، وبعد ذلك، أجيبوا عن سؤالي الذي لا أملك غيره، وهو: متى يختلف هؤلاء معنا خلافاً سياسياً، ويعالجونه معالجة سياسية مثل أية مشكلة ومعالجة سياسية أخرى.. أليسوا هم سياسيين مثلنا، فلماذا يمضون الى الحلول الطائفية المقيتة كلما حدث لهم أمر سياسي، أو قضية جنائية؟
إن الذي يستفزني كل يوم هو أن هؤلاء يريدون منك حقوقهم السياسية بالطرق الطائفية، ويوسعون أطماعهم الطائفية بالطرق السياسية، فما تعرف أين السياسي، وأين الطائفي في علاقاتهم معك.. فمثلاً حين يقتل أحدهم، ويحكم عليه القضاء، يدافع عن المجرم بلغة طائفية، ويخاطبك بلغة طائفية، لكي يضيّع عليك جريمة هذا المجرم، الذي حاكمه القضاء العراقي.. وحين يسرق أحدهم ملايين الدولارات من أموال النازحين، ويريد القضاء محاسبته، سيقولون لك أن التهمة طائفية أو سياسية.. وهكذا هو الحال مع عشرات القضايا المماثلة.. وأمس مثلاً خرجت علينا (الآنسة) ميسون الدملوجي –وموضوع الآنسة هذا على ذمة الزميل والصديق العزيز وجيه عباس، فهو الذي أخبرني بأن الدملوجي آنسة لحد هذه اللحظة، ورجاء لحد يسألني، ويگلي شلون عرف وجيه بهذا الموضوع-؟
المهم أن الآنسة الدملوجي أعلنت بتصريح (عبر الهاتف) الى جريدة الشرق الأوسط السعودية:
(إن حكم الإعدام الصادر بحق أحمد العلواني هو انتصار، ودعم لتنظيم داعش، وتفكيك لجبهة عشائر الأنبار التي تقاتل هذا التنظيم الإرهابي، وإن من كان وراء إصدار هذا الحكم بحق السيد العلواني، وفي هذا التوقيت بالذات، يهدف إلى تقوية تنظيم داعش.
انتهى تصريح الدملوجي وليس لديَّ، غير أن أقول، إني متأكد من أن الآنسة ميسون الدملوجي ستفرح كثيراً لو ذهبت للسياحة خلف السدة.. فهناك (سترتاح كثيراً) وتنسى العلواني، والخلفوا العلواني.. وكل عام وميسون الدملوجي آنسة !!